حكم الأضحية في عيد الأضحى وكيفيتها وشروطها

أبو يحيى 16 يونيو 2024 , 01:10

حكم الأضحية في عيد الأضحى من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها كلّ مسلم ومسلمة تزامناً مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، حيث شرع الله تعالى لنا ذبح الأضاحي لحجاج بيته الحرام وغيرهم من سائر المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال ببيان حكـم الأضحيـة في عيد الأضحى وكيفيتها.

حكم الأضحية في عيد الأضحى

إنّ حكم الأضحية في عيد الأضحى هو من السنن المستحبة والمؤكدة التي فعلها الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يضحي في كلّ عام بكبشين أملحين، أحدهما عن نفسه وآله، والآخر عن أمّته، ولا بدّ من التنويه على أنّ تقديم الأضاحي في عيد الأضحـى ليس واجبًا على المسلمين، إنّما هو اتباعٌ لهدي النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وإن كان المسلم عاجزًا عن هذا البذل والتقديم فلا بأس ولا حرج عليه، والله ورسوله أعلم.

حكم الأضحية في عيد الأضحى

شاهد أيضًا: متى وقفة عيد الأضحى المبارك

ما هو حكم الأضحية للمتزوجين؟

كما قد يتساءل البعض عن حكم المشاركة بين الزوجين في شراء الأضحية وتقديمها في عيد الأضحى في سبيل الله، والحكم في ذلك الجواز طالما أنّ الزوجين عقدوا النيّة ودخلوا في شروط وأحكام الأضحية من الإمساك عن قص الشعر والأظافر من أول شهر ذي الحجة، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم ترتيب اعمال يوم العيد

حكم الأضحية وكيفيتها

بيّن الإمام ابن باز رحمه الله حكم الأضحية في عيد الأضحى وكيفيتها كما أخبر بها فقهاء الأمة، حيث قال:

الأضحية سنة، فعلها المصطفى ﷺ، كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، ويذبح الثاني عمن وحد الله من أمته عليه الصلاة والسلام.
كانت هذه عادته كل سنة، يضحي بذبيحتين، كبشين أملحين من الغنم، فهي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، يضحي الإنسان بواحدة عنه وعن أهل بيته عنه وعن زوجته وأبويه ونحو ذلك يعني: عنه وعن أهل بيته وإن كثروا، وليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، واحدة واحدة عنه وعن أهل بيته وإن ضحى بأكثر فلا بأس، وإن كان عاجزاً فلا شيء عليه، إنما هي سنة مؤكدة مع القدرة. نعم.
المقدم: ويقول: كيفية الأضحية من الإبل؟
الشيخ: والإبل يضحى بها أيضاً عن سبعة، والبقرة كذلك، إذا ذبح ناقة أو بعيراً عن سبعة من المسلمين، أو بقرة كذلك عن سبعة من المسلمين فلا بأس، كان المسلمون يضحون بالبدنة والبقرة عن السبعة وهكذا في الهدي في الحج، تذبح البدنة عن سبعة في الهدي والبقرة كذلك عن سبعة، يجتمعون في ذلك ويذبحونها عن أنفسهم في الحج عن الهدي أو في الضحية في بلادهم، ويأكلون ويطعمون، يأكلون منها ويطعمون أصدقاءهم وأقاربهم والفقراء، هذا سنة، المؤمن يأكل من هديته ومن أضحيته، ويطعم ويهدي إلى أصدقائه وأقاربه وجيرانه هذا هو السنة. نعم.

مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية

اختلفت مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية على قولين اثنين:

  • القول الأول: هي من السنن المؤكدة عند جمهور أهل العلم، وقد استدلّ أهل العلم بذلك على ما ورد في الحديث، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- قال: “ثلاثٌ هُنَّ عليَّ فرائضُ ولكم تطوعٌالنَّحْرُ والوُتْرُ وركعتا الضحى”.
  • القول الثاني: هي من الواجبات عند الأوزاعي والليث، وهو مذهب أبو حنيفة، وقد استدلّوا بذلك على ما ورد في الحديث الثابت، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من وجدَ سَعةً، ولم يضحِّ، فلا يَقربنَّ مصلَّانا“.

