ما هي ليلة القدر في الاسلام

Shahd Ahmad 31 مارس 2024 , 17:15

ما هي ليلة القدر في الاسلام وما الفضائل التي تتميز بها عن سائر الليالي من شهر رمضان، حيث اختصّ الله سبحانه وتعالى ليلة القدر بجعلها من الليالي المباركة من السنة، لذا يهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال بالإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بهذه الليلة الكريمة، وبيان كيفية إحياء ليلة القدر عند المسلمين.

ما هي ليلة القدر في الاسلام

ليلة القدر هي ليلة تتكرر مرة كل عام هجري وبالذات في شهر رمضان المبارك في إحدى الليالي العشر الأخيرة، وتتبوأ هذه الليلة مكانة عالية عند المسلمين إذ أن القرآن الكريم قد نزل في هذه الليلة، وجاء ذكرها في السيرة النبوية وفي القرآن الكريم في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}،[1] وجاء في السنة النبوية الشريفة الحث على تحري هذه الليلة في ليالي رمضان العشر الأخيرة الفردية.

وقت ليلة القدر في الإسلام

في الأحاديث التي ذكرت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قيل أن موعدها في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتحديدها في العشر الأواخر مختلف عليه، ولكن من المرجح أنها في الليالي الوتر من الليالي العشر الأخيرة وخاصة ليلة السابع والعشرين، وذكر أيضاً أنها في السبع الأواخر من شهر رمضان بما روي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ”.[2]

وقت ليلة القدر في الإسلام

شاهد أيضاً: كيف تكون الشمس صبيحة ليلة القدر وما هي علاماتها

علامات ليلة القدر

بما أن موعد ليلة القدر مختلف عليه بما ذكر من روايات صحيحة، فليس لنا إلا أن نلجأ إلى العلامات التي تؤكد لنا على هذه الليلة المباركة، إذ ورد في الصحيح من الحديث: “سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا”،[3] ومن الأقوال المذكورة عن علامات هذه الليلة:[4]

  • تطلع الشمس في صباح ليلة القدر صافية بيضاء.
  • تكاد الشمس لا شعاع لها من شدة الصفاء.

سبب تسمية ليلة القدر

كان للعلماء آراء مختلفة فيما يخصّ أسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، من هذه الأقوال نورد ما يلي:

  • لنزول كتاب ذو قدر فيها وهو كتاب القرآن الكريم، ونزل على لسان ملك ذي قدر، على أمة ذات قدر.
  • لأن الله تعالى يقدر أرزاق والأقدار لعباده في هذه الليلة لكل عام.
  • لمكانتها وقدرها العظيم عند الله تعالى.
  • لأن ليلة لقدر تكون ليلة الحكم والفضل.
  • القدر من الضيق، إذ تضيق الأرض في هذه الليلة لكثرة الملائكة التي تنزل عليها، قال صلى الله عليه وسلم:”إنّ الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى”.
  • القدر في العبادة، فما يقدمه المؤمن من عبادات في تلك الليلة ذو قدر ومكانة عظيمة جداً.

شاهد أيضاً:ليلة القدر خير من ألف شهر وقتها وما يشرع فيها ونصائح عظيمة

إخفاء ليلة القدر والحكمة من ذلك

اقتضت حكمة الله عزّ وجلّ ألّا يكون لليلة القدر موعد محدد وذلك ليمتلئ قلب المؤمن شوقاً وانتظاراً لهذه الليلة المباركة، وفي هذا الشوق يثابر المؤمن على الطاعات وخاصة في الليالي العشر الأخيرة، ولن يصبر على عناء الانضباط في الطاعات إلا من امتلأ قلبه إيماناً وخشوعاً وبذلك يبان المؤمن الخاشع الصادق من المؤمن المتكاسل المتخاذل في طلب الطاعات ويريد يوماً واحداً ليكثًف فيه طاعاته، وبذلك لا يقتصر الخشوع والدعاء على صلوات ليلة دون أخرى، ومن رحمة الله فينا أن منع عنا معرفة ليلة القدر بذاتها، فوقوع المرء في المعصية وهو يعلم أنه في ليلة عظيمة يضاعف له إثمه، ويقول الرازي في تفسيره: “فكأنّه تعالى يقول: إذا علمت ليلة القدر، فإن أطعت فيها اكتسبت ثواب ألف شهر، وإن عصيت فيها اكتسبت عقاب ألف شهر، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب”.

إخفاء ليلة القدر والحكمة من ذلك

أعمال ليلة القدر

هذه الليلة الفضيلة المباركة عظيمة الشأن عند الله تعالى تتطلب من المؤمنين اجتهاداً مضاعفاً لنيل الأجر، ومن بين أعمالها نورد ما يلي:

  • إحياء ليلة القدر بالطاعات والاجتهاد فيها للتقرب من الله تعالى.
  • الاغتسال فيها والتطهر لأداء العبادات على أكمل وجه.
  • الإكثار من الصلوات النافلة وسنة صلاة التراويح فيها.
  • قراءة ورد من القرآن الكريم في ليلة القدر.
  • قراءة الدعاء التالي: “اللهم إني أسألك بكتابك المنزل وما فيه، وفيه اسمك الأكبر، وأسماؤك الحسنى، وما يخاف ويرجى أن تجعلني من عتقائك من النار”.
  • قراءة سورة العنكبوت والروم.
  • الإكثار من قراءة سورة القدر.
  • الإلحاح والتضرّع في الدعاء لله تعالى.

شاهد أيضاً: تفسير قوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر بشكل بسيط

أسئلة شائعة

يسعى المؤمن الحق ألا يقع في أي لبس فيما يخص طاعاته، وفي الجدول التالي نورد أكثر الأسئلة شيوعاً المتعلقة بليلة القدر:

السؤال الشائع الإجابة

كيف أعرف أن هذه ليلة القدر؟

شمسها بيضاء لا شعاع لها، كأنها طست من نحاس أبيض، هي ليلة لا حارة ولا باردة.

ما هو يوم ليلة القدر في رمضان؟

في الليالي العشر الأخيرة.

ما الذي يجب فعله في ليلة القدر؟

الإكثار من قراءة القرآن والصلاة والدعاء.

وبهذا القدر نصل إلى ختام مقال ما هي ليلة القدر في الاسلام، الذي قدم الكثير من المعلومات عن هذه الليلة العظيمة المباركة وأهميتها في الدين الإسلامي وعند كل مسلم.

المراجع

  1. سورة القدر , الآية 1-5
  2. صحيح البخاري , البخاري،عبد الله بن عمر،2015،صحيح
  3. صحيح مسلم , مسلم، أبي بن كعب، 762، صحيح
  4. dorar.net , المبحث الثاني: ليلةُ القَدرِ , 14/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *