هل فضل عشر ذي الحجة في النهار فقط أو في النهار والليل
هل فضل عشر ذي الحجة في النهار فقط فالعشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل أيام السنة وأعظمها منزلةً وشأناً في الدين الإسلامي الحنيف، ولقد أمر الله تعالى ورسوله -عليه الصلاة والسلام- بالإكثار من العبادات والطاعات فيها لِما لها من فضلٍ عظيم، ولهذا السبب يهتم موقع أطروحة ببيان فيما إذا كان هناك أفضَلية للعمل الصالح في نهار هذه العشر أو في لياليها، موضّحاً أفضل الأعمال في شهر ذي الحجة.
فضل نهار ذي الحجة
خصّ اللهُ سبحانه وتعالى أزمنةً ومواسمَ بمزيد من الفَضل والأجر، ومنها عشر ذي الحجة المباركة فقد حظيت بمنزلة ومكانة رفيعة في الإسلام لعدة أسباب منها:
- قَسم الله بها في القرآن الكريم بقوله جلّ جلاله: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}.[1]
- وما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنها أفضَل الأيام للعمل الصالح والدعاء فقال: “ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ”.[2]
- تضم العشر من ذي الحجة أيام عظيمة مباركة كيوم عرفة، فهو يوم لاستجابة الدعاء والعتق من النار، ومغفرة الذنوب.
- يوم النحر هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وأعظم أيامها بقوله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.[3]
- ولعلّ فَضلها العظيم يكمن في اجتماع أمهات العبادات فيها من الصيام والحج والصدقة والزكاة والتي لا تجتمع في غيرها من أيام السنة.
هل فضل عشر ذي الحجة في النهار فقط
للعشر الأوائل من ذي الحجة فضلٌ عظيم ويكمن فضلها في النهار والليل، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ”، [تخريج المسند لشعيب، شعيب الأرناؤوط، عبدالله بن عمر، 5446، صحيح] ففي هذا للحديث الشريف أو غيره من الأحاديث عن فَضل العشر من ذي الحجة لم يخص رسول الله -عليه أفضَل الصلاة والسلام- نهار العشر من ذي الحجة عن ليلها بالفَضل والثواب، وهذا يدل على أن فَضلها في الليل وفي النهار ويجب اغتنام هذه الأيام المباركة بالعمل الصالح ووجوه الخير كافة للفوز بعظيم أجرها وثوابها.
اقرأ أيضًا: متى يوم عرفة
هل نهار ذي الحجة أفضل من الليل؟
وردت أدلة كثيرة في القرآن الكريم والسنة الشريفة عن فضل العشر من ذي الحجة دون تخصيص النهار وتفضيله عن الليل، بل كانت جميع الأدلة والبراهين تشير إلى فضل هذه الأيام المباركة بشكلٍ مطلق وتحثُّ على الإكثار من الأعمال الصالحة فيها ومنها قيام الليل وأداء الصلوات المفروضة والسنن والنوافل وغيرها من العبادات والطاعات.
اقرأ أيضًا: يوم عرفة
مايجب فعله في الأيام العشر
من المؤكد أنّ عبادة الله تعالى من الأمور المفروضة على المسلمين في كل الأوقات، ولكن هناك مواسم للطاعة يُضاعف الله فيها أجرَ من أحسن عملاً ومنها العشر الأوائل من ذي الحجة، لذا يجب اغتنامها بكل عمل صالح ونافع ومنها التكبير والتحميد وشكر الله على دوام نعمِه على العباد، قراءة الأذكار والقرآن الكريم، وبالتأكيد الحج والصيام فلهما أجراً عظيماً ومضاعفاً، ولا يوجد قيود على تلك الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة بل كل عمل صالح مستحب فيها كصلة الرحم وإماطة الأذى، بر الوالدين والإحسان إليهما، الإحسان إلى اليتيم، الصدقة والإنفاق في سبيل الله وغيرها.[4]
اقرأ أيضًا: كم باقي على يوم عرفة
أيهما أفضل العشر الأواخر من رمضان أم الأوائل من ذي الحجة؟
أنعم الله على عباده بمواسم وأوقات تكون فيها الطاعات مضاعفة الأجر والثواب وما هذا إلّا رحمة منه جلّ جلاله، ومن تلك الأوقات هي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، فكلاهما أوقات مباركة فضيلة، والعشر الأواخر من شهر رمضان أفضل بلياليها لأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، بينما نهار العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من ليلها لأن فيها يوم عرفة ويوم الحج الأكبر وهما أعظم أيام السنة.[5]
إلى هنا نصل لختام مقال هل فضل عشر ذي الحجة في النهار فقط، والذي وضّح فضل نهار ذي الحجة، مع توضيح فيما إذا كان هناك أفضلية بين الليل والنهار فيها، وبين العشر الأوائل من ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان.