أحكام شرعية

هل يجوز المشاركة في الاضحية وما هو حكم الاشتراك فيها

هل يجوز المشاركة في الاضحية وهل يجوز الاشتراك في الأضحية، من الأحكام الشرعية الهامة التي تتعلق بإحدى العبادات العظيمة، ومن واجب كلّ مسلم ومسلمة التعرف على هذا الحكم الشرعي، وذلك لضمان صحّة الأضحية وتمامها كعبادة، فالأضحية في الإسلام مضبوطة بضوابط شرعية مخصصة لا يجوز للمسلم تجاوزها، ومن خلال موقع أطروحة سيتم تسليط الضوء على مسألة الاشتراك في الأضحية وبيان أحكام الاشتراك في الأضحية.

الأضحية حكمها ومشروعيتها

عرّف أهل العلم مفهوم الأضحية فقالوا أنها ما يذبح من بهيمة الأنعام في يوم النحر وأيّام التشريق الثلاثة تقربًا من الله تعالى وامتثالًا لأوامره، وقد اتفقوا بغير خلاف أن الأضحية مشروعة في الإسلام، ولكنهم اختلفوا في حكمها، فذهب الجمهور إلى أنها سنة مؤكدة على المسلمين، وذهب فريقٌ منهم وهم الأحناف وبعض الحنابلة إلى أنها واجبة على القادر من المسلمين ويأثم بتركها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم الأضحية في عيد الأضحى

هل يجوز المشاركة في الاضحية

ذكر أهل العم أن المشاركة في الاضحية تجوز في حال كانت الأضحية من البقر والإبل فقط ولو كانت من الماعز والغنم فلا يجوز أن يتم المشاركة فيها، والمشاركة في الأضحية واردٌ وثابت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنهم أنّهم اشتركوا سبعةً في البقرة أو البعير في الهدي في الحج والعمرة، فعن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “حَجَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَنَحَرْنَا البَعِيرَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ“. [صحيح مسلم: 1318] وقد أخبر أهل العلم أن هذا الحديث وما شابهه من الأحاديث دليل على جواز الاشتراك بالأضحية والهدي، وقد أخبرت اللجنة الدائمة للإفتاء قالت: ” تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة ، سواء كانوا من أهل بيت واحد أو من بيوت متفرقين ، وسواء كان بينهم قرابة أو لا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للصحابة في الاشتراك في البدنة والبقرة كل سبعة في واحدة ، ولم يفصل ذلك” والله ورسوله أعلم.[2]

هل يجوز المشاركة في الاضحية

حكم الاشتراك في الأضحية

يمكن القول أن الاشتراك في الأضحية يكون في نوعين اثنين وهما كما الآتي:[3]

  • النوع الأول: أن يشترك المسلمون في ثمن الأضحية وملكها، وهذا النوع لا يباح إلا في الأضحية التي تكون من الإبل والبقر، ويباح للسبعة من المسلمين التشارك على بقرة واحدة أو واحدة من الإبل.
  • النوع الثاني: يكون بالاشتراك في ثمن الأضحية، حيث يباح للمسلم أن يتشارك مع المسلمين الآخرين في ثواب أضحيته، أيًّا كانوا وسواءً كانوا من أهل بيته أم من عامة المسلمين، فمالك الأضحية يكون فردًا واحدًا من المسلمين، لكنه يشرك معه في ثوابها ما شاء من المسلمين مهما كثر عددهم والله رسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى

هل يجوز لأخوين الاشتراك في أضحية واحدة وهما مستقلان في السكن

إن الأضحية بحسب قول أهل العلم تجزئ عن الرجل وأهل بيته، فقد كان الرجل يضحي بالشاة الواحدة في عهد النبي عنه وعن أهل بيته، ويدخل في أهل البيت الزوجة والأطفال وكل قريب يسكن في البيت ويتكون نفقته على رب البيت أو يشترك معه في النفقة ويجتمع معه في المأكل والمشرب، أما لو كان الأخ أو الابن أو الأب أو غيرهم، في بيتٍ وسكن مستقل، فلا تجزئ الشاة الواحدة عن المسلم وعن قريبه الذي استقل عنه في المسكن، بل يذبح كل منهما أضحية والله ورسوله أعلم.[4]

هل يجوز الاشتراك في الأضحية إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب حول مسألة هل يجوز المشاركة في الاضحية أنه لو كانت هذه الأضحية كبشًا لا يشرع للمسلمين الاشتراك بثمنه، فذلك مخالفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إلا أن تكون من الإبل أو البقر ولا يزيد عدد المتشاركين فيها عن سبعة والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: متى يأتي عيد الأضحى

حكم المشاركة في الأضحية ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه لا يجزئ أن يشترك اثنين أو أكثر في ثمن أضحية لو كانت هذه الأضحية من الغنم والماعز، ويجوز لو كانت من البقر أو الإبل، حيث إن البقر والإبل يجوز أن يسترك فيها سبعة أشخاص، أما التشريك في الثواب فلا حرج على المسلم أن يشرك معه أهل بيته وحتى من شاء من المسلمين فيقول في نيته يا رب هذه عني وعن فلان وفلان ويسمي من شرّكهم معه في الثواب والله ورسوله أعلم.[5]

هل يجوز اشتراك اثنين فأكثر في ثمن شراء الأضحية

لا يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية الواحدة بين اثنين وأكثر لو كانت هذه الأضحية من الماعز والغنم، ويجوز الاشتراك لو كانت بدنة أو بقرة، فالأضحية من الضأن لا تجزئ عن اثنين كاشتراك في ثمنها، أما بأجرها فيباح للمسلم أن يذبح عن نفسه وعن أهل بيته بالشاة الواحدة، ويجوز له أن يشرك من شاء في الأجر من المسلمين.

هل يجوز إشراك الميت في نية الأضحية

ذكر أهل العلم أن إشراك الميت في ثواب الأضحية جائز، وقد ورد في تحفة المحتاج: ” له أن يشرك غيره في ثواب أضحيته، وظاهره حصول الثواب لمن أشركه وهو ظاهر ـ وإن كان ميتا ـ قياسا على التصدق عنه” ولا حرج في إشراك الحي في ثواب الأضحية والله ورسوله أعلم.[6]

حكم الاستدانة في ثمن الأضحية

ذكر أهل العلم أنّ من لم يجد عنده مالًا لشراء الأضحية فإنه يجزئه أن يستدين ويقترض ثمنها ويضحي بها، ولا حرج عليه في ذلك، بل إن هذا الأمر مستحب عند كثير من أهل العلم فلو لم يجد المسلم مالًا كافيًا يستحب له أن يقترض ثمن أضحيته، إذا علم من نفسه أنه قادر على الوفاء في موعد السداد المحدد للدين، والله ورسوله أعلم.[7]

بهذا نختتم مقال هل يجوز المشاركة في الاضحية والذي تم من خلاله بيان حكم الأضحية في الإسلام، وبيان حكم الاشتراك في الأضحية بين أكثر من مسلم، سواءً كان الاشتراك بالثمن أو بالأجر، وبيّن المقال حكم الاستدانة وإشراك الميت في أجر الأضحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock