هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح

هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح فقد كثر الحديث عن هذا الموضوع في الآونة الأخيرة نظرًا للدخول في شهر شعبان ويبدأ العباد فيه بالإكثار من الطاعات والعبادات التي تقربهم من الله -تبارك وتعالى- من صلاة وصيام ودعاء وسائر الأعمال الصالحة، وعبر موقع أطروحة سيتم الحديث عن بعض المعلومات بخصوص هذا الشهر وهل هو فعلًا شهر تساقط الأرواح.

معلومات عن شهر شعبان

يعد السبب الأساسي لتسمية شهر شعبان بهذا الاسم هو تشعب العرب في قديم الزمان من أجل طلب الماء، أو لأنه شعّب بين شهري رجب ورمضان، كما أنه شهر رفع الأعمال التي قام بها العباد خلال عام كامل إلى الله عز وجل، ويستحب فيه الإكثار من الصيام والاستغفار وأداء سائر الطاعات والعبادات التي تقرب من الله عز وجل، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- صيامه في هذا الشهر لأنه شهر يغفل فيه الناس عن الثواب والأجر الذي يتضمنه، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ“.[1] والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان

هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح

إن مقولة شهر شعبان هو شهر تساقط الأرواح لا تصح ويعد من أمور الطيرة والتشاؤم الذي نهى عنه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد انتشر هذا الأمر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وغيره من الأقاويل التي لا صحة لها ولا أصل لها، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: اعمال ليلة النصف من شعبان وما فضلها 1444

هل تكتب الاعمار في شعبان

تكثر الأقاويل عن شهر شعبان، ومنها أنه شهر تكتب فيه الأعمار وأسماء من قضي الأمر بالنسبة لأجلهم في شهر شعبان، ويتم كتابة أسمائهم في الصحف وما إلى ذلك من الأقاويل والأحاديث الضعيفة التي لا تمت بصلة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا للتابعين، لذلك لا يجدر بالعباد الاعتماد على هذه الأقاويل والأحاديث الضعيفة ولا يصح نشرها، والله تعالى أعلم.[4]

هل شهر شعبان تكثر فيه الوفيات ابن باز

إن اعتبار شهر شعبان شهر يكثر فيه الوفيات وما إلى ذلك من أقاويل الطيرة والتشاؤم والتي يجب على المسلمين الابتعاد عنها وعدم تداولها واتخاذها كدليلٍ لتشاؤم المسلمين، فقد أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- عدم الطيرة والتشاؤم، وطاعة الرسول من طاعة الله تعالى، والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هي ناصفة شعبان؟ موعدها وتسميتها وحكمها والعمل فيها

فضل من مات في شهر شعبان

لا يوجد أحكام أو أدلة تبرهن أن من يموت في شهر شعبان أو غيره من الشهور له فضل عظيم عند الله عز وجل، ولا يوجد وقت أو شهر معين يتميز فيه موت العباد أو أن الشخص الذي يموت في شهر شعبان سيتمتع بمنزلة وقدر كبير يوم القيامة، والله تعالى أعلم.[6]

شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

حكم الصيام في شهر شعبان

إن الصيام في شهر شعبان والإكثار منه أمر مستحب لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم في هذا الشهر ويكثر من الصيام فيه، كونه شهر ترفع الأعمال فيه إلى الله عز وجل، حيث قال أسامة بن زيد رضي الله عنه: “قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ“.[7]

أقوال الفقهاء في صوم شعبان

أجمع أغلب الفقهاء على صحة الصيام في شهر شعبان، وذلك لكثرة الأحاديث الدالة على صيامه في هذا الشهر وزاد البعض في أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شهر شعبان كله ويتبعه برمضان كالبخاري والنسائي والترمذي فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام: “سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عن صِيَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: كانَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: قدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: قدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا“.[8] والله تعالى أعلم.[9]

وبهذا نصل لختام مقال هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح، حيث تم تقديم أبرز المعلومات عن شهر شعبان، وتم الحديث عن ماهية تساقط الأرواح في هذا الشهر، وتم وضع الحكم الشرعي للصيام فيه.