الصحابية التي كنيت بأم أبيها .. ألقابها وصفاتها رضي الله عنها
الصحابية التي كنيت بأم أبيها هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث أحد الأسئلة التي تبحث في تاريخ الشخصيات الإسلامية، حيث يبحث السؤال عن الصحابية الجليلة التي كان لقبها أم أبيها، لذا يهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال بذكر إجابة هذا السؤال والحديث عن صفات الصحابية وعن ذريتها ومنزلتها الرفيعة في الإسلام.
من هي الصحابية التي كنيت بأم أبيها
إنَّها سيدة نساء العالمين “فاطمة بنت رسول اللّهِ صلَّى اللّهُ عليه وسلّم”، أشدُّ النَّاس شبهاً بأبيها، وكان النَّبي عليه الصّلاة والسّلام يحبُّها حبَّاً جمَّاً فكان يقول : “من آذاها آذاني” ويقول أيضاً “فاطمة بضعةٌ مني”، وفاطمة رضي اللَّه عنها كانت شديدة الاعتناء بأبيها حتى عُرفت بأمِّ أبيها ولكنْ بفرض صحّة هذه الكنية لا يوجد دليل قاطع يظهر من أطلق عليها هذه الكنية أو يبين أن رسول اللَّه كنَّاها بذلك.
ألقاب السيدة فاطمة رضي الله عنها
فاطمة رضي اللَّه عنها لها مناقب كثيرة وتعرف بكنن عديدة أشهرها أمُّ أبيها، كما تُعرف بأمِّ الحسنين وأمّ الأئمة النُّجباء، أمَّا عن ألقابها ومناقبها فعُرِفَتْ رضي اللَّهُ عنها بالكثير من الألقاب الفريدة ومنها:
- الزهراء: كوصف للون بشرتها المزهر، والبعض يقول أنَّ وجهها كان يزهر للسماء عند وقوفها بالمحراب أو ما شابه، ولقد سمَّاها علماء المسلمين بالزهراء تكريماً ومديحاً لها، ومعنى الزهراء أي حسنة اللون المشرقة وشديدة الحمرة، والمضيئة المتلألئة الصافية، مذكرها أزهر، وتسمَّى به المسلمات تيمناً وتحبباً بالسيدة فاطمة رضي الله عنها.
- البتول: كَثُرَت الأقاويل وتعدَّدت في سبب تسمية فاطمة عليها السَّلام بالبتول، فيُقال لأنَّها عاشت في عفّة تامَّة فكانت متبتِّلة لعبادة الله سبحانه وتعالى ومنصرفة عن أمور الدُّنيا فهي منقطعة النظير من جميع النِّساء، ويُقال أنَّ البتول هي العذراء الَّتي تنقطع عن الزَّواج لذلك سُميت مريم بنت عمران عليها السَّلام بالبتول أما فاطمة فسميت البتول لانقطاعها عن الزواج من غير علي كرَّم الله وجهه، وهناك من يقول أن البتول هي التي لا تحيض أبداً أي فاطمة لم تحيض قط.
- الصدِّيقة: حيث كانت عليها السلام كثيرة الصِّدق، إذ كانت لا تكذب أبداً، قالت عائشة رضي اللَّه عنها: ما رأيتُ أحداً قطّ أصدقَ من فاطمة غير أبيها.
- المباركة: لبركتها وطُهرها.
- الحوراء الإنسية: عن عائشة، قالت: قلتُ يارسول اللَّه مالكَ إذا جاءَت فاطمة قَبَّلْتَها حتى تجعل لسانك في فيِّها كلِّه، كأنَّك تريد أن تلعقها عسلاً ؟! قال صلَّى الله عليه وسلَّم: نعم يا عائشة إنِّي لمَّا اُسري بي إلى السماء أدخلني جبرئيل الجنَّة، فناولني منها تفاحة، فأكلتُها، فصارت نطفةً في صُلبي، فلما نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة هي تلك النطفة، وهي حوراء إنسية، كلَّما اشتقت إلى الجنَّة قبَّلْتُها.
- بالإضافة إلى العديد من الألقاب نذكر منها: النَّقيَّة، الطَّاهرة، الحاضرة، سيدة نساء العالمين، الدُّرَّة البيضاء.
صفات الصحابية التي كنيت بأم أبيها
بالقطع واليقين فإنَّ فاطمة الزهراء ليست امرأة عادية، بل هي استثنائيَّة في جوهر تكوينها كما هي استثنائيَّة في موقفها وجهادها وعبادتها وإيمانها وطاعتها أيضاً، وتتحلَّى بالكثير من الصفات الحسنة ومنها:
- شبهها بالنَّبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: “ما رأيتُ أحداً أشبهُ سمتاً ودلاً وهدياً برسول اللَّه (صلَّى الله عليه وسلَّم) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول اللَّه”
- القوة والشجاعة : فكانت مساندة لأبيها منذ صغرها، وتحملت أذى المشركين وظلمهم، ولم يزدها قلة الطعام والغذاء لثلاث سنين بسبب ظلم المشركين إلَّا إيماناً ونوراً
- الصدق : فقد كانت كثيرة الصِّدق ولا تكذب رضي اللَّه عنها
- العفَّة والحياء والطهارة: كانت فاطمة رضي اللَّه عنها ترتدي ملابس لا تشف وكانت خالصة العبادة لله تعالي ولم تنشغل بأمور الدنيا كغيرها من النّساء وهذا ما جعلها استثنائيَّة في عبادتها وصفاتها.
ذرية السيدة فاطمة رضي الله عنها
فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، أمُّها خديجة بنت خويلد أُولى زوجات النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام، ولُقِّبَت بالزهراء وهي أحبُّ بنات رسول اللَّه على قلبه، تزوجت رضي اللَّه عنها علياً بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، ورُزِقَت بأربعة أبناء اثنان من الذكور هما الحسن والحسين واثنتان من الإناث هما أم كلثوم وزينب، وكان صلَّى اللَّه عليه وسلم كثير الحب لفاطمة وأولادها وزوجها، فقد ورد عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت: كنت عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فذكرت علياً، فقال: “يا عائشة لم يكن قط في الدنيا أحدٌ أحبُّ إلى اللَّه منه وأحبُّ إليَّ منه، ومن زوجته فاطمة ابنتي، ومن ولديه الحسن والحسين عليهما السلام”.
منزلة السيدة فاطمة رضي الله عنها في الإسلام
حظيت رضي الله عنها بمكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، فكانت متفرّدة في صفاتها وعبادتها وجهادها، ومتفرِّدة في حب النبي عليه الصلاة والسلام لها واهتمامه بها، كما نالت منزلة رفيعة في الآخرة، عن عائشة، قالت لفاطمة عليها السلام ألا أبشِّرُك؟ أنِّي سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول: “سيّدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت محمد، وخديجة بنت خويلد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون”.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي ذكرنا فيه من هي الصحابية التي كنيت بأم أبيها، وتحدثنا عن بعض ألقابها وصفاتها الجليلة ومنزلتها الرفيعة في الدنيا والآخرة، كما أغنينا هذا المقال ببعض الأحاديث الشريفة.