أحكام شرعية

حكم حضور احتفالات رأس السنة حلال ام حرام مع الدليل

حكم حضور احتفالات رأس السنة الشرعي من القرآن أو السنة النبوية على حكمها، لأن المسلمين في عصرنا الحالي قد أصبحوا منخرطين مع الشعوب والديانات الأخرى، ويتعرضون كل يوم لعاداتهم ويرون تقاليدهم واحتفالاتهم، ومن هذا المنطلق يهتم موقع أطروحة بالتعريف عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية وإدراج الدليل الشرعي الذي يدل عليها.

رأس السنة الميلادية

إن رأس السنة الميلادية هو أول يوم في السنة الميلادية الجديدة، والذي يوافق تاريخ الأول من شهر يناير، كما يعد هذا اليوم هو أول يوم في السنة الغريغورية الذي تعتمده كافة بلدان العالم شرقًا وغربًا، وعندما يحل رأس السنة الميلادية حسب التقويم اليولياني، أي عندما يحل الأول من يناير، فإن ذلك يوافق الرابع عشر من شهر يناير حسب التقويم الغريغوري، كما أن معظم دول العالم تعتبر هذا اليوم عطلة رسمية، وتقوم بإيقاف كافة مؤسساتها ومنظماتها الحكومية مؤقتًا في ذلك اليوم، وفي بعض الدول كالصين واليابان يتم الاحتفال بهذا اليوم بإطلاق الألعاب النارية.[1]

حكم حضور احتفالات رأس السنة

حكم حضور احتفالات رأس السنة

إن حضور احتفالات عيد رأس السنة أمر محرم على المسلمين المشاركة فيه أو الاقتراب منه، لأن في ذلك تشبهًا باليهود والنصارى والمشركين والكفار، ومدعاة للمفاسد المختلفة وارتكاب الفواحش، ويعد الاحتفال بهذا العيد تصديقًا وموافقة على دين من يحتفل به، أي أنه موافقة للنصارى والمشركين على عقيدتهم الباطلة المنافية للأحكام والشرائع التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف، كما أن الاحتفال بهذه الأعياد والمشاركة فيها يساعد على نشر المعاصي وعادات وتقاليد الكفار ومعتقداتهم الباطلة، لذلك لا يجوز للمسلم أن يحضر احتفالات رأس السنة، والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم التصوير عند شجرة الميلاد

دليل تحريم حضور احتفالات رأس السنة

إن علماء الأمة الإسلامية من حكمتهم لم يقدموا أي فتوى أو حكم شرعي إلا وذكروا معه الدليل القاطع الذي يؤكده من القرآن الكريم أو من السنة النبوية، فقد أفتوا بحرمة حضور احتفالات رأس السنة مستدلين على ذلك من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً}،[3] فقد قال المفسرون في هذه الأية أن المقصود بالزور هو أعياد المشركين والنصارى، أما دليل تحريم ذلك من السنة فهو الحديث النبوي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه: “قدِمْتُ المدينَةَ ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليَّةِ ، وأنَّ اللهَ تعالى قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما يومَ الفطرِ ويومَ النحرِ”،[4] والله ورسوله أعلم.[5]

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

إن حكم حضور احتفالات رأس السنة الميلادية أو الاحتفال بها هو بأنه غير جائز لكل مسلم ومسلمة، لأن ذلك يعد من باب التشبه بالنصارى والكفرة والمشركين، ويعتبر أيضًا إقرارًا بعقيدتهم ومعتقداتهم الباطلة، وموافقة على أفكارهم وعاداتهم التي تخالف الأحكام والقوانين التي جاءتنا بها الشريعة الإسلامية، حيث أن الله عز وجل قد جعل للمسلمين عيدين يحتفلون بهما ويفرحون بقدومهما، وينشرون الخير بينهم ويأمرون بعضهم بالمعروف وينهون عن المنكر فيهما، وهما عيد الأضحى المبارك وعيد الفطر السعيد، لذلك فإن الاحتفال برأس السنة الميلادية لا يجوز على المسلمين، والله ورسوله أعلم.[5]

أحوال وأحكام مشاركة المسلم في احتفالات غير المسلمين

هناك عدة حالات وأنواع للاحتفال بأعياد غير المسلمين، وتتميز كل حالة منها بحكمها الخاص، ونذكر أحكام هذه الحالات على النحو الآتي:[6]

  • إذا كان الاحتفال دينيًا وله علاقة بنشر وترويج شعائر الكفر فقد أجمع العلماء بحرمته مطلقًا، كما يحرم حضور هذه الاحتفالات، ويحرم التهنئة بها؛ وذلك خوفًا من أنها قد تصل بفاعلها إلى الكفر، والعياذ بالله.
  • إذا كان الاحتفال لا يتعلق بأمور الدين، وإنما كان من أمور الكفار الشخصية، كحضور حفل زفاف، أو حفل بسبب شفاء مريض، أو عودة مسافر بالسلامة، فقد أجاز العلماء حضورها بشرط اقترانها مع نية الدعوة إلى دين الله عز وجل، والتأليف بين القلوب على الإسلام.
  • يحرم على المسلمين في يوم عيد الكفار أن يتشبهوا بهم، سواء بطعام أو شراب أو لباس أو شيء من طقوسهم الدينية، وإنما يكون يوم عيد الكفار يومًا عاديًا عن المسلمين.
  • لا يجوز للمسلم أن يحضر حفلًا سواء أكان لكافر أم لمسلم إذا كان هذا الحفل بصفة عيد متكرر، كل شهر مثلًا، ومثال على ذلك عيد الأم.
  • يحرم على المسلم حضور كل احتفال يحتوي على اختلاط بين النساء والرجال، أو فيه موسيقى، أو يُقدم فيه طعام أو شراب محرم.
  • يحرم على المسلم حضور كل احتفال تكون مناسبته محرمة، مثل عيد الحب، وعيد ميلاد شخص فاجر.
  • يحرم على المسلم حضور كل احتفال فيه ترويج لدين باطل، أو تشجيع على أفكار ومعتقدات تنافي الدين الإسلامي.

شاهد أيضًا: حكم اقتناء شجرة الكريسماس من غير احتفال

حكم المشاركة في أعياد النصارى وغيرهم ابن باز

إن حكم حضور احتفالات رأس السنة حسب رأي الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنه حرام على المسلمين، لأن ذلك يعد تشبهًا بالكفرة والمشركين في أفعالهم وعاداتهم المنافية للدين الإسلامي، كما أنه لا يجوز أيضًا مساعدتهم في تحضيراتهم للاحتفال ولا مشاركتهم في استعداداتهم، وذلك استدلالًا بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}،[7] حيث أن المشاركة في تحضيرات هذه الأعياد يعتبر من باب التعاون على الإثم والمعاصي، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد خصص للمسلمين يومين للاحتفال بهما بعد عبادتين عظيمتين، وهما عبادة الصيام التي يأتي بعدها عيد الفطر، وعبادة الحج التي يأتي بعدها عيد الأضحى، لذلك لا يجوز على المسلمين الاحتفال بغير هذين العيدين أو حضورهما والتهنئة على حلولهما، والله ورسوله أعلم.[8]

وبهذا نكون قد وصلنا لختام هذا المقال، والذي تم فيه التعريف بحكم حضور احتفالات رأس السنة، حيث تم ذكر لمحة تعريفية عن رأس السنة، وإدراج دليل تحريمه في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى الحكم الشرعي للاحتفال بغير أعياد المسلمين وقول ابن باز في ذلك.

تعليق واحد

  1. إن حضور احتفالات عيد رأس السنة أمر محرم على المسلمين المشاركة فيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock