الحكمة من رمي الجمرات وحكمها في الإسلام

الحكمة من رمي الجمرات هو الموضوع الّذي سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، حيث أنّ رمي الجمرات من المناسك والأعمال الّتي يقوم بها المسلم الحاج في آخر أيّام الحج، والعديد من المسلمين يبحثون عن الحكمة والغاية الرّبانيّة والسّبب وراء رمي الجمرات في أيّام التشريق، وعبر موقع أطروحة سنتعرّف على نسك رمي الجمرات وحكمه والحكمة من وراء هذا الأمر وهذه العبادة عند مختلف أهل العلم.

مفهوم رمي الجمرات

تعني الجمرات في اللغة العربيّة الحصى الصّغيرة أو الأحجار الصّغيرة الّتي يتمّ رميها وقذفها لتجتمع في مكانٍ معيّن، كذلك تُطلق الجمرات وتعني المكان الّذي يتمّ قذفه بالحجارة، كما يُطلق على المكان الّذي تجتمع فهي هذه الحصيّات الصّغيرة، وأمّا في الشّرع الحنيف فإنّ رمي الجمرات هو قذف الأحجار الصّغيرة في مكانٍ مخصوصٍ وزمنٍ مخصوص وبعددٍ مخصوصٍ أيضًا، ويكون ذلك من قبل الحجّاج في زمن الحجّ والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: فضل موافقة يوم عرفة يوم الجمعة ابن باز

الحكمة من رمي الجمرات

إنّ الحكمة والغاية العظيمة من رمي الجمرات في أيّام التشريق تتمثّل بأمرين اثنين أوّلهما أنّ في رميها تعظيمٌ لشعائر الله تعالى وامتثالٌ أمره وذكره في هذه الأيّام، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: {وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}. [سورة البقرة: 203] ففي هذه الآية الكريمة يأمر الله تعالى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين بذكره في أيّام التشريق، ورمي الجمرات من ذكر الله تعالى، وثانيهما أنّ رميها اتّباعٌ لسنّة نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام، فقد كان يحجّ ويؤدّي المناسك فاعترض الشّيطان طريقه ثلاثًا فرماه في كلّ مرّة بسبع حصيّات، وثبت ذلك في قول ابن عبّاس رضي الله عنه: “لمَّا أَتَى إبراهيمُ خَلِيلُ اللهِ المَناسِكَ عرضَ لهُ الشَّيْطَانُ عندَ جَمْرَةِ العقبةَ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ ، ثُمَّ عرضَ لهُ عندَ الجمرةِ الثانيةِ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ ، ثُمَّ عرضَ لهُ عِنْدِ الجمرةِ الثالثةِ ، فَرَماهُ بِسبعِ حصياتٍ حتى ساخَ في الأرضِ. قال ابْنُ عباسٍ : الشيطانَ تَرْجُمُونِ ، ومِلَّةَ أَبيكُمْ إبراهيمَ تَتَّبِعُونَ”.[2] والله أعلم.[3]

الحكمة من رمي الجمرات ابن باز

يقول الشّيخ ابن بازٍ رحمه الله تعالى أنّ الحكمة من رمي الجمرات هي إرغام الشّيطان ومعارضته، ومخالفة أمره ووسوسته، كذلك هي امتثالٌ لأمر الله تبارك وتعالى المذكور في القرآن الكريم، وعلى المسلم اتّباع الأمر الوارد في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، سواءً عرف المسلم الغاية من هذه العبادة أو لم يعرف، وممّا لا شكّ فيه أنّ لكلّ عبادةٍ غايةٌ عظيمة عند الله سبحانه وتعالى والله أعلم.[4]

الحكمة من رمي الجمرات إسلام ويب

في موقع إسلام ويب عرض العلماء الحكمة من رمي الجمار في الحج، فقيل بأنّ ذلك امتثالًا واتّباعًا لما أمر به الله تعالى ورسوله، وأنّ في رمي الجمار تذكيرٌ بقصّة نبيّ الله إبراهيم عليه السّلام حين اعترضه الشّيطان ثلاث مرّاتٍ ووسوس له بأن يُعرض عن ذبح ابنه إسماعيل عيله السّلام فرجمه بسبع حصيّات في كل مرّة، إلى جانب أنّ هذا النّسك يغيظ الشّيطان ويرغمه ويعلمه أنّ المسلم لن يخضع لوسوسته وأوامره الفاسدة، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: لماذا سمي اليوم الثامن بيوم الترويه

أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟

تتجمع الحصيّات الّتي يتمّ رميها في مواضع الرمي الثّلات ضمن أقبية يصل عمقها إلى أكثر من خمسة عشر مترًا، ومن ثمّ يتمّ نقلها بمسارات خاصّة عبر عددٍ من السيور الآلية، ليتمّ تنظيفها من الشّوائب والأتربة العالقة بها، ومن ثمّ تُنقل عبر منشأة متخصصة إلى أكامن مختلفة.

حكم رمي الجمرات

إنّ رمي الجمار في الحجّ يعدّ واجبًا من واجبات الحجّ الّتي يجب على كلّ مسلمٍ أن يقوم بها أثناء أداء مناسك الحج، وقد نُقل الإجماع في هذه المسألة عن علماء الإسلام، وذلك لما ورد في الأحاديث النّبويّة المباركة ما يفيد ويشير إلى وجوب هذا الأمر على الحاج، فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”.[6] وفي هذا الحديث دليلٌ علة القول بأنّها واجبة والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما هو الشاهد والمشهود

بهذا نصل لختام هذا المقال حيث بيّنا الحكمة من رمي الجمرات عند ابن بازٍ وإسلام ويب وغيرهما، بالإضافة للحديث عن حكم رمي الجمار ومفهومها.