يوم عاشوراء فضله وأعماله وأدعيته المستحبة
يوم عاشوراء فضله وأعماله وأدعيته المستحبة والتي يمكن لكل مسلم أن يدعو بها الله -عز وجل- بغية أن ينال الرحمة والرضوان والمغفرة، ويكون من الفائزين بفضل يَوم عَاشوراء وأجره العظيم الذي أعده الله سبحانه وتعالى لعباده، حيث يجتهدون في العبادة والأعمال الصالحة في هذا اليوم، لذلك يهتم موقع أطروحة بالحديث عن هذا اليوم الفضيل، والأعمال المستحبة فيه.
يوم عاشوراء
يعد يَوم عَاشوراء اليوم العاشر من شهر محرم حسب التقويم الهجري، وقد منح لقب عاشوراء للدليل على رتبته في الشهر لأنه بتاريخ العاشر من محرم الهجري، وقد اختص الله سبحانه وتعالى هذا اليوم بخير كثير على العباد وأجر عظيم حيث أن صيام هذا اليوم يكفر صغائر الذنوب التي ارتكبها المسلم في السنة التي قبله، لذلك يسعى المسلمون للاجتهاد في هذا اليوم واغتنام فضله، والسبب وراء تعظيمه هو نجاة النبي موسى -عليه السلام- من بطش فرعون وجيشه.[1]
موعد يوم عاشوراء لعام 1445
يبدأ موعد يَوم عَاشوراء من مغرب شمس يوم الخميس الموافق لتاريخ 27 يوليو وحتى عشاء يوم الجمعة بتاريخ 28 يوليو، مع العلم أن هذا التاريخ قد يختلف بحسب تحديد نهاية شهر ذي الحجة، ومع قدوم هذا اليوم الفضيل يبادر الكثير من المسلمين إلى صيامه والإكثار من الأعمال الصالحة فيه كي ينالوا المغفرة والرحمة والعفو من الله سبحانه وتعالى، فهو اليوم الذي خلص الله موسى عليه السلام ومن معه من فرعون وجنوده.
سبب تسمية عاشوراء بهذا الاسم
يعود سبب تسمية يَوم عَاشوراء بهذا الاسم إلى كلمة عاشوراء في اللغة العربية والتي تعني العاشر، أو الرتبة العاشرة، ليكون دليلًا على اليوم العاشر من شهر محرم، وصيام هذا اليوم مع يوم قبله أو يوم بعده أو كلاهما له خير كثير وفضل عظيم من الله سبحانه وتعالى، لذلك يقوم المسلمون بصيامه وصيام يوم قبله أو يوم بعده من أجل مخالفة اليهود وتطبيق لسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، لأنه ذكرى نجاة موسى عليه السلام والقوم الصالحين معه من شر فرعون.
عاشوراء عند أهل السنة
يفرح المسلمون السنة بقدوم يَوم عَاشوراء لما فيه من الخير الكثير والفضل العظيم عند الله تبارك وتعالى، لذلك يبادرون إلى صيامه والإكثار من العبادات التي تقرب من الله تعالى، لأنه ذكرى حماية الله تعالى لأنه نجى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده فأغرقهم كي لا يقتلوا موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وتوجد الكثير من الأقوال بخصوص هذا يوم وفضله لكن ذكرى النبي موسى عليه السلام هو القول الراجح والله تعالى أعلم.[2]
عاشوراء عند أهل الشيعة
إن أهل الشيعة يعدون يوم عاشوراء يوم ألم وحزن لأنه ذكرى استشهاد الإمام حسين بن علي رضي الله تعالى عنه في كربلاء بتاريخ 61 هجري، بحسب الفقه الشيعي، وصيام هذا اليوم حكمه مكروه ولكن يمكن لأي مسلم أن يصومه ولا حرج في ذلك، حيث يمسك الصائم ويحزن ولا يفكر إلا بالألم والمعاناة، ومع حلول وقت العصر يفضل أن يشرب القليل من الماء ويفطر كي ينهي صومه، ويبادرون في يَوم عَاشوراء إلى إقامة المجالس من أجل التعزية باستشهاد الحسين رضي الله عنه، والله أعلم.
عاشوراء عند اليهود
يصوم اليهود يوم عاشوراء في كل عام، وهو يصادف اليوم العاشر من شهر تشري لديهم من ضمن الشهور العبرية، ويبدأ صيام عاشوراء عند اليهود قبل مغرب الشمس في اليوم التاسع من شهر تشري بربع ساعة إلى ما بعد مغرب شمس يَوم عَاشوراء بربع ساعة، وبعد انقضاء فترة الصيام يفطرون، ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى المسلمين بمخالفة اليهود وصيام التاسع من محرم مع عاشوراء أو صيام عاشوراء مع اليوم الحادي عشر من محرم.
صيام يوم عاشوراء
يعد صيام يَوم عَاشوراء سنة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن صيامه يكفر صغائر ذنوب العباد التي وقعوا بها وفعلوها خلال السنة الماضية، أما كبائر الذنوب فتستلزم التوبة وتركها وعدم فعلها مرة أخرى، لذلك يعد صيام يَوم عَاشوراء أمر هام لدى المسلمين، مما يساهم إلى الاجتهاد في أداء العبادات والطاعات التي تقرب العبد من الخالق تبارك وتعالى والتكفير عن الخطايا والآثام، والله أعلم.[3]
سبب صيام يوم قبل او بعد عاشوراء
الحكمة من صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء هو مخالفة اليهود، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أيام الجاهلية يصوم يَوم عَاشوراء ومعه أهل قريش، ولكن عندما جاء النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة رأى أهل اليهود يصومونه أيضًا، فقام الرسول بالسؤال عن سبب صيام عاشوراء ليجيبوه أنه اليوم الذي نجى فيه الله تعالى موسى عليه السلام وقومه الصالحين من فرعون وحيشه حيث كانوا في نية القضاء عليهم، وبفضل الله تعالى خلص موسى ومن معه منهم، فقام النبي موسى بصيامه ليحمد الله تعالى ويشكره على فضله، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ وإذا أُناسٌ مِنَ اليَهُودِ يُعَظِّمُونَ عاشُوراءَ ويَصُومُونَهُ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أحَقُّ بصَوْمِهِ، فأمَرَ بصَوْمِهِ”،[4] ولكن بعد قدوم شهر رمضان أصبح صيام عاشوراء سنة.[5]
ذكرى عاشوراء في الإسلام
كان صيام يوم عاشوراء أمرًا من الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء إلى المدينة ووجد أن اليهود يصومونه لأن النبي موسى كان يصومه حمدًا لله تعالى على نجاته وقومه من فرعون، لذلك قال الرسول أن أهل الإسلام أولى بالنبي موسى عليه السلام من اليهود، فصامه المسلمون، مع العلم أن الرسول وأهل قريش كانوا يصومونه، لذلك كان في قديم الزمان صيام عاشوراء أمرًا واجبًا على المسلمين، لكن بعد قدوم شهر رمضان نسخ الفرض الخاص بيَوم عَاشوراء ليصبح سنة مستحبة ويكون صيام رمضان فرضًا على المسلمين.[6]
أهمية يوم عاشوراء وفضله
يعد يوم عاشوراء إحدى الأيام المباركة والفضيلة في الإسلام، فهو يوم نجاة النبي موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين من هجوم فرعون وجيشه عليهم، فحماهم الله تعالى من شرهم وأهلك فرعون وجنوده، لذلك قرر موسى عليه السلام صيامه من أجل حمد وشكر الله تعالى على فضله وحمايته له ولقومه، وبالتالي أصبح المسلمون يصومونه سنة مستحبة للتقرب من الله عز وجل والتكفير عن الآثام والخطايا، لأن صيام يَوم عَاشوراء يكفر صغائر الذنوب في السنة التي قبله، والله تعالى أعلم.[7]
ما يستحب في يوم عاشوراء
إن أكثر عمل يميز يَوم عَاشوراء عن غيره من الأيام هو الصيام، فمن المستحب أن يصومه المسلم ويصوم يومًا قبله أو يومًا بعده، ومن المعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في صيام شهر محرم كله، لذلك كل هذه الأمور خير وبركة بإذن الله سبحانه وتعالى، أما تخصيص عبادة معينة من صلاة وذكر وعمل صالح فقط في هذا اليوم دون غيره فهو أمر غير جائز، وقد وردت الكثير من الأقوال عبر التاريخ عن صلاة عاشوراء وعباداته وغيرها لكنها غير صحيحة، والله تعالى أعلم.[8]
ماذا نفعل في يوم عاشوراء
يستحب من جميع المسلمين أن يصوموا يَوم عَاشوراء مع اليوم التاسع واليوم الحادي عشر معه من شهر محرم، أو أن يتم صيام التاسع مع عاشوراء فقط، أو صيام عاشوراء والحادي عشر من شهر محرم فقط، أو القيام بصوم شهر محرم كاملًا، كلها خير وبركة وتطبيق لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وغيرها من الأقوال والأعمال ليس لها أصل ولا صحة لكلامها، فلا يجوز لأي مسلم تخصيص يَوم عَاشوراء بعبادات معينة عن غيره من الأيام، والله أعلم.
أعمال يوم عاشوراء
يختص يَوم عَاشوراء بالصيام فقط أو جمعه مع صيام يوم قبله أو يوم بعده، أو صيام شهر محرم كله، غير ذلك من الأعمال ليست صحيحة وليست سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والسبب وراء صيام هذا اليوم هو صيام النبي موسى عليه السلام حمدًا لله تعالى وشكرًا على فضله له لأنه اليوم الذي أهلك فيه الله تعالى موسى وقومه الظالمين ومنعهم من أذية النبي موسى وقومه الصالحين، وأغرق فرعون وجنوده كي لا يتمكنوا من النبي موسى، والله ورسوله أعلم.
أدعية يوم عاشوراء مكتوبة
يمكن للمسلمين أن يدعوا الله تعالى بأي صيغة من صيغ الأدعية في يَوم عَاشوراء، وفيما يأتي بعض الأدعية في هذا اليوم المبارك:
- يا رحمن يا رحيم، نسألك السلامة والهداية والعفاف والغنى وحسن الختام، ربنا كما نجيت موسى عليه السلام وقومه فنجنا من عذاب نارك يا أرحم الراحمين.
- ربنا اغفر لنا وارحمنا واعف عنا وتجاوز عن سيئاتنا وتقبل صيامنا في يَوم عَاشوراء واجعله سببًا للتكفير عن خطايا يا أكرم الأكرمين.
- اللهم ارزقنا عفوك ورحمتك وعطفك علينا، واغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر، وأكرم نزلنا في جنات الفردوس الأعلى، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
خلفيات يوم عاشوراء 1445
يحرص المسلمون على صيام يوم عاشوراء والتكفير عن خطاياهم في السنة الماضية بإذن الله سبحانه وتعالى، وفيما يأتي سيتم إدراج بعض الصور عن هذا اليوم المبارك:
الأسئلة الشائعة
يفرح المسلمون بقدوم يَوم عَاشوراء ويقومون بالاجتهاد في سبيل الفوز بأجره العظيم، وفيما يأتي أسئلة شائعة بخصوص يَوم عَاشوراء:
السؤال الشائع | الإجابة |
ماذا يفعل اليهود في يوم عاشوراء؟ |
يصوم اليهود يَوم عَاشوراء حيث يبدأ الصيام عندهم قبل مغرب الشمس في اليوم الذي يسبق عاشوراء بربع ساعة إلى ما بعد غروب الشمس بربع ساعة في يَوم عَاشوراء. |
ما هو الأفضل في صيام عاشوراء؟ |
الأفضل أن يصوم المسلم 3 أيام يوم قبل عاشوراء ويَوم عَاشوراء ويوم بعده، ويمكن صيام التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر من محرم. |
ما حكم صيام يوم عاشوراء فقط؟ |
لا يوجد حرج على المسلم إن قام بصيام يَوم عَاشوراء وحده. |
وبهذا نصل لختام مقال يوم عاشوراء لعام 1445 فضله وأعماله وأدعيته، حيث تم تقديم أبرز المعلومات عن يَوم عَاشوراء وفضله والعبادات المستحبة فيه، وتم وضع عدة أدعية للدعاء بها في هذا اليوم المبارك.