تنمية بشرية

كيف أعتزل ما يؤذيني ، لماذا يجب اعتزال ما يؤذيك؟

كيف أعتزل ما يؤذيني؟ ربما مرّ هذا السؤال على خاطر جميع البشر وبالرغم من أن مقولة اعتزل ما يؤذيك تعتبر نصيحة شائعة في الكثير من المشكلات إلا أن الصعوبة في كيفية التطبيق، وحينها يمكن أن يعيش الإنسان في سلام متجنبًا آثار الإساءة، والطاقة النفسية المهدورة في تحمل ما طاقة للنفس به، وقد نهى الإسلام عن إيذاء الآخرين وتحدث عن فضل الصبر عنه، وهذا ما يوضحه موقع أطروحة في هذا المقال مع تقديم بعض النصائح لاعتزال الأذى.

مقولة اعتزل ما يؤذيك

جاءت مقولة اعتزل ما يؤذيك على لسان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي إحدى الدروس التي أضافها بحكمته ورجاحة عقله، فقد نزل القرآن الكريم مؤديًا لآراه، وقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم:”اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ”[1]، وبتلك الكلمات البسيطة ترك لنا عمر رضي الله عنه حل سحري لتجاوز أي أذى من هذه الحياة، دار الشقاء التي لا تترك عبدًا إلا وأهمته فلاقى منها من البلاءات ما زعزع صبره.

كيف أعتزل ما يؤذيني

شاهد أيضًا: كيف تتعامل مع من يريد تحطيمك

كيف أعتزل ما يؤذيني

إن الحصول على السلام النفسي مبتغي صعب الوصول إليه، فالحياة مليئة بالأمور المزعجة والاختبارات الصعبة، والناس المؤذية، ويسعى الجميع لتخطي ذلك من خلال اعتزال كل ما يؤذي ويكون ذلك عن طريق:

  • تجنب التعامل مع الأشخاص المؤذيين.
  • وضع حدود شخصية لا يمكن لأي أحد تخطيها.
  • التعامل وفق حدود المصلحة.
  • مراعاة مشاعر الناس حتى لا يردوا الإساءة بإساءة.
  • عدم الانخراط وراء المشاكل.
  • اختيار صحبة صالحة.
  • تجاهل الحمقى والغير أسوياء.
  • تقدير النفس بالابتعاد عن ما سبب لها الأذى الجسدي والنفسي.
  • المسامحة والصفح وتجاوز الإساءة.
  • التغلب على الآثار السلبية للإساءة.

لماذا يجب أن تعتزل ما يؤذيك

يجب أن تعتزل ما يؤذيك لكي تعيش في سلام نفسي، بعيدًا عن الحروب والمشكلات التي تخلق عداوات ترهق الإنسان، وتؤدي به إلى مشاكل صحية ونفسية، وتضيع وقته ومجهوده وتقلل من قدرته على أداء المهام، ومن الاهتمام بتطوير مهاراته والارتقاء بنفسه.

شاهد أيضًا: فن الرد على المتطفلين

آثار اعتزال ما يؤذيك

يجب أن يراعي الإنسان حقوق نفسه، ويكرمها ويعززها من خلال اجتناب كل الأمور المؤذية، وتشمل آثار اعتزال ما يؤذيك الكثير من الفوائد العظيمة ومنها:

  • الحصول على السعادة والراحة النفسية.
  • الاحتفاظ بالطاقة المهدورة في التفكير بالمنغصات.
  • التنعم بعلاقات مريحة وصحية.
  • دعم قوة الإنسان وزيادة رغبته في الحياة.
  • حماية النفس من الوقوع في الأخطاء والذنوب بالانتقام.
  • إتاحة الفرصة لتطوير النفس والوصول إلى الأهداف.

فضل الصبر عن الأذى

يتعاظم فضل الصبر عن الأذى فأجره عند الله عظيم لقوله تعالى:{وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [2]، وقوله:{وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}[3]، وأيضًا قوله:{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً}[4]، وهو درجة من درجات الإحسان ويتطلب درجة عالية من الإيمان لقوله تعالى:{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[5] وعليه فمن الأفضل الصبر وعدم الإنتقام ورد الإساءة بالإساءة والله تعالى يتولى أخذ الحقوق ولا يظلم أحد.[6]

شاهد أيضًا: فنون الرد على السخرية

اعتزال الأذى في الإسلام

اختلف الحكم في مخالطة أو اعتزال الناس حسب المصالح الشرعية، ولكن في حالة الأذى يجوز الهجر وذلك لمصلحة دينية كالوقوع في معصية أو بدعة مع الإشارة لوجوب تقديم النصيحة، فإن كان الضرر أكبر من النفع لا بأس بالاعتزال.

وقال الحافظ ابن عبد البر أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه. فرب هجر جميل، خير من مخالطة مؤذية[7]

وعليه فيجب النصيحة أولًا، كما يجب أن يتعامل المسلم بصدر رحب، وأن يلتمس الأعذار لغيره، ويعاتب فلا يترك في صدره أي ضغينة ولا يستعجل في اتخاذ قرار الهجر إلا في حالة استمرار الأذى وعدم قدرته على تحمل المزيد دون تراجع الطرف الآخر.[8]

وهنا ينتهي مقال كيف أعتزل ما يؤذيني الذي وضح كيفية تطبيق المقولة، ولماذا يجب العمل بها، وآثار ذلك، بالإضافة إلى توضيح فضل الصبر عن الأذى في الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock