نجوم الصيف عند العرب وأغرب الحقائق عنها

نجوم الصيف عند العرب تَجاوزت كونها نُجوم تُزيِّن السّماء، حيثُ ضمَّنها العرب دَلالات وتٱويل عِدّة،  وأطلقوا عليها أسماءً مختلفة، كما أنَّ العربَ قديماً كانوا يتطيَّرون بالنجوم، فكانوا يتفاءلون بوجود أحد الأنجم ويتشاءمون بوجود ٱخر، فقد أَبْدَوا اهتماماً خاصّاً بالنجوم وبما أسموه حينها علم الفلك، ويهتم موقع أطروحة بإبراز دلالات أشهر هذه النجوم وتسليط الضوء على أهمّيّة النّجوم لدى العرب القُدامى.

علم النجوم عند العرب

حين يتعلّق الأمر بالتطيّر فقط، لا يُمكِننا أن نعتبر النّجوم عِلماً، ولكنَّ العرب جعلوا الأمر أكثر منطقيّة، حين استدلّوا بالنّجوم إلى طريقهم، ولم تكن السّماءُ ليلاً كما هي عليه اليوم، كانت السّماءُ مرتبطةً بكلّ مفاهيمهم، يستدلّون بها على التّقويم والجهات وحتّى التّوقيت، ويسيِّرُون قوافلهم كما يَرون الأَنجُم، واتجّهت عدّة قبائلَ في الجاهلية لعبادة الـنجوم أو الكواكب، لمّا وجدوا في هذه الأشياء عَظَمةً وجَمالاً مكسُوَّاً بالغموض.

اقرأ أيضاً: تصاميم العودة للمدارس

اسماء نجوم الصيف عند العرب

قد يختلف اسم النجم نفسُه من ثقافة إلى أُخرى، ومن قبيلة إلى قبيلة، وفيما يلي أَشهَر أسماء نجوم الصّيف عند العرب:[1]

النجم سهيل

يُمكِن تصنيف نجم سُهيل على أنّه بالمرتبة الثانية كأكثرِ النُّجومِ لَمعاناً في السّماء، اسمُهُ اللّاتيني هو كانوبوس، كما يسمّيه العرب أيضاً البشير اليماني، إذ أنّه أوّل ما يُشرق من جهة اليَمَن، كما أنّه يشير إلى جهة الجنوب، واستدلَّ عليه العرب كذلك كعلامة على قدوم فصل الرّبيع، وانجلاء فصل الصّيف.

نجم بنات نعش

بالجهة المقابلة لنجم سهيل في الشمال تتوضّع سبعُ نجماتٍ، القائد والإِلية والمِئزَر والمِغرَز والفَخذة و المراق والدبّة، ومن المستحيل أن تلتقي بنات نعشٍ بسُهيل، وتُعتبَرُ جُزءاً من مجموعة الدبِّ الأكبر، يقسمها المصنِّفون إلى شطرين، أربع نجومٍ على شكل نعشٍ أو سرير، وثلاثة نجومٍ خلفهم، يُمكِن رصدُ نجوم بنات نعش، ورُؤيتُها بوضوح خلال شهر حزيران، وتحديداً عند الساعة التاسعة مساءً.

نجم الشعري اليماني

تتميّزُ سماءُ فبراير ليلاً بنجمٍ فريد، يبزغُ من جهة اليَمَنِ بالنِّسبةِ لشبه الجزيرة العربيّة، ويُقال أنَّ هذا النجم هو ذاتُ النّـجمِ المذكورِ في القُرٱن، حيثُ أنَّهُ كان يعبُد في الجاهليّة، ويقعُ فوق نجمِ سُهيل، كما يُحكى عن الفراعنة أنّهم تنبَّؤوا من خلال نجم الشّعرى بموعد حدوث فيضان نهر النيل، وذلك حين يسبقُ طلوعه شروق الشمس بلحظات.

نجم الثريا

ربّما يكون نجمُ الثُريّا أكثر النُّجومِ شُهرةً عند العرب، حيثُ ملأَ الثُريّا أشعارَ العَرَب وأمثالَهُم، واعتبر المصنّفون الثُريّا مجموعةً كبيرةً من النُّجوم، لكنَّ النُّجوم المرئيَّة بالعين المُجرّدة هي سبعةُ أَنجُم، ويُسمِّيها العرب الشقيقات السَّبع، اعتقدَ العربُ أنّ ماءَ المطر المُرافِق لشروق الثُريّا وغروبها هو ماءٌ مُبارَك يجلبُ الثّروة، واعتبرَت القبائلُ العربيّة أنّ نجم الثُريّا رمزٌ للغَدر.

نجم الشعري الشامية

يتمُّ تصنيفُهُ ضمن قائمة أشدُّ النّجوم سطوعاً، وأكثر نجوم مجموعة الكلب الأصغر تألّقاً، ويشكِّل نجم الشّعرى الشّاميّة مثلّثاً جَليِّاً في سماء الشِّتاء مع نجم الشّعرى اليمانيّ، ونجم مُنكبّ الجَوزاء، وهو نجم أبيض مُصفرّ، أطلق عليه الإغريق اسم Procyon، كما يُعدّ النجم الرابع عشر قُرباً إلى شمسنا.

مجموعة نجوم الصيف

مجموعة تشمل ثلاثة نجوم من مجموعات نجميّة مختلفة،وهي نجم النّسر الطّائر، ونجم النّسر الواقع، بالإضافة إلى نجم ذَنب الدّجاجة، سمّاها المصنِّفون مثلثَ الصّيف، ويعتبر العلماء هذا المثلّث من أكثر العروض الفلكيّة شُهرةً، ويمكن رصد مثلث الصيف في فصل الصّيف بعد الغروب بلحظاتٍ قليلة، تُرى عادةً بالعين المجرّدة دون أيّة أدوات خاصّة.

اقرأ أيضاً: هدايا للمعلمين في يوم المعلم

أسماء النجوم في القرآن الكريم

أسماء النجوم الواردة في القُرٱن الكريم بِحَرْفِيَّتِها هي الشّمس والشّعرى، أمّا الشمس فقد ذُكِرت في مواضع عِدّة في القرٱن الكريم، وقد جزَم عُلماء الفلك أنَّ الشّمس نجمٌ كسائر النّجوم، وأما الشّعرى فذُكر مرّةً وحيدة في سورةِ النّجم، وهو نجمٌ شديد التَّلَألُؤ، عَبَدتْه قديماً حضاراتٌ بأكملها، فنهى الله عزَّ وجلّ عن الشرك به، وعن السّجود لغيره وعبادة النّجوم، كما كان يفعل العربُ قديماً أيّام الجاهلية.

أهمية النجوم عند العرب قديماً

ربط الإنسانُ العربيّ القديم حياته بأكملها بالنّجوم، ولم يذكُر أيُّ مرجعٍ تاريخيّ أنّ العرب كانوا يرون النجوم مُجرَّد أضواءٍ تأتي وتذهب، بل على العكس تماماً، كان هناك مَن يُراقب السّماء كل ليلة، ويرصُد حركة النّجومِ والكواكب، كانت النّجوم بُوصلة التّائه، وخارطةَ الملّاح، ودليلَ المُسافِر، وكذلك كانت أيضاً مِضماراً واسعاً للتكهُّن، ورَبَط العربُ بِفطنتهم ظُهور نجومٍ معيّنة أو اختفائها بمواسم الزّرع والجني، وبفصولِ السّنة، كما أنّهم قدّسوا النجّوم واتخذوها ٱلهةً كالشّمس والشّعرى، وذلك لِمَا كانت تعنيه هذه النّجوم بالنّسبة إليهم، وتشير الإحصائيّات إلى أنّ ما يزيد عن مئتي نجم يملك اسماً عربيّاً وذلك لأنّ العرب من أوائل من اهتمّوا بهذا العلم.

اقرأ أيضاً: صور عن الموهبة

أسماء نجوم الصيف عند البدو

علم النّجوم قائِمٌ على ضمان تكرار نفس المُعطيات، ولن يختلف النّجم من بلدٍ إلى ٱخر، ما قد يختلف هو اسمُ هذا النّجمِ فقط، أمّا سيرةُ النّجم الذاتيّة، ووقت شروقه وغروبه ومكانهما على مدار العام فهي أمورٌ ثابتة ولا جدلَ في ذلك، وفيما يلي جدولٌ يوضّحُ ألقاب نجوم الصّيف عند البدو:

أسماء نجوم نادرة

كل أسماء النّجوم بالنّسبة إلينا هي أسماء غير تقليدية، يوجد الكثير من الأسس المُتَّبعة لتسمية النّجوم، وأهمّها ما يعتمد على شكل النّجم، أو على مكان ظهوره، أو وقت ظهوره، وفيما يلي عدد من أسماء النّجوم النّادرة:

• مُنكبّ الجوزاء.
• قلب العقرب.
• السماك الرامح.
• رجل القنطور، والكثير الكثير من النّجوم الغير مُرفقة.

اقرأ أيضاً: نكتة مضحكة

صور نجوم الصيف عند العرب

صور نجوم الصّيف عند العرب متمثّلةً بمُثلَّث الصّيف، الظاهرة الفلكية الفريدة والمتكرّرة والمُتاحة لأعين العامّة، وفيما يأتي أبرز الصور:

الأسئلة الشائعة

فيما يلي عدد من الأسئلة الشائعة التي تراود الكثير من الأشخاص:

وفي النّهاية، فقد ناقش المقال نجوم الصيف عند العرب وأغرب الحقائق عنها، وأسدل الستار  عن علم النجوم عند العرب، وشملَ أسماء أهم النجوم في الحضارة العربية القديمة، ودلالات هذه النجوم وأهمّيتها لدى العرب.