ما هو الشاهد والمشهود ، تفسير سورة البروج

يحيى شامية 20 ديسمبر 2023 , 16:23

ما هو الشاهد والمشهود فمع اقتراب يوم عرفة، يتساءل المسلمون عن كل فضائله وكل مزاياه وكل ما ورد عنه، حيث أقسم الله سبحانه وتعالى في سورة البروج بالشـاهد والمشـهود، والله سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بعظيم، وقد كان لأهل العلم تفاسير كثيرة لهذه الآية ومعناها، ومن خلال موقع أطروحة سيتم تسليط الضوء على معنى الشـاهد والمشـهود في تفسير الآية 3 من سورة البروج.

ما هو الشاهد والمشهود

ورد في قوله تعالى في سورة البروج من الآية الثالثة: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} وقد اختلف أهل العلم في المشار إليهما في الشاهد والمشهود، فقيل عن ابن عباس رضي الله عنه أن الشاهد هو الله سبحانه وتعالى، والمشهود هو يوم القيامة، وقيل أن الشاهد آدم عليه السلام وذريته والمشهود هو يوم القيامة، وقيل أن الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود يوم القيامة، وقيل غير ذلك، ولكن الراجح أن الشاهد يوم عرفة والمشـهود يوم النحر، أو الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة، فعن يونس بن عبيد أنه قال: “عن أبي هُرَيْرةَ أنَّه قال: في هذه الآيةِ {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، قال: الشاهدُ يومُ الجمُعةِ، والمَشهودُ يومُ عَرَفةَ، والمَوعودُ يومُ القيامةِ”. [تخريج زاد المعاد: 399/ 1] والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ماذا يفعل الشيطان يوم عرفة

تفسير سورة البروج الآية 3 ابن كثير

ورد في تفسير ابن كثير للشاهد والمشهود، أنّ المفسرين اختلفوا في معناه ومقصده، فقد ورد عن أبي هريرة أن الشـاهد يوم الجمعة، والمشـهود يوم عرفة، وورد عن وكيع بن شعبة أن الشـاهد هو النبي صلى الله عليه وسلم والمشــهود يوم القيامة، وورد عن ابن عمر وابن الزبير أن الشـاهد المشـهود هما يوم النحر ويوم الجمعة، وعن مجاهد وعكرمة أن الشـاهد هو ابن آدم والمشــهود هو يوم القيامة، وعن ابن جرير أن الشـاهد يوم عرفة والمشـهود يوم القيامة، فالخلاف واسع في معناهما والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل دعاء يوم عرفة مستجاب لغير الصائم

تفسير القرطبي سورة البروج الآية 3 وشاهد ومشهود

ذكر القرطبي في تفسيره أن أهل العلم اختلفوا في تأويل هذه الآية، فقال بعضهم أن الشـاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، وقد ذكر القرطبي عديد الروايات منها حدثنا أبو كريب، قال ثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وَشاَهِدٍ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَمَشْهُودٍ: يَوْمُ عَرَفَةَ” وذكر القرطبي أقوال أهل العلم الذين يقولون أن الشـاهد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشـهود يوم القيامة، ومن قال أنهما عيد الأضحى والجمعة، والإنسان ويوم القيامة والله أعلم.[3]

تفسير قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن الشاهد والمشهود من هما في سورة البروج، فأجاب الشيخ بقوله:[4]

“للعلماء في هذا كلام كثير، وأحسن ما قيل فيه: أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، يوم الجمعة شاهد، ومشهود يوم الجمعة، يشهده الناس الحجاج، وقيل غير ذلك، لكن هذا أحسن ما قيل، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ۝ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ [البروج:1-2] يوم القيامة، وَشَاهِدٍ [البروج:3] يوم الجمعة، وَمَشْهُودٍ [البروج:3] يوم عرفة، هذا هو أحسن ما قيل في ذلك، نعم”.

ما هو اليوم الموعود

إن اليوم الموعود هو يوم القيامة، وذلك لما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ ، والشاهدُ يومُ الجُمُعةِ ، وما طَلَعَتِ الشمسُ ولا غَرَبَتْ ، على يومٍ أفضلَ منه ، فيه ساعةٌ لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يَدْعُو اللهَ بخيرٍ إلا استجاب اللهُ له ، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه اللهُ منه”. [صحيح الجامع:8201] والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: صحة حديث ترفع الاعمال يوم عرفه الا المتخاصمين

إلى هنا نصل لختام مقال ما هو الشاهد والمشهود، وهل هو يوم عرفة أم لا، حيث تم استعراض أقوال أهل العلم في تفسير آية 3 من سورة البروج، كتفسير القرطبي وابن كثير وابن باز، وتم معرفة ما هو اليوم الموعود.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *