أحكام شرعية

ما هي أركان الإحسان وأنواعه ومراتبه في الإسلام

ما هي أركان الإحسان ، الذي يعد مرتبة من مراتب الدين الإسلامي، حيث أن العبد المؤمن الحقيقي هو الذي يكون محسناً في جميع الكثير من المجالات لأنه في الحياة الدنيا ثوابه الإحسان في الآخرة، لذا يهتم موقع أطروحة بتقديم مجموعة من المعلومات الشاملة عن ما هي أركان الإحسان وأنواعه ومراتبه، مع التعريف بجزاءه في الإسلام إلى جانب أركان الإيمان وأركان الإسلام.

ما هي أركان الإحسان

الإحسان هو المرتبة الثالثة من مراتب الدين الإسلامي بعد الإسلام والإيمان، وهي عندما يكون العبد المؤمن واضعاً أمام عينيه أن الله سبحانه وتعالى يراقبه وينظر إليه ومطّلع على جميع أحواله وأفعاله الظاهرة والباطنة، وبهذه الحالة يخشى المؤمن في أي تصرّف يتصرّفه في حياته من الله سبحانه وتعالى لأنه يراه ويعرف نواياه، لذا يجب على المؤمن أن يكون محسناً ويأمر بالإحسان ويدعو إلى العدل والإنصاف في جميع تصرفاته حتى ينال الثواب من الخالق عزّ وجل في الدنيا والآخرة[1]

شاهد أيضًا:ما هي صلاة التهجد

أركان الإحسان عبارة عن ركن واحد فقط وهو الذي بيّنه النبي الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم ومعناه أن يعبد المؤمن الله سبحانه وتهالى وكأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه، والإحسان له فضل كبير في الدين الإسلامي حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، حيث أن الله يأمر عباده بالإحسان في جميع أفعالهم وينهاهم عن الظلم كما قال تعالى:{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وهذا دليل على أن المؤمن سوف يلقى ثواب إحسانه من خلال فوزه بالجنة في الآخرة[2]

أنواع الإحسان

للإحسان وجوه وأنواع كثيرة والمؤمن الحق والأقرب إلى الله تعالى هو المؤمن المحسن في جميع مجالات الحياة، وفيما يلي سيتم تقديم أنواعه:

  • في عبادة الله عزّ وجلّ يجب أن تحسن سواء من خلال الصلاة أو الصيام أو الحج من خلال آدائها على أكمل وجه وكأن الله سبحانه وتعالى يراه ويعلم نيته.
  • الإحسان إلى الوالدين من خلال تقديم الاحترام لهما والطاعة في الصغر والعطف عليهما ومساعدتهما في الكبر وهذا هو البرّ بالمعروف.
  • أن تحسن إلى الأقارب من خلال البر والعطف ومساعدتهم في ما يعود بالخير عليهم.
  • كذلك يجب أن تحسن إلى الأيتام والعطف عليهم وتربيتهم بالحسنى ومساعدتهم بتقديم الرعاية والمأكل والملبس قدر المستطاع.
  • وأن تقدم يد العون وتحسن إلى الفقراء والمساكين وابن السبيل والسائل والمحروم وتقديم المساعدة المادية والمعنوية قدر المستطاع.
  • كذلك أن تحسن إلى عامة الناس من خلال الكلمة الطيبة والتعامل اللطيف والسعي في المنفعة والابتعاد عن الضرر.
  • الإحسان إلى الجار من خلال حفظ الحقوق والوقوف إلى جانبه في السراء والضراء والسعي في كل ما يعود عليه بالخير.
  • الإحسان إلى الخادم والعامل من خلال إعطائه حقه واحترامه وتقدير عمله و إعطائه مستحقاته.
  • الإحسان إلى الحيوان من خلال إطعامه ومداواته وعد تكليفه بما لا يستطيع فعله.[3]

شاهد أيضًا: زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين

مراتب الإحسان

للإحسان في الدين الإسلامي مرتبتين مختلفتين بيّنها النبي الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم عندما قال: الإحسانُ أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يَراك،

