حكم بيع الكلية للحاجة والفقر، هل يجوز بيع أعضاء من الجسد لسداد الدين
حكم بيع الكلية للحاجة والفقر، هل يجوز بيع أعضاء من الجسد لسداد الدين، حيث إنه في قاع العالم المزدحم وبعيدًا عن أضواء الرقابة والقانون والأخلاق وحتى عن كلّ دين، يتم المتاجرة بالأعضاء البشرية وبيعها وشراءها، والضحايا كما العادة الفقراء والمحتاجين، الذين يعانون من ظلم الفقر وقسوة المعيشة، أو أنهم غرقوا في ديونٍ خنقتهم ووجدوا أن بيع الكلية سيكون المنفذ والمنفس والمنقذ، من غير اهتمامٍ منهم برأي الشريعة الإسلامية بهذا الأمر، ومن خلال موقع أطروحة سيتم بيان هل يجوز بيع الكلية لقضاء الدين، وما حكم بيع الكلية للضرورة القصوى.
سعر كلية الإنسان 2023
إن أسعار الكلى البشرية تختلف من مكانٍ لآخر، حيث يقوم الناس ببيع أعضائهم الجسمانية من شدة الفقر والعوز والحاجة، ويستغل ذلك تجار الدماء والعصابات وتجار أعضاء البشر، وقد بلغ سعر الكلية في المملكة العربية السعودية حوالي المليون ريال سعودي، أي ما يزيد عن مائتين وستين ألف دولار أمريكي، ومن الجدير بالذكر أن سنغافورة بحسب دراسات قد تصدرت سعر مبيع الكلى حول العالم، حيث بلغ سعر الكلية الواحدة فيها أكثر من ثلاثمائة ألف دولار أمريكي، وهذه التجارة والبيع لا يتم مطلقًا بشكلٍ قانوني، إنما يتم بالسوق السوداء وبشكل مخالف للقانون، ويلجأ له الكثير من الناس دون معرفة الحكم الشرعي له، وقد فصّل أهل العلم في هذه المسألة، وهو ما سيتم بيانه فيما يأتي.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال والتهنئة بالسنة الهجرية
حكم بيع الكلية للحاجة والفقر
ذكر أهل العلم أنه لا يجوز بيع الكلى ولا أيّ عضو من أعضاء الإنسان ولا أي جزء من جسده، وقد تمّ تحريم بيع جسم الإنسان والكلية فيه أو أي عضو منه، لعدّة أسباب نذكر منها ما يأتي:[1]
- إن أعضاء الجسد ليست ملكًا للإنسان ولا يؤذن له في الشريعة أن يبيعها، ومن شروط البيع وصحته أن يبيع الإنسان ما يملك، ولا يجوز له أن يبيع ما لا يملك، وقد أجمع العلماء على تحريم بيع الكلى لأنها ليست ملك الإنسان والجسد كلّه أمانة من الله لديه ليس له الحق في التصرف به.
- إن كلّ عضو من الجسد البشر محترم ومكرّم والبيع ينافي الاحترام والتكريم ولذلك لا يجوز.
- لا يجوز البيع سدّا للذرائع حيث لو أبيح هذا الأمر لسارع الناس إليه.
- في بيع العضو أو الكلية امتهان للنفس، وهو عكس التكريم الذي كرّمه الله له.
- يحرم المساس بجسد المسلم عمومًا جرحًا أو قطعًا.
شاهد أيضًا: هل يجوز صيام عشر ذي الحجه متفرقه
بيع الأعضاء البشرية في الإسلام
إن البيع بشرطه الأول أن يبيع الشخص ما يملكه، فلو لم يملك ما يبيعه فسد البيع وبطل، وقد أجمع العلماء من غير خلاف أنه لا يجوز للمسلم أن يبيع أعضاءه أبدًا لأنها ملكٌ لله وليست ملكه، ولا يجوز له التصرف بها على الإطلاق، ولم يأتي في الشريعة الإسلامية ما يؤذن في بيعها، وبيعه لأعضائه يكون تدنيسًا لكرامته، وامتهانًا لمكانة الأعضاء وكرامتها، وهذا مخالف لتكريم الله جل في علاه لبني البشر والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: هل النسوية حرام في الشرع والدين
حكم بيع الكلية لقضاء الدين
نظرًا لضيق العيش وصعوبته وصعوبة الحياة المادية على الكثير من الناس، يلجأ الكثير من الناس للبحث عن الحكم الشرعي لبيع الكلية عند تراكم الديون والعجز عن سدادها وتأديتها، وفي البداية على المسلم أن يعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. [الإسراء:70] ولهذا التكريم فقد حرّم أهل العلم بيع الكلية أو أعضاء الإنسان، فالبيع عملية تبادل السلع بالمال، والجسد ليس سلعة، ولا هو مملوك للإنسان، فلا يجوز أن يتم بيع الكلية في أيّ حال من الأحوال، ولو أنّ المسلم غرق بالدين فعليه أن يلجأ إلى الاستعانة بالله، واللجوء إلى الحلول المشروعة من عمل ودعاء وغير ذلك والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: هل الغش في الامتحان حرام أم لا
تحريم بيع الكلية الإسلام سؤال وجواب
جاء في موقع الإسلام سؤال وجواب منتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان في مسألة بيع الكلية وزراعتها، حيث قال الشيخ:[2]
“تجوز زراعة الكلية لمن اضطر إليها إذا تيسرت بطريقة مباحة، ولا يجوز للإنسان أن يبيع كليته أو عضوًا من أعضائه لأنه قد جاء الوعيد في حق من باع حرًا فأكل ثمنه ، وبيع العضو يدخل في ذلك لأن الإنسان لا يملك جسمه وأعضاءه . ولئلا يكون ذلك وسيلة إلى المتاجرة بالأعضاء – هذا الذي يظهر لي . ولئلا يؤدي ذلك إلى الاعتداء على الضعفة من الناس وسرقة كلاهم طمعًا في المال”.
حكم شراء كلية من أحد الأشخاص
ورد عن أهل العلم أنه لا يجوز بالمطلق التجارة بأعضاء البشر، ولا بيعها ولا شراؤها، فلو رغب الإنسان بشراء كلية من أحد الأشخاص فذلك محرم، لأنه يعينه على أمرٍ محرم، وكذلك يفعل أمر لا صحة له ولا دليل على إباحته، فأعضاء الجسد لا يجوز إخضاعها للبيع في أيّ حال والله ورسوله أعلم.
موقف الشرع من شراء المريض كلية لزرعها
إذا كان الإنسان مريضًا، وبحاجة لكلية للضرورة القصوى وإلا سيخسر حياته، فيجوز له أن ينقل لنفسه الكلية لو تبرع له أحدٌ ما بها، ولو لم يجد من يتبرع له بكليته وكانت حياته على المحك وهو بحاجة ماسة لكلية وضرورة قصوى للحصول عليها، أباح بعض أهل العلم له شراء الكلية لزراعتها لنفسه مع التشديد أن الأصل عدم الجواز، ويكون الإثم في هذه الحال على بائع الكلية التي طلب عوضًا عنها ثمنًا والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضًا: ما حكم الاجهاض في الاسلام
بهذا القدر نصل لنهاية مقال حكم بيع الكلية للحاجة والفقر، هل يجوز بيع أعضاء من الجسد لسداد الدين، والذي بيّن عديد الأحكام الشرعية حول مسألة بيع أعضاء الجسد والكلية تحديدًا.
ذكر أهل العلم أنه لا يجوز بيع الكلى ولا أيّ عضو من أعضاء الإنسان ولا أي جزء من جسده،