متى يبدأ وقت ذبح الاضاحي ومتى ينتهي وأفضل موعد لذبح الأضاحي

متى يبدأ وقت ذبح الاضاحي ومتى ينتهي، فالأضحية من العبادات المشروعة للمسلمين في عيد الأضحى المبارك وهو عيد النحر الذي يكون في العاشر من شهر ذي الحجة المبارك، والأضحية هي إحياء لسنة نبي الله إبراهيم عليه والسلام، وامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى لعباده بالذبح والتقرب إليه، وفيها توسعة على المسلمين، ومن خلال موقع أطروحة سيتم التعرف على وقت ذبح الأضحية وحكم الأضحية في عيد الأضحى وكيفيتها، ومتى ينتهي وقت ذبح الأضحية ومتى يبدأ.

مفهوم الأضحية

عرّف أهل العلم الأضحية أنها ما يذبح من بهيمة الأنعام أيّام عيد الأضحى المبارك، وذلك تقربًا من الله سبحانه وتعالى وامتثالًا لأمره في عيد النحر، والأضحية شعيرة من شعائر الإسلام المشروعة في الكتاب والسنة، وبإجماع أهل العلم والمسلمين.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع بين الاضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة

متى يبدأ وقت ذبح الاضاحي

اتفق أهل العلم أن وقت ذبح الاضاحي في يوم النحر وأيام التشريق يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغياب شمس آخر يوم من أيام التشريق، حيث يمتد وقت الذبح أربعة أيّامٍ كاملة يوم النحر وأيّام التشريق الثلاثة، وقد ورد عن بريدة رضي الله عنه أنّه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدو يَومَ الفِطْرِ حتى يَأكُلَ، ولا يَأكُلُ يَومَ الأضْحى حتى يَرجِعَ، فيَأكُلَ مِن أُضحِيَّتِه”.[2]

وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين في أحكام الأضحية عن وقت ذبح الأضحية أنّه قال: “من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون أيام الذبح أربعة : يوم العيد بعد الصلاة ، وثلاثة أيام بعده ، فمن ذبح قبل فراغ صلاة العيد ، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته . . . لكن لو حصل له عذر بالتأخير عن أيام التشريق مثل أن تهرب الأضحية بغير تفريط منه فلم يجدها إلا بعد فوات الوقت ، أو يوكل من يذبحها فينسى الوكيل حتى يخرج الوقت ، فلا بأس أن تذبح بعد خروج الوقت للعذر ، وقياساً على من نام عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها إذا استيقظ أو ذكرها”.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز ان اوكل احد يضحي عني

متى ينتهي وقت ذبح الأضاحي

ينتهي وقت ذبح الأضحية عن غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه أخبر أن أيّام التشريق كلّها أيّام ذبح، وتنتهي أيّام التشريق بغروب شمس آخر يوم فيها، فلا تصح الأضحية من بعد الغروب فيه، وكذلك لا تصح من قبل صلاة عيد الأضحى المبارك.[4]

أفضل موعد لذبح الأضحية

إن أفضل موعد لذبح الأضاحي يكون من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك مباشرةً، ويوم النحر أفضل أيّام الذبح، والأفضل للمسلم أن يعجل بذبيحته بعد صلاة العيد في يوم النحر، فهو أفضل من أيام التشريق، وأول يوم من أيام التشريق أفضل من اليوم الذي يليه، وكلّ يومٍ فيها أفضل مما يليه، فالذبح في نهار النحر بعد خطبتي العيد أفضل توقيت والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ما هي شروط المضحي للرجال

حكم الأضحية في عيد الأضحى وكيفيتها

أجمع أهل العلم والمسلمين على أنّ الأضحية في عيد الأضحى مشروعة، وقد نقل الإجماع كثيرٌ من أهل العلم، ولكنّهم اختلفوا في حكمها الشرعي، وفي كونها واجبة لا يجوز تركها أم أنها سنّة مستحبة للمسلمين، وكان جمهور أهل العلم قد اختاروا أنها سنة مؤكدة، واختار الأحناف وفي رواية عن أحمد أنها واجبة على المقتدر عليها، والراجح في القول أنها سنة مستحبة للقادر عليها، فيضحي الإنسان عن نفسه وعن أهل بيته والله ورسوله أعلم.