[المصدر: صحيح الجامع، المحدث: الألباني، الراوي: أبو هريرة وعمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 2762، حكم المحدث: صحيح]، وبذلك تكون المرتبة الأولى عندما يعبد المؤمن ربّه وكأنه يراه عز وجل وهذا من باب الطمع في المغفرة والثواب من الخالق الرحمن، أما المرتبة الثانية فهي عندما يعبد المؤمن ربّه وكأن الله يراه ويراقبه في تصرفاته وهذا من باب الخشية من الله سبحانه وتعالى ومن غضبه ورهبةً منه سبحانه وتعالى.[3]

جزاء الإحسان في الإسلام

الإحسان ذو فضل عظيم في الدين الإسلامي والمحسنين لهم الثواب الأكبر عند الخالق عزّ وجلّ فقد قال تعالى:{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]، وهذا دليل أنه لو فعل المؤمن مقدار قطرة من الماء إحساناً في حياته فإنه سيلقى من بحور إحسان الخالق عز وجل في آخرته، الله سبحانه وتعالى محسناً بعباده لطيف بهم وأقربهم إلى الله تعالى وأتقاهم هم المحسنين في تعاملاتهم مع جميع الناس من حولهم فقد قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134]، كما بشّر الله سبحانه وتعالى عباده المحسنين بالجنّة وأدخل السرور إلى قلوبهم عندما قال تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[يونس: 26].

شاهد أيضًا:ما حكم العادة السرية في رمضان

ما هي أركان الإيمان

الإيمان هو التصديق بالقلب وهو المرتبة الثانية بعد الإسلام وله ستة أركان، وفيما يلي سيتم التعريف بأركان الإيمان الستة:

  • الإيمان بالله: هو الإيمان الخالص بالقلب بوجود الله الخالق وحده لا شريك له والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته الكاملة حيث قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }[فصلت: 53].
  • الإيمان بالملائكة: هو الإيمان بالقلب بوجود الملائكة وأن الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة من نور وأنهم لا يعصون أمر الخالق حيث قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}[البقرة: 177].
  • الإيمان بالكتب السماوية: وهو الإيمان التام بالكتب السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على أنبيائه ورسله حيث قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى، صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}[الأعلى: 18-19].
  • الإيمان بالرسل والأنبياء: وهم الرسل والأنبياء الكرام الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء: 136].
  • الإيمان باليوم الآخر: وهو يوم الحساب والبعث والحشر والقبر والجنة والنار.
  • الإيمان بالقضاء والقدر: وهو الإيمان بقدر الله سواء كان في الخير والشر فهو بتقدير الخالق عزّ وجل وتدبيره حيث قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49].[4]

ما هي أركان الإسلام

بني الدين الإسلامي على خمسة أركان أساسية، والإسلام هو المرتبة الأولى من مراتب الدين الإسلامي، وفيما يلي سيتم التعريف بأركان الإسلام:

  • الشهادتان: وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّد رسول الله والتصديق بذلك دون شك.
  • الصلاة: وهي خمس صلوات في اليوم حيث فرض على كل مسلم هذه الصلوات تقرّباً من الخالق عز وجل وعبادة له.
  • الزكاة: وهي الصدقة المفروضة على كل مسلم طهارة لقلوبهم وذلك لقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: 103].
  • الصيام: وهو صيام شهر رمضان المبارك التي فرضها الله على عباده المسلمين إلا في حال المرض.
  • الحج: وهي الحج إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة لمن استطاع إليه سبيلاً حيث قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران: 97].

بهذا القدر نصل لختام مقال ما هي أركان الإحسان ، حيث تم من خلال هذا المقال التعريف بأركان الإحسان وأنواعه ومراتبه وجزاءه في الإسلام عند الخالق عز وجل، بالإضافة إلى التعريف بأركان الإسلام والإيمان في الدين الإسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock