هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه ومتى تتضاعف السيئات

ruba sh 21 يونيو 2023 , 20:30

هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه، ومتى تتضاعف السيئات، و هل الحسنات مضاعفة في العشر من ذي الحجه، فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بأيام العشر من ذي الحجة وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم، فهي الأيام المعلومات التي يشرع فيها ذكر الله، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيّام الدنيا وفيها يوم عرفة ويوم النحر أعظم الأيّام، ومن خلال موقع أطروحة سيتم بيان هل تضاعف السيئات في أيام العشر من ذي الحجة.

عشر ذي الحجة

إن من فضل الله ومنّته أن فضلّ على عباده بمواسم الخير والطاعة والتي منها أيّام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، حيث يتنافس المسلمون فيها بما يجعلهم يقتربون من الله سبحانه وتعالى زلفى، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الأيّام وأخبر أنها أفضل أيّام الدنيا، وقد حث على العمل الصالح فيها، وأخبر أن العمل فيها أفضل من العمل فيما سواها من سائر الأيام.[1]

هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه

لا شكّ أن الذنوب تتضاعف وتغلظ الآثام في عشر ذي الحجة وغيرها من الأوقات المباركة، فقد ذكر أهل العلم استنادًا لقوله تعالى في سورة التوبة: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}. [سورة التوبة: 36] أن تحريم ظلم النفس فيها لأنها محرمة ولأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، ففي الأشهر الحرام ومنها عشر ذي الحجة تغلظ الآثام، وتغلظ الدية، فيكون الذنب أعظم خطيئة ووزرًا فيها من غيرها، فظلم النفس فيها هو ارتكاب الذنوب، ولكن من الجدير بالذكر أن الذنوب تتضاعف فيها كيفًا لا كمًا والله ورسوله أعلم.[2]

متى تتضاعف السيئات

ذكر أهل العلم أنّ كلّ ذنب وكل سيئة يرتكبها العبد يكتبها الله عليه سيئة واحدة ولا تتضاعف كمياتها، لكن تتضاعف السيئات كيفًا في الكثير من المواطن في الزمان والمكان، فالسيئة تعظم بسبب شرف المكان كالسيئة في الحرم أو في المسجد، وتعظم بسبب شرف الزمان كالسيئة في العشر الأوائل من ذي الحجة أو في رمضان، وتعظم بسبب شرف الشخص لو كان عالمًا أو حاكمًا أو قدوة ونحوه، فالمقادير في السيئات هي التي تعظم لكن كمياتها ثابة والله ورسوله أعلم.[3]

هل الحسنات مضاعفة في العشر من ذي الحجه

إن الله سبحانه وتعالى يكافئ عباده بأن يضاعف الحسنة كمًا وكيفًا في كلّ وقتٍ مبارك وفي كل وقت، فتكون الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يقولُ اللَّهُ: إذا أرادَ عَبْدِي أنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فلا تَكْتُبُوها عليه حتَّى يَعْمَلَها، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها بمِثْلِها، وإنْ تَرَكَها مِن أجْلِي فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، وإذا أرادَ أنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْها فاكْتُبُوها له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها فاكْتُبُوها له بعَشْرِ أمْثالِها إلى سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ”. [صحيح البخاري: 7501] فالحسنات تتضاعف في الأوقات المباركة ومنها عشر ذي الحجة ويوم عرفة، حيث يضاعف الله سبحانه لمن شاء من عباده الحسنات كمًا وكيفًا والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: دعاء اول ايام العشر من ذي الحجة

مضاعفة الحسنات كمًا وكيفًا ومضاعفة السيئات كيفًا لا كمًا

شرح الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى موضوع مسألة مضاعفة الحسنات كمًا وكيفًا ومضاعفة السيئات كيفًا لا كمًا وهي متممة لمسألة هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجة، ومما ورد عنه ما يأتي:[5]

“الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل: رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل: كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة، الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية الأعمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات، فلا أعلم فيها نصًا ثابتًا يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود، أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا”.

ما سبب مضاعفة الحسنات والذنوب في عشر ذي الحجة

ورد عن أهل العلم أن سبب مضاعفة الحسنات وعظم السيئات في عشر ذي الحجة أنّها من مواسم الخير والطاعات والبركة، ولنهي الله سبحانه وتعالى عباده عن الظلم فيها، فجعل لها حرمة ومكانة ومنزلة عالية، وبذلك يضاعف العقاب فيها على عمل السوء، ويضاعف الثواب فيها على العمل الصالح، فكل زمان له مكانة عند الله سبحانه وتعالى يكون الثواب والعقاب فيه مضاعف والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: أحاديث صحيحة عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

لماذا تتضاعف الحسنات ولا تتضاعف السيئات

أجمع أهل العلم أن الحسنات تتضاعف في المكان المعظم وفي الزمان المشرف كمًا وكيفًا، والسيئات كذلك تعظم وتزداد لكن كيفًا لا كمًا، والسبب أن الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بعباده رؤوفٌ بهم عطوفٌ عليهم، فكرمهم بمضاعفة حسناتهم وثوابهم، وأكرمهم بعدم مضاعفة السيئات بالعدد، فالسيئة تكون بواحدة لا تتضاعف بالعدد لا في عشر ذي الحجة ولا في غيرها، أما الحسنات فكل حسنة بعشر أمثالها ويضاعف الله لمن يشاء والله ورسوله أعلم.[6]

ماذا يفعل من يصر على الذنب في عشر ذي الحجة

على كل مسلم بقدوم عشر ذي الحجة أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا صادقة، وأن يعزم على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، وعلى كل مسلم أن يجدّ ليغتنم هذه الأيّام وأن يحرص حرصًا شديدًا على عمارة هذه الأيّام بالقول الصالح والعمل الصالح، وأن يبتعد كلّ البعد عن الذنوب والمعاصي، فكما أن الطاعات تقرب العبد من ربه، فالذنوب تبعده عنه وتكون سببًا من طرد العبد من رحمة الله والعياذ بالله.

شاهد أيضًا: فضل عشر ذي الحجة للشيخ ابن عثيمين

مقالات ذات صلة

بهذا نصل لنهاية مقال هل الذنب مضاعف في العشر من ذي الحجه، والذي تمّ من خلاله التعريف بأيام العشر من ذي الحجة، وبيان فضلها، وبيان أن مضاعفة الحسنات كمًا وكيفًا ومضاعفة السيئات كيفًا لا كمًا، كما قدّم المقال معلومات قيّمة عن عشر ذي الحجة ومضاعفة السيئات والحسنات فيها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *