القرآن الكريم

لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم وما سبب نزولها

لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم وما سبب نزولها وعلل تسمية سورة الروم بهذا الاسم، موضوعٌ سيقوم هذا المقال بتسليط الضوء عليه وكشف كل إشارات الاستفهام التي تدور حوله، فسورة الروم واحدة من سور القرآن الكريم، وإن تسمية القرآن الكريم وسوره كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبر أهل العلم أن كل أسماء السور في القرآن توقيفية عن رسول الله، وهذا في القول الراجح عنهم، ويهتم موقع أطروحة بتسليط الضوء على التعريف بسورة الروم وسبب التسمية وأسباب النزول.

التعريف بسورة الروم

إن سورة الروم واحدة من سور القرآن الكريم المكية، حيث كان نزولها بحسب أهل العلم في مكة المكرمة إلا آيةً منها نزلت في المدينة، وهي الآية السابعة عشر فيها، وقد صُنفت سورة الروم من بين السور المثاني، وقد بلغ عدد آياتها ستون آية، وتعد السورة الثلاثون في المصحف الشريف، وتقع في الجزء الحادي والعشرين، كان نزولها في ترتيب النزول بعد سورة الانشقاق، وقد امتازت آيات سورة الروم بميزات الآيات المكية حيث بيّنت نبوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وذكرت معجزاته، وأكّدت على التوحيد وربوبية الله -سبحانه وتعالى- وغير ذلك من الموضوعات.

شاهد أيضًا: من قال في مؤمن ما ليس فيه إسلام ويب وعقوبته

لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم

سمّيت سورة الروم بهذا الاسم لأنّها تحدّثت عن الروم في مطلعها، والروم هم قومٌ من الأقوام الغابرة وأمة من الأمم التي هزمها المسلمون بعدما سادت الأرض وتجبرت وطغت قرونًا طوال، ويقال للروم بنو الأصفر، وهم من نسل نبي الله إسحق عليه السلام، وتعد سورة الروم هي السورة الوحيدة التي ذكرتهم في القرآن الكريم في خبرٍ سياسي، حيث ذكرت اقتتال الروم مع الفرس، وهما القوتان الأكبر على الأرض في ذلك الزمان، فكانت الغلبة للفرس عبدة النار على أهل الكتاب الروم، وقد بشرت السورة أن الغلبة ستكون للروم بعد بضعٍ من السنين، فقد قال تعالى في مطلعها: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. [سورة الروم: الآيات 1-5]

علل تسمية سورة الروم بهذا الاسم

ذكر أهل العلم أن السبب الرئيس لتسمية سورة الروم بهذا الاسم هو أنها احتوت على ذكر اسم الروم، وتعد السورة الوحيدة التي ذكرتهم في القرآن الكريم، فلم يرد لفظ الروم في غيرها أبدًا، وقد ذكر المهايمي في سبب تسميتها فقال:

“سميت بها لاشتمال قصتها على معجزة تفيد للمؤمنين فرحاً عظيماً، بعد ترح يسير؛ فتبطل شماتة أعدائهم. وتدل على أن عاقبة الأمر لهم. وهذا من أعظم مقاصد القرآن”

شاهد أيضًا: ما هي السورة الملقبة بفسطاط القرآن؟

سبب نزول سورة الروم

اختلف أهل العلم في سبب نزول سورة الروم، فكان لهم قولان فيها وهما الأشهر في ذلك، وجاءت أقوال أهل العلم كما يأتي:

  • السبب الأول: كان سبب نزول سورة الروم ما ورد في حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه حين قال: “لمَّا كانَ يومُ بدرٍ ظَهرتِ الرُّومُ على فارِسَ فأعجَبَ ذلِكَ المؤمنينَ فنزلت الم غُلِبَتِ الرُّومُ – إلى قولِهِ – يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ قالَ ففرحَ المؤمنونَ بظُهورِ الرُّومِ على فارِسَ“. [صحيح الترمذي: 3192]
  • السبب الثاني: ذكر أهل العلم أن السبب ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: “عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ} [الروم: 1-3]، قال غُلِبتْ وغَلَبتْ، قال: كان المشركونَ يُحبُّونَ أنْ يظهَرَ أهلُ فارسَ على الرُّومِ؛ لأنَّهم وإيَّاهم أهلُ الأَوْثانِ، وكان المسلمونَ يُحبُّونَ أنْ يظهَرَ الرُّومُ على فارسَ؛ لأنَّهم أهلُ كتابٍ، فذكَروه لأبي بَكْرٍ، فذكَرَه أبو بَكْرٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقال: أمَا إنَّهم سيَغلِبونَ. فذكَرَه أبو بَكْرٍ لهم. فقالوا: اجعَلْ بينَنا وبينَكَ أجلًا، فإنْ ظهَرْنا، كان لنا كذا وكذا، وإنْ ظهَرتُم كان لكم كذا وكذا، فجُعِل أَجَلٌ خمسُ سِنينَ، فلم يظهَروا، فذكَروا ذلكَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقال: ألَا جعَلتَه إلى دونَ. قال: أُراه العشرَ. قال: قال سعيدٌ: والبِضْعُ ما دونَ العشرِ. قال: ثمَّ ظهَرتِ الرُّومُ بعدُ. قال: فذلكَ قولُه تعالى: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ…} إلى قولِه: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ} [الروم: 1-5]، قال سُفْيانُ: سمِعتُ أنَّهم ظهَروا عليهم يَومَ بَدرٍ“. [الصحيح المسند: 638]

شاهد أيضًا: ما هو الشاهد والمشهود ، تفسير سورة البروج

موضوعات سورة الروم

إن من مقاصد سورة الروم وموضوعاتها ما فصّل فيه أهل العلم وذكروه في كتبهم، ومن ذلك ما يأتي:

  • تكشف سورة الروم عن الارتباط الوثيق بين أحوال الناس وأحداث الحياة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأن كل أمرٍ يرجع مرده إلى الله.
  • إن المشركين من أهل مكة سيقمعون حيث كانوا يرغبون بانتصار الفرس على الروم، حيث إن المشركين والفرس من الوثنيين، والروم والمسلمين من أهل الكتاب، وقد رغب المشركون بالاستعلاء على الموحدين في تلك الحادثة.
  • استدلت سورة الروم على وحدانية الله بآياته في الكون وخلقه العظيم.
  • أشارت سورة الروم إلى أن دعوة الإسلام دعوة عالمية، وهي دعوة واسعة المجال.
  • أخبرت السورة عن أمور غيبية ووعدت بنصر المؤمنين الموحدين لله.
  • أثبتت السورة البعث يوم القيامة وأكدت أنه حقٌ لا ريب فيه ولا ينكره إلا جاحد وجاهل.

مناسبة سورة الروم لما قبلها

إن سورة الروم في المصحف الشريف جاءت بعد سورة العنكبوت، وقد اختتمت سورة العنكبوت بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}.[سورة العنكبوت: الآية 69]  فكانت مُخبرةً أن الله مع المحسنين، وبدأت سورة الروم بالوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أكثر من وصف بالإحسان، وأخبرت سورة الروم بانتصار الروم على الفرس من بعد هزيمتهم أمامهم، واختتمت سورة العنكبوت بتسليط الضوء على الأمن والأمان في الحرم لمن وعده الله بنصره وعزته فقال تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}. [سورة العنكبوت: الآية 67] وبدأت سورة الروم بذكر انتصار الروم على الفرس لأن الله قدّر لهم العزة والنصر والله أعلم.

شاهد أيضًا: من هم الصابئون في القرآن الكريم ومواطن ذكرهم في القرآن

بهذا نصل لنهاية مقال لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم وما سبب نزولها، حيث تم التعريف بسورة الروم، وبيان أسباب نزولها وتعليل سبب تسمية سورة الروم باسمها، وسلط المقال الضوء على مقاصدها ومناسبتها لما قبلها من القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock