من هو الشاعر الملقب برهين المحبسين و أبرز المعلومات عنه
من هو الشاعر الملقب برهين المحبسين، وغيره من الأسئلة التي تحتمل أن تكون فزورة السهرة، ويجهل جوابها معظم الناس، نجيب عليها بدقّة في موقع أطروحة، حيث من المعلوم أن العرب لم يسلم أحدٌ من لسانهم، ولم يتركوا أحداً دون أن يجدوا له لقباً ملائماً له.
من هو الشاعر الملقب برهين المحبسين
أبو العلاء المـعرّي، أحد أَعْلام العرب ويكاد يكونُ أمهرَهم صياغةً للشِّعر، عاش أكثرَ حياته فاقداً للبصر، وغلبَ على طبعه التشاؤم، كما عُرفَ بنقده للأديان، فاختلف الناسُ في ديانته، اعتزل الناسَ فترةً طويلة، ولهذا السبب لقّبَ الناسُ أبا العلاء المعرّي بـ رهين المحبسين، وغالب الظنّ أنّ المحبسين هما محبس العمى ومحبس البيت.
أبو العلاء المعري السيرة الذاتية
وُلد أبو العلاء المعرّي في مدينة تُدعى معرّة النعمان، وتقع جنوبي محافظة إدلب، ترعرع في بيتٍ أركانُه قائمةٌ على العلم والأدب، أُصيبَ بالجدريّ طفلاً وفقد بصره بعد ذلك، ومع ذلك لم يتوانى المعرّي عن طلب العلم بَتاتاً، وتنقّل كثيراً ليتلقّى علمهُ عند أفضل علماء عصره، عاش في زمن الدولة العباسية، وكان فِكرُه فريداً غريباً دفعه لاعتزال الناس سنيناً طوال، وكان نباتيّاً يمتنع عن أكل اللحوم، ورفض فكرة الزواج والإنجاب تماماً.
شاهد أيضاً: قصيدة وكتابات أبي العلاء المعري
قصيدة وكتابات أبي العلاء المعري
أضحى من المعروف أنّ شعر أبي العلاء تُرجمَ فيما بعد إلى عدّة لغات، وذلك لكونِ القضايا التي يناقشها في كتاباته فلسفية بَحتة تحتمل النقاش في كل زمانٍ ومكان، وأكثر قولٍ له مثيرٍ للجدل ما هو موجودٌ على شاهدةِ قبره:
“هذا ما جَـنَاهُ عَلَيَّ أَبي وما جَنَيْـتُ عَلَى أَحَدْ”
أمّا عن قصائده فإن قصيدة أرى العنقاء تكبر أن تصادا واحدة من أشهر القصائد على الإطلاق ويقول في مطلعها:[1]
أرى العَنْقاءَ تَكْبُرُ أن تُصادا
فعانِدْ مَنْ تُطيقُ لهُ عِنادا
وما نَهْنَهَتُ عن طَلَبٍ ولكِنْ
هيَ الأيّامُ لا تُعْطي قِيادا
فلا تَلُمِ السّوابِقَ والمَطايا
إذا غَرَضٌ من الأغراضِ حادا
لعَلّكَ أنْ تَشُنّ بها مَغاراً
فتُنْجِحَ أو تُجَشّمَها طِرادا
مُقارِعَةً أحِجّتَها العَوالي
مُجَنّبَةً نَواظِرَها الرّقادا
نَلومُ على تَبلّدِها قُلوباً
تُكابِدُ من مَعيشَتِها جِهادا
أما دواوينه الشعرية فهي ثلاث فقط وهي على الترتيب:
- سقط الزنْد
- واللزوميّات
- ورسالةُ الغُفران.
ومن جهةٍ أخرى نجد أن له الكثير من المؤلفات غير الشعريّة، ولعلّ أبرزها شرحُه ديوان المتنبي والبحتري، والكثير الكثير من الأعمال التي خلّدها الزمن، ولا تزال تُقرأ حتى يومنا هذا.
شاهد أيضاً: قائل ثمانية تجري على الناس كلهم من هو
أشهر تلاميذ أبو العلاء المعري
كان أبو العـلاء المعرّي، نابغةً في زمانه، وكان من تلامذتهِ مَن ذاعَ صيتهم وبَزغَ نجمُهم في ذلك الحين، ومِن أبرز طُلّابِه العباقرة:
- أبو زكريا يحيى بن عـلي الخطيب التبريزي
- أبو القاسم علي بن المحـسن التنوخي
- أبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلـسي
- أبو الطاهر محمد بن أبي الـصقر الأنباري.
وغيرهم ممّن يصعب إحصائهم، ويطول تعدادهم
متى ولد أبو العلاء المعري الملقب برهين المحبسين
وُلدَ أبو العلاء المعرّي، الملقّب برهين المحبسين عام ٩٧٣م في سوريا، وعاش أكثرَ حياته فيها، ويقالُ أنّهُ اعتزلَ الناس خميس عاماً، في بيته الكائن بمعرّة النعمان شمال غرب سوريا.
شاهد أيضاً: من القائل لا تسأل الدار عن من كان يسكنها، قصيدة لا تسأل الدار مكتوبة
متى توفي أبو العلاء المعري الملقب برهين المحبسين
تُوفي أبو العلاء المعرّي المُلقّب برهين المحبسين عام ١٠٥٧م في معرة النعمان، على عمر يناهز ٨٤ عاماً، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً، وقضايا فلسفيّة مُلهمة، لا تزال تُطرحُ على طاولة النقاش، ولا يزالُ أبو العلاء المعرّي رهينَ عقول الأدباء والمُفكّرين ممّن يعتبرونهُ قُدوةً لهم حتّى يومنا هذا.
وفي ختام المقال الذي عن أجبنا فيه عن تساؤل من هو أبو العلاء المعرّي، الملقّب رهين المحبسين، الذي كان نبعاً يفيضُ بالشعر، والأدب والعلم والمعرفة، نهلَ منه تلامذته في ذلك الوقت، ولا يزال الناس ينهلُ من مؤلّفاته حتى تاريخ كتابة هذا المقال.