أثر الصلاة على الرزق وأكثر ما يجلب الرزق للمسلم
أثر الصلاة على الرزق والتوفيق في الحياة اليومية عظيم وكبير، فالصلاة في الإسلام هي الركن الثاني وعمود الدين، وهي من أهم العبادات التي تقرب المسلم إلى الله عز وجل، لذا يهتم موقع أطروحة بالحديث عن أثر الصلاة على الرزق وفضلها.
أثر الصلاة على الرزق
إن المواظبة على الصلوات الخمس والإكثار من النوافل يزيد البركة في الرزق، كما قد بين أهل العلم أن الصلاة تعد من أكبر ما يعين المسلم على تحصيل مصالحه في الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ}.[1]
وكيف لا تكون الصلاة جالبة للرزق وهي مفتاح التقوى، والله تعالى يقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[2]، والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: المنزلة العظيمة للصلاة في الإسلام
مدى أثر المعاصي وترك الصلاة على محق البركة والرزق
إن أكثر ما يمحق البركة والرزق هو فعل المعاصي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه“،[3] حيث يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أهم أسباب حرمان المسلم من رزقه هو قيامه بالذنوب والمعاصي.
وقال الله في كتابه العزيز {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ}،[4] وهذا الأثر يشمل جميع أنواع المعاصي، ومنها ترك الصلاة، لأن ترك الصلاة من أعظم المعاصي، وهو من الكبائر التي توجب غضب الله تعالى وعقابه.
أكثر ما يجلب الرزق
إن أكثر ما يجلب الرزق هو ما يلي:
- تقوى الله: فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
- الصلاة: أثر الصلاة على الرزق عظيم، ويزيد البركة، وتركها حسرة وندم.
- الاستغفار: قال تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}.[5]
- صلة الرحم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه.”.[6]
- الدعاء: قال الله تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين}”.[7]
اقرأ أيضاً: حكم تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل
هل ترك الجماعة سبب في نزع البركة؟
إن ترك صلاة الجماعة هو سبب من أسباب نزع البركة، “جاءَ أعمى إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَ : إنَّهُ ليسَ لي قائدٌ يقودُني إلى الصَّلاةِ، فسألَهُ أن يرخِّصَ لَهُ أن يصلِّيَ في بيتِهِ، فأذنَ لَهُ، فلمَّا ولَّى دعاهُ قالَ لَهُ: أتَسمعُ النِّداءَ بالصَّلاةِ ؟ قالَ: نعَم. قالَ: فأجِبْ”،[8] فهذا الحديث يوضح أثر الصلاة على الرزق فالرسول لم يعطي رخصة للأعمى فكيف بحال الصحيح المعافى.
ما هي الأسباب التي تمنع الرزق؟
إن أبرز الأسباب التي تمنع الرزق عن العبد هي ما يلي:
- الذنوب والمعاصي: قال تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير}.[9] توضح الآية الكريمة أن كل ما يصيبنا هو من حصيلة أعمالنا، مما اقترفت يدانا من ذنوب ومعاصي.
- قطع الأرحام: من أهم أسباب انقطاع الرزق هو قطع الأرحام، فمن أحب أن يرزقه الله فليصل رحمه.
- الظلم: إن الظلم من أعظم الذنوب التي تمنع الرزق.
- الاتكال على الغير: فإن المسلم يجب أن يعتمد على الله تعالى في كل أموره، ولا يعتمد على الغير، ومن ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه} [10].
- ترك الصلاة: إن ترك الصلاة من أعظم المعاصي، وهو من الكبائر التي توجب غضب الله تعالى وعقابه، ومن ذلك قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [11].
اقرأ أيضاً: ما هي واجبات الصلاة الثمانية
وبذلك نصل لختام هذا المقال أثر الصلاة على الرزق، والذي تحدث عن أثر المعاصي على محق البركة والرزق وأثر ترك الجماعة على الرزق، وبيّن أسباب جلب الرزق الأخرى وأسباب منعه.