حضانة الأطفال بعد الطلاق في الإسلام ومن من يتولى الحضانة بعد الطلاق

حضانة الأطفال بعد الطلاق في الإسلام فلقد كرّم الدين الإسلامي المرأة وأعطى الطفل حقوقه عند طلاق الوالدين، بحيث تكون حضانة الطفل بما يخدم احتياجاته ويلبّي نموّه بشكل سليم دون التأثر بمشكلة طلاق والديه، لذا يهتم موقع أطروحة بتقديم مجموعة من المعلومات عن حضانة الأطفال بعد الطلاق في الإسلام ولمن تكون الحضانة في حال طلبت الزوجة الطلاق، مع التعريف بمتى يحق للأب حضانة الولد، وفيما إذا كان يجب على الأب توفير السكن لطليقته الحاضنة ابنه.

حضانة الأطفال بعد الطلاق في الإسلام

لم يختلف أهل العلم في الدين الإسلامي في حق المرأة حضانة ابنها بعد الطلاق في حال لم تقدم على شيء يمنعها من ذلك، ويبقى هذا الحق للأم حتى يبلغ الأولاد سن البلوغ، حيث يمكن للأولاد بعدها اختيار الإقامة مع الأب أو الأم، فقد روي أنه جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ فقالت : “يا رسولَ اللهِ، إن زوجي يريدُ أن يَذْهَبَ بابني، و قد سقاني مِن بِئْرِ أبي عَنَبَةَ و قد نَفَعَني ؟ فقال رسولُ اللهِ : هذا أبوك و هذه أمُّك، فخُذْ بيدِ أيِّهما شِئْتَ. فأَخَذَ بيدِ أمِّه فانطلَقَتْ به”[1].[2]

اقرأ أيضاً: متى يصوم الطفل

من أحق بحضانة الطفل في الإسلام

اتفق الإسلام على أن حضانة الطفل في عمر صغير هي من حق المرأة بعد طلاقها من زوجها، وذلك في حال لم تتزوج المرأة بعد طلاقها، وتستمر هذه الحضانة حتى يصبح الطفل راشداً وقادراً على اتّخاذ القرار وحده واختيار الأب أو الأم، فقد روي: “أنَّ امرأةً أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ابني هذا كان بَطني له وعاءً، وحِجري له حِواءً، وثَديي له سِقاءً، وزعَمَ أبوه أنَّه ينزِعُه منِّي؟! قال: أنتِ أحقُّ به ما لم تَنكِحي”[3].

اذا طلبت الزوجة الطلاق لمن تكون الحضانة

عندما تطلب المرأة الطلاق أو التفريق أو المخالعة من زوجها بسبب وجود ضرر ما أو طريقة غير سليمة في العيش مع زوجها فإن ذلك من حقّها ولا تعتبر خطيئة، والحضانة ليس لها علاقة في هذا الموضوع، حيث أن الإسلام يعتبر الأم هي صاحبة الحق الأول في حضانة أولادها منذ الصغر وحتى بلوغ سن البلوغ، إلا في حال اختلّت إحدى الشروط الواجب توافرها في المرأة حتى تقدّم لأطفالها الرعاية المستحقة، أما النفقة التي يحتاجها الطفل فهي واجبة على الأب.[4]

اقرأ أيضاً: دعاء تيسير الزواج من شخص معين

متى يحق للاب حضانة الولد

يعتبر الأب صاحب الحق الثاني بعد الأم في حضانة أطفاله بعد حدوث الطلاق، أما في حال لم تستوف الأم الشروط التي يكسبها حق الرعاية لأطفالها، فإن الحضانة تذهب للأب، ولكن عندما يتوافر في المرأة العقل والإسلام والعفة والأمانة والإقامة في بلد طفلها ولم تكن متزوجة من أجنبي، فإن لها الحق الأول في حضانة أطفالها، ونفقات الأطفال تكون من حق الأب، وفي حال عدم توافر هذه الشروط فيها فإن الحضانة تذهب للأب.[5]

حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

في حال حدوث الطلاق بين الزوجين ولديهما أطفال، فإن الأم هي الأحق بحضانة أولادها حتى سن السابعة، ولكن اختلف علماء الدين الإسلامي في حال أقدمت المرأة على الزواج من أجنبي من الطفل، بعضهم قال أن الحضانة تسقط من الأم وتذهب لأم الأم، وبعضهم الآخر ذهب إلى أن الأم لم تعد تستحق الحضانة وبالتالي الأب أحق بها، ولكن في النهاية يجب على الأب والأم الاتفاق على ما فيه نفع ومصلحة طفلهما بغض النظر عن مكان إقامة كل منهما.[6]

