الصلوات الجائزة في أوقات النهي والحكمة من أوقات النهي
الصلوات الجائزة في أوقات النهي والحكمة من أوقات النهي عن الصلاة من أهمّ المعلومات الشرعيّة التي لا بدّ للمسلم من التعرّف عليها، فهنالك العديد من الأوقات خلال النهار قد نهى فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم عن أداء الصلاة، وذلك لأسبابٍ عديدة سنتعرّف عليها من خلال هذا المقال على موقع أطروحة إلى جانب التعرف على جواز قضاء الصلوات وأداء النوافل في هذه الأوقات من عدمه.
الصلاة وقت النهي
نهى النبيّ عليه الصلاة والسلام عن أداء الصلاة في أوقاتٍ معيّنة من النهار، وذلك لأسباب متعددة، فنهى عن أداء الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وترتفع مقدار رمحٍ في السماء، كذلك نهى عن الصلاة في منتصف النهار أي قبل أن تزول الشمس بنحو خمس دقائق أو ما يقاربها، كذلك حرّمت الصلاة على المسلم بعد أداء صلاة العصر حتى تغرب الشمس إلا في بعض الحالات الخاصة كأداء تحية المسجد أو نحوها، مثل هذه الصلوات يمكن أداؤها بأيّ وقتٍ كان، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ”.[1]
شاهد أيضًا: عدد التكبيرات في الصلاة على الميت
الصلوات الجائزة في أوقات النهي
يشرّع للمسلم ويجوز له أداء الصلوات ذات السبب في أوقات النهي، وذلك قول الكثير من أهل العلم كالشافعي وأحمد وابن تيمية وابن القيم وابن بازٍ وابن عثيمين، والصلوات ذات السبب هي الصلاة التي يحتاج إليها المسلم في هذه الأوقات فإن أجلّها لوقتٍ آخر زالت منفعتها وفاتت مصلحتها، لذا شُرّع للمسلم أن يؤدّيها حتى في أوقات النهي، ومن هذه الصلوات:
- الصلاة على الميت.
- أداء تحية المسجد.
- أداء ركعتي الطواف.
- قضاء الصلاة الفائتة.
والنبي صلّى الله عليه وسلّم أمر بأداء هذه الصلوات بأي وقتٍ لئلا يضيع أجرها ونفعها على المسلم وينال بها رضا الله سبحانه وتعالى، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: الاخطاء الشائعة في الصلاة
هل بعد صلاة الظهر وقت نهي؟
من أوقات النهي الذي ورد ذكرها في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه عقبة بن عامر رضي الله عنه هو الصلاة قبل زوال الشمس، أي في وقت استوائها في السماء، فلا يجوز للمسلم في هذا الوقت أن يصلي إلا إن كانت صلاته ذات سببٍ كما ذكر في السابق كالصلاة على الميت أو أداء ركعتي الطواف وغيرها، لكن هنالك بعض أهل العلم أجاز الصلاة عند الزوال، لكنّ الراجح هو عدم جوازها، والله أعلم.[3]
متى ينتهي وقت النهي بعد الشروق؟
ينتهي وقت النهي بعد الشروق بعد مرور من عشر إلى خمس عشرة دقيقة على شروق الشمس، وخلال هذا الوقت لا يجوز للمسلم أن يصلي، إلا إن كان يصلي صلاةً ذات سبب، كذلك يُستثنى في هذا الوقت صلاة الميت فلا يجوز للمسلمين دفن موتاهم عند شروق الشمس أو عند غروبها، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم نهى عن دفن الموتى في هذا الوقت، والله أعلم.[4]
قضاء الصلاة في وقت النهي
يجوز للمسلم أن يقوم بقضاء ما فاته من الصلوات في أوقات النهي التي بيّنها رسول الله صلّى عليه وسلّم، فقد قال رسول الله: “مَن نامَ عن الصَّلاةِ أو نَسِيَها، فلْيُصَلِّها حين ذَكَرَها، ثم قَرَأَ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}”.[5] فمتى ما ذكر المسلم ما فاته من الصلوات فعليه قضاؤها، سواءً كان ذلك في وقتٍ من أوقات النهي أو في غيرها من الأوقات، لكن لا يجوز صلاة النوافل أو قضاؤها في أوقات النهي لأنها ليست بحكم الصلاة المكتوبة والمفروضة على المسلمين، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: المنزلة العظيمة للصلاة في الإسلام
الحكمة من أوقات النهي عن الصلاة
أراد رسول اله صلّى الله عليه وسلّم من تشريع أوقات النهي عن الصلاة هو سدّ أي بابٍ يمكن أن يؤدّي بالمسلم إلى الشرك والكفر والعياذ بالله تعالى من ذلك، فأوقات النهي هي أوقات صلاة المشركين وعبدة الشمس والقمر وغيرهم، حيث يسجدون للشمس عند شروقها وغروبها، فلا يجوز للمسلم أن يتشبّه بالكفار والمشركين وأن يبتعد عن كلّ ما يؤدي به إلى ما يغضب الله تعالى.[7]
الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها
إنّ الأوقات التي نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الصلاة فيها هي: [8]
- الصلاة عند شروق الشمس.
- الصلاة عند غروب الشمس.
- الصلاة قبل الزوال.
- الصلاة بعد أداء صلاة العصر.
- الصلاة بعد أداء صلاة الفجر.
بهذا نصل للختام في مقال الصلوات الجائزة في أوقات النهي والحكمة من أوقات النهي حيث تعرفنا على أوقات النهي وماهي الصلوات التي يجوز للمسلم أن يصليها في هذه الأوقات، إلى جانب الحكمة من النهي فيها.