معلومات إسلامية

فضل شهر رجب والأعمال المستحبة فيه

فضل شهر رجب ، عظيم فهو من الأشهر الحرم التي يحرص الكثير من الناس على التقرب إلى الله فيه بالطاعات، سواء كان بالصيام أو الدعاء أو الصلاة. ولكن هل ورد في السنة النبوية الشريفة تمييز شهر رجب عن غيره من الشهور. أو هل هناك سنن خاصة كان يفعلها الصحابة في هذا الشهر دون غيره.

لذلك يناقش موقع أطروحة في هذا المقال فضل شهر رجب ، وفضل الدعاء والصوم فيه، والأعمال المستحبة فعلها في هذا الشهر الكريم.

فضل شهر رجب

باعتبار شهر رجب من الأشهر الحرم، وهي الأشهر التي يحرم فيها القتال، يعتقد الكثير أن لهذا الشهر فضلا عن غيره. وأن الدعاء مستجاب فيه والأعمال لها أجر مضاعف، وهذا الاعتقاد خاطئ. فلم يرد في السنة النبوية الشريفة، أي فعل مميز للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في هذا الشهر. وأجمع العلماء أن كل الأحاديث المذكورة في فضل شهر رجب كلها أحاديث موضوعة ومكذوبة.

وقال ابن القيم رحمه الله: “كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه، فهو كذب مفترًى”؛ المنار المنيف (96).

ولكن يجب على المسلم فعل الطاعات في هذا الشهر مثله مثل سائر الشهور، دون الاعتقاد بفضله عمن سواه. فالله يجازي على كل الأعمال الصالحة سواء كانت في شهر رجب أو في غيره.

فضل شهر رجب

سبب تسمية شهر رجب

قد سُمي رجب من الرجوب والذي يعني التعظيم والتمجيد، حيث أن العرب قديمًا كانوا يعظمون هذا الشهر، فلا قتال فيه. وتعود التسمية إلى قبيلة مضر، لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه، واحترامه، فنسب إليهم لذلك. وقيل: كانت قبيلة “ربيعة” تحرم رمضان، وتحرم مضر رجبًا. ويُطلق عليه أيضًا الكثير من الأسماء مثل: الأصم (حيث كان لا يسمع لصوت قتال فيه)، وسمي بالأصب (لانصباب الرحمة والرزق فيه).

اقرأ أيضاً: أعمال أول جمعة من شهر رجب

الدعاء في شهر رجب

قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }.[1]

فالله يحب العبد أن يتقرب إليه بالدعاء، ويستجيب الله لعبادة. ويمكن تحري أوقات إجابة الدعاء التي ذكرها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، مثل ثلث آخر الليل وفي أثناء خطبة الجمعة وغيرها. ويعتقد البعض فضل شهر رجب في استجابة الدعاء، ولكن لا صحة لهذا الاعتقاد ولم يرد فيه نص. لأن الله أمرنا بالدعاء في كل الاوقات سواء في رجب أو في غيره، ولكن يجوز الدعاء في شهر رجب دون الاعتقاد بخصوصيته عن غيره.

فضل الصيام في شهر رجب

لا يوجد فضل للصيام في شهر رجب عن باقي الشهور، بل أجمع العلماء على كراهة صيام شهر رجب كله، لاعتباره من الأشهر الحرم التي لها فضل عظيم. وقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يغصب الرجال في رجب ليضعوا أيديهم في الطعام ويأكلوا؛ حتى لا يخصوا رجب بصيام. ويقول: “ما رجب؟ إن أهل الجاهلية كانوا يعظمونه، فلما كان الإسلام ترك”.

ولكن يجوز صيام يومي الإثنين والخميس، أو الأيام البيض الثلاثة من شهر رجب.

اقرأ أيضاً: دعاء أول رجب هل هو صحيح

شهر رجب وشعبان وما ورد فيهما إسلام ويب

شهر رجب من الأشهر الحرم، التي يحرم فيها الظلم، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [2].

فهو شهر حُرم فيه الظلم والقتال، ولكن لم يختص عن غيره بفضل في الصيام أو الدعاء أو باقي الأعمال الصالحة، فهو كسائر الشهور. ولكن شهر شعبان فينبغي الإكثار من الصيام فيه، وذلك اقتداءً برسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

وعن أسامة بن زيد قال : يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ.[3] [4]

أمور مستحبة في رجب

يستحب فيه الإكثار من الأعمال الصالحة، وتجنب المنكرات لأنه من الأشهر الحرم التي يحرم فيها فعل المعاصي. ويوجد العديد من الطاعات التي ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام وهي:

  • الإكثار من الصدقات.
  • ترك الظلم والقتال والنزاع خاصة في رجب وباقي الأشهر الحرم.
  • الإكثار من ذكر الله، والدعاء.
  • الإكثار من فعل الأعمال الصالحة، والاجتهاد في الطاعات.
  •  المواظبة على قراءة ورد من القرآن الكريم.
  • صيام الأيام البيض من هذا الشهر.

شاهد أيضًا: دعاء اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

كيف نستفيد من شهر رجب؟

يجب على المسلم الاستفادة من مواسم الطاعات، كشهر رجب، فيكثر فيها من ذكر الله تعالى، وفعل الأعمال الصالحة والاجتهاد فيها، وتجنب المعاصي. والاستعداد خلال هذا الشهر لشهر شعبان ورمضان، حيث يعظم فيهما الأجر، وتضاعف الحسنات، فيحرص على صيام التطوع، وخاصةً الأيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر. وكثرة الاستغفار والدعاء، والتوبة إلى الله تعالى.

وبذلك نصل إلى ختام مقال فضل شهر رجب ، الذي عرض فيه سبب تسمية شهر رجب، وفضل شهري رجب وشعبان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock