فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها من العمل وماذا كان يصنع السلف فيها

فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها من العمل وماذا كان يصنع السلف فيها، فالعشر الأواخر من رمضان هي الأيام والليالي التي تقع بعد الليلة الحادية والعشرين من شهر رمضان إلى آخر الشهر، سواءً كانت هذه العشر الأواخر ناقصة أو كاملة أي لو كان رمضان 29 يومًا أو ثلاثين فالتسع تسمى عشرًا، وعبر موقع أطروحة سيتم عرض فضائل الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك والأعمال المشروعة فيها.

فضل العشر الأواخر من رمضان

إن الليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي على الإطلاق وهي أجمعها للخير وأعظمها للأجر وأكثرها للفضل، وقد اقترن في العشر الأواخر فضل الزمان وفضل العبادة وفضل الجزاء وفيها نفحاتٌ إيمانية وبركاتٌ من عند الله، ولعل من فضائل العشر الأواخر من شهر رمضان ما يأتي:[1]

• كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها أبدًا، فكان يشد مئزره ويحي ليله كله ويوقظ أهله.
• جعل الله سبحانه وتعالى نزول القرآن الكريم في العشر الأواخر من رمضان وتحديدًا في ليلة القدر فأخرج العباد من الظلمات إلى النور وجعله شفاءً ورحمة للعالمين.
• إن في العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر بالعبادة والأجر، وهي ليلة نزول القرآن الكريم وأعظم الليالي على الإطلاق، وتتنزل فيها الملائكة بالبركة والخير، وهي ليلة السلام والمغفرة.
• مشروعية الاعتكاف فيها بالتزام المساجد لطاعة الله وهذا ثابتٌ في القرآن والسنة.

شاهد أيضًا: حكم قيام العشر الأواخر من رمضان وما الفرق بين التراويح والقيام والإطالة فيها

الأعمال المشروعة في العشر الأواخر من رمضان

لقد خص الله سبحانه وتعال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بمزايا لا تتواجد في غيرها، وبعطايا لا توجد في سواها، بل كان فيها من عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يكن في غيرها، وفيما يأتي سيتم عرض أفضل أعمال العشر الأواخر من شهر رمضان:

شاهد أيضًا: دعاء استقبال العشر الاواخر من شهر رمضان 2023 مكتوب كامل مستجاب

كثرة العمل والاجتهاد

فلقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من العمل في هذه الأيام والليالي ويجتهد فيها بما لا يجتهد في غيرعا، وقد كان يوقظ أهله لإحياء الليل فيها وللصلاة والذكر حرصًا منه على فضلها وقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجتَهِدُ في العَشرِ الأواخِرِ، ما لا يَجتَهِدُ في غَيرِه“. [2]

شاهد أيضًا: لماذا العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف وما هو فضلها

الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

والاعتكاف يعني ملازمة الشيء وحبس النفس عليه، وهو ما يكون من ملازمة المساجد في هذه الليالي والأيام على صفة مخصوصة، ويعرف الاعتكاف بأنه انقطاعٌ عن الدنيا وتوجهٌ للعبادة وتخلية للنفس عن التشاغل بغير الطاعات والقربات، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم أنّه كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان في كل رمضان حتى توفاه الله سبحانه وتعالى.

اغتنام الأوقات في العشر الأواخر بالعمل الصالح

فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين ونهاهم عن الوصال في الصوم، وذلك لكي لا يضعفوا عن الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن وقيام الليل ونحوه وكل الأعمال الصالحة في سائر الأوقات من العشر الأخيرة في شهر رمضان، لذلك فإن المسلم مطالب بأن يكون مغتنمًا لكل أوقاتها كحال النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته.

شاهد أيضًا: أفكار جميلة في العشر الأواخر من رمضان للكبار والصغار

تحري ليلة القدر

فاجتهاد المسلم واعتكافه في العشر الأواخر من رمضان سيكون تفرغًا للعبادة وبعدًا عن كل شاغل ومصرف، وتحريًا لليلة القدر التي هي أشرف الليالي وأكثرها بركة، والعمل فيها خيرٌ من ألف شهر، وفيها يتم تقدير مقادير الخلائق على مدار العام فيكتب فيها الأحياء والأموات والأشقياء والسعداء والآجال والأرزاق، وفيها يفتح الله أبواب السماء، ويسمع الخطاب ويرفع الحجاب ويستجاب الدعاء، ولقد تم إخفاء موعد هذه الليلة عن المسلمين، حتى يكثروا من العمل والاجتهاد، وتكون في الليالي الوترية من العشر الأخيرة أرجى وآكد.

خصائص ليلة القدر

قد خص الله سبحانه وتعالى ليلة القدر بعديد الخصائص والأمور، والتي منها:

• إن القرآن الكريم نزل فيها.
• هي ليلة خيرٌ من ألف شهر من حرمها حرم الخير كله.
• كثيرة البركات والرحمات.
• تنزل فيها الملائكة بأمر الله حتى تكون على الأرض أكثر من عدد الحصى وتنزل بالخير.
• هي ليلة سلام حتى طلوع الفجر فيها، وهي كلها خير لا شر فيها.
• فيها يفرق كل أمرٍ حكيم يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر الس السنة، فيكتب ما يكون من الآجال والأرزاق في السنة.
• هي ليلة مغفرة ورحمة يغفر لمن يقومها إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه.
• ليلة اجتهاد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها.
• يكون الدعاء فيها مظنة للإجابة.

متى يستحب تحري ليلة القدر؟

وردت الكثير من الأحاديث الشريفة التي تروي وقت تحري ليلة القدر، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعرف متى هي على وجه التحديد ثم أنساه الله إياها لحكمةٍ بالغةٍ منه سبحانه، وقد أُمر المسلمون بتحريها في العشر الأواخر من شهر رمضان، وتحديدًا في الليالي الوترية منها، ومما جاء في وقت ليلة القدر ما يأتي:

• عن عبادة بن الصامت قال: “خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ“.[3]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أُريتُ ليلةَ القَدرِ، ثمَّ أيقظَني أَهْلي فنسيتُها، فالتمِسوها في العَشرِ الغَوابرِ“. [4]
• عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ“. [5]
• عن عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ. قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ. قالَ: وَكانَ عبدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ يقولُ: ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ“. [6]

كيف كان السلف الصالح يجتهدون في العشر الأواخر

كان السلف يحرصون على الخير في رمضان كله، ويزدادون اجتهادًا في العشر الأواخر من رمضان ولياليها، ومن نماذج اجتهادهم ما يأتي:

• كان السلف يحرصون على الاغتسال والتطيب في العشر المباركات، وبعضهم كان يغتسل في كل ليلة ويرتدون فيها أجمل الثياب أثناء العبادة.
• ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يرتدون فيها اللباس الجديد.
• كانوا يقومون لياليها كلها ويكثرون من تلاوة القرآن والذكر، ويوقظون أهليهم لأداء العبادات والطاعات.
• كانوا يزيدون من عنايتهم بالقرآن الكريم في تلك الليالي فيختمه بضعهم في ليلة واحدة مرة.
• يحرصون على كل الصلوات في المسجد جماعة.

أسئلة شائعة

في نهاية المقال، تم تسليط الضوء على فضل العشر الأواخر من رمضان وما يشرع فيها من العمل وماذا كان يصنع السلف فيها، حيث تم بيان الأعمال المشروعة في العشر الأواخر، وتقديم معلومات هامة حول هذه العشر المباركة.