ما هو وقت وجوب اخراج زكاة الفطر وأفضل أوقات إخراجها
وقت اخراج زكاة الفطر هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فزكاة الفطر من الواجبات التي فرضها الله عز وجل على المسلمين، الذكر منهم والأنثى، الصغير والكبير والمسن وذلك تطهيرًا لهم من الرفث واللغو في شهر رمضان المبارك أثناء الصيام، ويهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال ببيان الوقت الواجب فيه إخراج هذه الزكاة متى يبدأ ومتى ينتهي كما ورد في الشريعة الإسلامية وأقوال أهل العلم والفقهاء.
وقت اخراج زكاة الفطر
إنّ المشروع في وقت إخـراج زكاة الفطر هو أن يبدأ مع غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان المبارك وهي أول ليلة من ليالي عيد الفطر السعيد، وينتهي مباشرةً بعد الانتهاء من صلاة العيد، وذلك ما ورد في الصحيح من الحديث عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[1] وقد ورد في الصحيح من الحديث أنه يجوز تبكيرها قبل يوم أو يومين ولكن من أخرها عن وقتها فقد أثم، فقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ”،[2] والله ورسوله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر دقيق ابيض وما هو حكمها
وقت إخراج زكاة الفطر إسلام ويب
إنّ الأولى في إخراج زكاة الفطر أن تخرج لمستحقيها في ليلة العيد وحتى صلاة العيد، ولكن موقع إسلام ويب بيّن أنهّ يجزئ للمسلمين إخراجها من بعد غروب شمس اليوم السابع والعشرين إلى صلاة العيد، وقد ذكر ذلك في إحدى فتواه:[4]
وتجزئ إذا أخرجها الشخص بعد غروب اليوم السابع والعشرين وكان الشهر ثلاثين، فقد روى الإمام مالك في موطئه والإمام الشافعي في مسنده: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَبْعَثُ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ إِلَى الَّذِي تُجْمَعُ عِنْدَهُ قَبْلَ الْفِطْرِ، بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ.
ومن باب أحرى إذا أخرجها ليلة العيد.. وأفضل وقت لها أن يكون ذلك في يوم العيد بعد صلاة الفجر وقبل الخروج إلى المصلى.
شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم ٢٨ رمضان
وقت إخراج زكاة الفطر ابن باز
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله في باب الوقت المباح لإخراج الزكاة من أحد المسلمين: “هل يستوي في تأخير الزكاة في البحث عن شخص معروف فقره زكاة الأموال، وزكاة الأبدان؟”، فأجاب الإمام رحمه الله:[5]
لا يستويان، بل يجب أن تقدم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، كما أمر النبي ﷺ بذلك، ولا مانع من إخراجها قبله بيوم أو يومين أو ثلاثة، لكن لا تؤجل بعد العيد.
اقرأ المزيد: هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
أقوال العلماء في وقت إخراج زكاة الفطر
وردت العديد من الأقوال التي اختلف فيها أهل العلم في أول وقت إخراج هذه الزكاة المباركة، ولكنهم اتفقوا على نهاية هذا الوقت مع الانتهاء من صلاة العيد، ومن هذه الأقوال:[6]
- الشيخ ابن قدامة رحمه الله: “سبب وجوبها الفطر ، بدليل إضافتها إليه ، والمقصود منها الإغناء في وقت مخصوص ، فلم يجز تقديمها قبل الوقت”.
- الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: “زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها ؛ ولأن الفطر وقتها ، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان ، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان ، إلا أنه رُخص أن تُدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط ، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان ؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان ، ولهذا نقول : الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن”.
- الشيخ ابن باز رحمه الله: “أنه قبل العيد بيومين ، وهو مذهب المالكية والحنابلة ، واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه : ( وَكَانُوا يُعطُونَ قَبلَ الفِطرِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ ) رواه البخاري (1511) .وقال بعضهم قبل العيد بثلاثة أيام”.
- عند الشافعية والحنفية: “يجوز من أول شهر رمضان”.
اقرأ أيضًا: حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
إنّ الزكاة هي ركن من أركان الإسلام التي لا يكتمل إسلام المرء إن جحد بإحداها، فلا ينبغي للمرء إذا حضرت الزكاة أن يؤخرها عن وقتها، والواجب في الشرع أن تقدم قبل صلاة عيد الفطر، فإذا تأخر المرء عن تأديتها عن صلاة العيد عليه أن يؤديها وأن يتوب إلى الله عز وجل وأن يقضيها، ويأثم من كان عامدًا فعل ذلك، والله ورسوله أعلم.[7]
شاهد أيضًا: قيمة زكاة الفطر في السعودية
تعجيل زكاة الفطر عن وقت وجوبها بيوم أو يومين
اتفق أهل العلم على جواز تعجيل إخراج زكاة الفطر عن وقتها بيوم أو يومين وقد استدلوا بذلك على ما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما والذي قال فيه: “فَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أوْ قالَ: رَمَضَانَ – علَى الذَّكَرِ، والأُنْثَى، والحُرِّ، والمَمْلُوكِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ فَعَدَلَ النَّاسُ به نِصْفَ صَاعٍ مِن بُرٍّ، فَكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، يُعْطِي التَّمْرَ ، فأعْوَزَ أهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فأعْطَى شَعِيرًا، فَكانَ ابنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، والكَبِيرِ، حتَّى إنْ كانَ لِيُعْطِي عن بَنِيَّ، وكانَ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ.”،[2] وإن تعجيلها بيوم أو يومين لا يخل بالمقصود من هذه الزكاة وهو إغناء الفقراء وإسعادهم بها يوم العيد، والله ورسوله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: هل يجوز تقسيم زكاة الفطر على أكثر من شخص
ما هو الواجب في زكاة الفطر؟
إن الواجب في زكاة الفطر هو صاعٌ من الطعام من التمر أو الشعير أو مما يقتات عليه آل المدينة، فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: “كنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”.[9]
شاهد أيضًا: هل يجوز اعطاء زكاة الفطر لشخص واحد من الفقراء والمساكين
مقالات ذات صلة
بذلك نصل لختام هذا المقال وقت اخراج زكاة الفطر والذي قدّم معلومات شاملة عن زكاة الفطر والواجب فيها وشروطها وبعض الأحكام الشرعية المتعلقة بزكاة الفطر.