تكون الأضحية بذبحها حيث يقول عند ذبحها بسم الله والله أكبر، ولو بسمل أجزأه، ولو زاد على ذلك فقال دعاء الاستفتاح فهو أفضل، ويدعو المسلم ما شاء من خير الدعاء ويسأل الله من خير الدنيا والآخرة، ويسن له أن يأكل من ذبيحته هو وأهل بيته، ويطعم منها ويتصدق، والأفضل أن يقسمها ثلاثًا، ثلثٌ يأكله، وثلثٌ يهديه وثلثٌ يتصدق به للفقراء، ولا يلزمه التقيد فهو حر يقسمها كما شاء، لكن عليه أن يأكل منها ويطعم الفقراء والمساكين والأهل وغيرهم، ولو أكلها كلها أجزأه لكنه خالف المسنون، والله ورسوله أعلم.[5]

فضل الأضحية

إن الأضحية من شعائر الله سبحانه وتعالى، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.[6] فالأضحية كما قال ابن تيمية: “إنَّها مِن أعظَمِ شعائِرِ الإسلامِ، وهي النُّسُك العامُّ في جميعِ الأمصارِ، والنُّسُكُ مقرون بالصَّلاةِ، وهي مِن ملَّةِ إبراهيمَ الذي أُمِرْنا باتِّباعِ ملَّتِه، وبها يُذكَر قصَّة الذبيحِ، فكيف يجوز أنَّ المسلمينَ كُلَّهم يتركونَ هذا لا يفعَلُه أحدٌ منهم، وترْكُ المسلمين كُلِّهم هذا؛ أعظَمُ مِن تَرْكِ الحجِّ في بعض السنين. وقد قالوا: إنَّ الحجَّ كلَّ عامٍ فَرْضٌ على الكفايةِ؛ لأنَّه من شعائِرِ الإسلامِ، والضحايا في عيدِ النَّحرِ كذلك، بل هذه تُفعَل في كلِّ بلدٍ هي والصَّلاةُ، فيَظْهَرُ بها عبادةُ اللهِ وذِكْرُه، والذَّبْحُ له والنُّسُك له ما لا يظهَرُ بالحجِّ، كما يظهَرُ ذكرُ الله بالتكبيرِ في الأعيادِ”.[5]

أحاديث في فضل الأضحية

ورد في فضل الأضحية الكثير من الأحاديث المباركة في السنة النبوية الشريفة، والتي منها ما يأتي:

• عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما عمِلَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى اللَّهِ من إهراقِ الدَّمِ إنَّهُا لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها وأنَّ الدَّمَ ليقعُ منَ اللَّهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ منَ الأرضِ فطيبوا بها نفسًا”. [تحفة الأحوذي: 429/ 4]
• عن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لفاطمةَ رضِي اللهُ عنها: يا فاطمةُ، قُومي إلى أُضحيَّتِكِ فاشهَديها؛ فإنَّه يُغفَرُ لكِ عندَ أوَّلِ قَطرةٍ تَقطُرُ من دَمِها كلَّ ذَنبٍ عَمِلتيه، وقُولي: {إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّه”. [فضائل بيت الله الحرام: 168]
• عن زيد بن أرقم أنّه قال: “قال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما هذه الأضاحي قال سُنَّةُ أبيكم إبراهيمَ صلواتُ اللهِ عليه وسلامُه قالوا فما لنا فيها يا رسولَ اللهِ قال بكلِّ شَعرةٍ من الصُّوفِ حسنةٌ قالوا فالصُّوفُ قال بكلِّ شَعرةٍ من الصُّوفِ حسنةٌ”. [الترغيب والترهيب: 159/ 2]

مقالات ذات صلة

بهذا نختتم مقال متى يبدأ وقت ذبح الاضاحي ومتى ينتهي، حيث تم التعرف على مفهوم الأضحية، وبيان حكمها ومشروعيتها، وسلط الضوء على وقت الأضحية المشروع وأفضل وقتها، وعديد المعلومات الشرعية حول الأضحية وأحكامها.