اقرأ أيضاً: معنى الطلاق في المنام للمتزوجة

الحضانة بعد الطلاق في السعودية

ينص القانون السّعودي في مسألة حضانة الأطفال بعد الطلاق على أن الأم هي الأولى بحضانة الأطفال، وذلك وفق القوانين التالية:

سن حضانة البنت بعد الطلاق

يعتبر الإسلام المرأة هي الأحق بحضانة أولادها الصغار حتى يبلغوا سن السابعة والتاسعة للبنات وذلك مع شرط أن لا تتزوج، وفي حال كانوا أطفالها بنات فيحق لها حضانتهم حتى بعد سن التاسعة في حال اختاروا ذلك، حيث بعد بلوغ الطفل سن الرشد يتم تخييره بين الإقامة مع أمه أو أبيه، وقد ذهب بعض علماء الدين الإسلامي إلى حق المرأة الحاضنة الاحتفاظ بطفلتها إلى أن تحيض أو تتزوج، وبعضهم ذهب إلى أن الأم أحق بها إلى أن تتزوج ويدخل بها زوجها، وبعضهم قال أن الأب أولى بحفظها.

لمن تعود حضانة الأطفال بعد الطلاق في سوريا؟

وفق قانون الأحوال الشخصية في سوريا والمتعلق بحضانة الأطفال بعد الطلاق، فإن الأم هي الأولى بالحضانة بعد الطلاق، ولكن بشرط أن لا تتزوج من شخص غريب عن الطفل عندها يسقط حق الحضانة عنها، كما يسقط حق الحضانة في حال عدم القدرة غلى تقديم الرعاية الكافية للطفل التي يستحقّها، بعد الأم تذهب الحضانة لأم الأم أي إلى جدة الطفل، وفي حال تعدد أصحاب حق الحضانة عندها يحق للقاضي اختيار الأولى بتقديم الرعاية المستحقة للأطفال.

هل يحق للاب اخذ ابنه من امه؟

يحق للأب الحصول هلى حضانة طفله من أمه بعد الطلاق، في حال قامت الأم بالإخلال بأحد الشروط الواجب توافرها فيها حتى استحقت حضانة طفلها، فمثلاً في حال تزوجت الأم خلال فترة الحضانة يسقط حقها في الحضانة، بعدها يمكن للأب رقع دعوى قضائية للمحكمة والحصول على حضانة الطفل، وفي حال منعت الأم والد الأطفال من رؤيتهم ثلاث مرات متتالية أو أكثر، يسقط حقها في الحضانة.

متى يتم تخيير الطفل بين والديه؟

يتم تخيير الطفل بين والديه بعد بلوغه سن الخامسة عشرة، حيث يعتبر الطفل في هذه المرحلة قد بلغ سن الرشد وأصبح بإمكانه اتخاذ قراره الذي يرضيه في البقاء مع أمه أو الذهاب والإقامة مع أبيه، وفي حال اختار أبيه فإن حق الحضانة للأم يسقط فوراً ويذهب للأب، أما في السعودية فإنه يتم تخيير الطفل بعد سن السابعة إذا كان ذكراً وفي سن التاسعة إذا كانت بنت، حيث تكون انتهت حضانة الأم أو الأب بعد هذا العمر.

هل يجب على الأب توفير سكن لطليقته الحاضنة ابنه؟

في حال حدث طلاق شرعي بين الزوج والزوجة، يحق للمرأة الإقامة في بيت زوجها حتى انتهاء عدتها، ولكن في حال فارقت الزوجة زوجها لا يكون لها حق في منزله إذا كان ملكه، وفي حال كان هناك أطفال بينهم، وبعد الطلاق تم الاتفاق على إعطاء الزوجة حق حضانة أطفالها، عندها يجب على الزوج تأمين المسكن المناسب لها، سواء كان بيته أو أي بيت آخر يؤمنه لها، وفي هذه الحالة يكون الأب بد أمن المسكن لأطفاله وأمهم الحاضنة لهم.

هل الزوجة لها حق في البيت بعد الطلاق؟

يحق للزوجة الحصول على مسكن موفّر من قبل الأب إذا كان لها أبناء، وقد حصلت على حضانتهم بعد حصول الطلاق الشرعي بينها وبين الأب، حيث يلزم القانون الزوج بتوفير المسكن المناسب لزوجته وأطفالها، وتقديم النفقة للأطفال بعد الطلاق، أما في حال كان الزوج قد طلق زوجته ولم يكن لديهما أطفال، عندها لا يوجد قانون يلزم الرجل بإعطاء المرأة النفقة أو توفير المسكن لها.

بهذا القدر نصل لختام مقال حضانة الأطفال بعد الطلاق في الإسلام، حيث تم تقديم مجموعة متنوعة من المعلومات الشاملة عن فيما إذا كانت تذهب حضانة الأطفال للأب أو الأم بعد حدوث الطلاق بينهما في سوريا والمملكة العربيّة السّعودية.