شاهد أيضًا: ما حكم صيام اول يوم عيد

آداب المضحي

كذلك الخوض في بيان حكم الأضحية في عيد الأضحى يدفع البعض إلى البحث عن آداب المضحي، وهي كما بيّن الجمهور والمالكية والشافعية وبعض علماء الحنابله، أنّه يكره للمسلم أن يقص شعره أو أظافره بدخول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة حتّى يذبح أضحيته.

شاهد أيضًا: حكم من فاتته صلاة العيد

شروط الأضحية

اشترط أهل العلم بناءًا على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة للأضحية ستة شروط، وهي:

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام: من الإبل والبقر والضنأ والمعز، وذلك لما ورد في سورة الحج من قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}.
  • أن تبلغ الأضحية السن الشرعي: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.
  • أن تخلو الأضحية من العيوب: كالعور البين، والمرض البين، والعرج البين، والهزال المزيل للمخ.
  • أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي: فلا يجوز التضحية بالأنعام المغصوبة او المسروقة أو المأخوذة بدعوى الباطل، لأنّ الله عزّ وجل حرّم التقرب إليه بالمعاصي.
  • أن لا تكون الأضحية مرهونة للغير: فلا يجوز التضحية بالأنعام التي يدخل في حقها حق الغير.
  • أن يتم التضحية بها في وقتها المخصوص: وهو من بعد صلاة العيد إلى غروب آخر يوم من أيام التشريق.

وقت ذبح الأضحية

إنّ وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى، ويستمر حتّى غروب آخر يوم من أيام هذا العيد، وهو ثالث أيام التشريق، الموافق لليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، والأفضل في إخراج الأضاحي وذبحها مباشرةً بعد صلاة العيد امتثالًا لسنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم.

شاهد المزيد: متى يبدأ وقت ذبح الاضاحي ومتى ينتهي

كيفية توزيع الأضحية

بيّن الإمام ابن باز رحمه الله المشروع في توزيع الأضحية بقوله:

الأضحية شرعها الله لعباده ، وجعلها قربةً يتقرب بها إليه في عيد النَّحر، في الحاضرة والبادية، ولم يُحدد سبحانه ما يأخذه منها صاحبها، وما يُعطيه الفقراء، فقال فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، والآية الأخرى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ [الحج:36].
فالمشروع للمؤمن في ضحيَّته أن يأكل ويُطعم، فإذا أخرج الثلث ووزعه للفقراء وأكل الثلثين مع أهل بيته؛ فلا بأس ولا حرج في ذلك، ولو أخرج أقلَّ من الثلث؛ كفى ذلك، وإن أعطى الفقراء أيضًا من جيرانه وأقاربه؛ فلا بأس، فالأمر في هذا واسعٌ، والحمد لله.

شاهد أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة وحكم الدعاء بعدها

أدلة الأضحية في القرآن والسنة

ندرج لكم بعض الأدلة عن مشروعية وحكم الأضحية في عيد الأضحى من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يأتي:

  • قال الله تعالى في سورة الكوثر: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”.
  • عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: “شَهِدْتُ الأضْحَى مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَعْدُ أَنْ صَلَّى وَفَرَغَ مِن صَلَاتِهِ سَلَّمَ، فَإِذَا هو يَرَى لَحْمَ أَضَاحِيَّ قدْ ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاتِهِ، فَقالَ: مَن كانَ ذَبَحَ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، أَوْ نُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَن كانَ لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ”.

بهذه الأدلة من الكتاب والسنّة نصل إلى نهاية هذا المقال حكم الأضحية في عيد الأضحى ، والذي ذكر أحكام الأضحية في شريعة الدين الإسلامي الحنيف، وبيّن شروطها وآدابها وكيفية توزيعها.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *