شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة
شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، فقد جعل الله سبحانه وتعالى الدين عنده هو الإسلام وجعل مصدر الإسلام الأول هو القرآن الكريم المُنزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سنّة النبي عليه الصلاة والسلام وأحاديثه الشريفة موضحة وشارحة لآيات الله التامات، ومبيّنة للمسلمين ما ورد فيها، ولذلك فإن موقع أطروحة سيبيّن معنى من سـن في الإسـلام سـنة حسنـة الواردة في الحديث.
حديث من سن في الإسلام سنة حسنة
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: “مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فَعُمِلَ بِها بعدَهُ كان لهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِها ، من غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ من أُجُورِهِمْ شيئًا ، ومَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِها بعدَهُ فعليهِ وِزْرُها ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِها من غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ من أوْزَارِهِمْ شيئًا“. [البحر الزخار/366/7] وقد ورد في معناه حديث أبو هريرة رضي الله عنه حين قال: “مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا“. [صحيح مسلم/ 2674]
شاهد أيضًا: هل يهتز عرش الرحمن عند بكاء العبد
شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة
إن شرح الحديث الذي رواه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه من سـن في الإسـلام سـنة حسنـة كما ورد عن أهل العلم أنّ من أحيا في الإسـلام سـنة حسنة وابتداء العمل بسـنة من سـنن الإسـلام وليس الإحداث والابتداع، لأن من أحدث في الإسـلام ما ليس فيه فهو رد، وليس بحسن وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البدعة والمحدثة في الدين الإسلامي، ولذلك فالسـنة الحسـنة في الحديث هي إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن يبادر في السـنة فيتنبه لها الناس، أما السنـة السيئة وهي كلّ بدعة وكل إحداث في الدين فمن ابتدع فله ذنبه وذنب من قلده من الناس، وهذا الحديث جاء ترغيبًا بإحياء السنن التي ماتت وهجرها الناس ابتعادًا منهم عن شريعة الله سبحانه وتعالى والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: حكم إعاذة من استعاذ بالله
صحة حديث من سن في الإسلام سنة حسنة
إنّ حديث من سنة في الإسلام سنة حسنة حديثٌ صحيح رواه مسلم في صحيحه، ورواه الألباني في صحيح ابن ماجه وصححه، وذكره البزار في البحر الزخار وصححه، ولم يذكر أحدٌ من أهل العلم أنّ فيه ضعف أو شكك في سنده والله أعلم.
ما معنى من سن في الإسلام سنة حسنة ابن باز
سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى عن حديـث من سـن في الإسـلام سنـة حسنـة، فبيّن معناه في فتاويه بقوله ما يأتي:
“فمعنى (سـن في الإسـلام) يعني: أحيا سـنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس فيدعو إليها ويظهرها ويبرزها فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها، وليس معناه الابتداع، ليس معناه أنه يبتدع في الإسـلام بدعة حسنة، لا، كل بدعة ضلالة، يقول ﷺ: كل بدعة ضلالة، فالبدع التي لا يشرعها الله لا يجوز الدعوة إليها ولا فعلها بل يكون فعلها إحياء للبدع، يكون الدعوة إليها دعوة إلى البدع فلا يجوز، وليس المراد في هذا الحديث هذا المعنى”.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، والذي أورد الحديث الشريف، وشرحه وبيّن صحّة إسناده، وختم بذكر شرح ابن باز رحمه الله للحديث.