أحكام شرعية

ما حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟

ما حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟ وما هو الدليل الشرعي الذي يبيّن حكم الاحتفال به، حيث تتعدّد الأعياد والمناسبات الدوليّة على مدار العام، والتي لا يعرف الكثير من المسلمين حكمها في الشريعة الإسلامية، ولا يعرفون الصواب من الخطأ بشأن هذه المناسبات، لذا يهتم موقع أطروحة ببيان الحكم الشرعي الصحيح للاحتفال بعيد المرأة وغيره من الأعياد الأخرى، بالإضافة إلى ذكر ما يبيّن حكمه من السنة أو القرآن الكريم.

يوم المرأة العالمي

إنّ يوم المرأة العالمي هو واحد من أبرز الأعياد والمناسبات العالمّية، ويحتفل به العالم في الثامن من شهر مارس/ آذار من كلّ عام، تكريمًا وتخليدًا للإنجازات العديدة التي قدّموها المرأة وبذلتها للمساهمة في بناء  المجتمع، وتقدّم العلم وازدهار المعرفة وعالم العمل، وكذلك للمطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في الواجبات المفروضة على كلّ منهما، وفي الحقوق التي يجب أن يُمنحها كلا الطرفين، سواء في مجال العمل أم في مجال السياسة والمجالات الأخرى.

شاهد أيضًا: شعار اليوم العالمي للمرأة 2023 والسبب الحقيقي وراء وضع هذا الشعار

ما حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟

أجمع كلّ علماء أهل السنة والفقهاء على أنّه لا يجوز الاحتفال بيوم المرأة العالمي، وذلك لأنّ هذا اليوم لم يكن موجودًا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم يحتفل به الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ولهذا فهو يُعدّ من البدع والمحدثات التي لا تمتّ للإسلام بأيّ صلة وهي بعيدة عن الدين أبعد ما يمكن، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كل بدعةٍ ضلالةٌ ، وكل ضلالةٍ في النارِ”.[1] فالنبيّ عليه الصلاة والسلام- يبيّن لنا أنّ كلّ ما تمّ ابتداعه من المحدثات والبدع السيّئة بعد عهده وكان مخالفًا لسنّته فهو ضلالة لفاعله، وغير مقبول، لذلك فإنّه لا يجوز الاحتفال بيوم المرأة، والله أعلم.[2]

مكانة المرأة في الإسلام

عوضًا عن تخصيص يوم للاحتفال بالمرأة ودورها، فقد جعل الإسلام للمرأة مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة، وحفظ لها كامل حقوقها، ولم ينقصها شيئًا، سواءً أكانت أمًّا فقد أمرنا بالإحسان إليها، وإذا كانت زوجة فقد أمرنا بالإحسان إليها، وإذا كانت بنتًا أو عمّة أو خالة، فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى المرأة وتكريمها، وقد جعل الإسلام للمرأة حصّة من الميراث، وجعل لها حقّ الطلاق من زوجها إذا أساء إليها وظلمها، وكرّمها بأن أراحها من الأعمال الشاقة التي يقوم بها الرجل، وكلّفها بالأعمال اليسيرة السهلة عليها>

وقد قال رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم: “اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ”.[3] فإنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يوصينا بالإحسان النساء والعناية بهنّ وحفظ حقوقهنّ، ونصحهنّ بالمعروف وإحسان معاملتهنّ وعشرتهنّ، وهذا يدلّ على عظيم المكانة التي تتمتّع بها المرأة في الإسلام، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: قصة يوم المرأة العالمي الحقيقية ، تاريخه وشعاره

حكم تكريم الزوجة في اليوم العالمي للمرأة

إنّ تكريم الزوجة في يوم المرأة العالمي هو أمر غير جائز، وذلك لأنّ هذا يُعدّ من باب الاحتفال بيوم المرأة الذي لا يجوز الاحتفال به بسبب كونه أحد البدع والمحدثات التي ليس لها أيّ صلة بشرع الله تعالى، ولكنّ تكريم الزوجة وحسن معاملتها هو واجب على الزوج في كلّ يوم وكلّ ساعة، فقد قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.[5] فقد أمرنا الله عزّ وجلّ بالإحسان في عشرة الزوجة ولم يخصّص وقتًا محدّدًا لذلك، وإنّما أمرنا بذلك على الإطلاق دليلًا على وجوب الإحسان إليهنّ في كلّ وقت وفي كلّ حين، ولذلك فإنّ تخصيص يوم المرأة الذي يحتفل به الغرب لتكريم الزوجة هو أمر غير جائز، والله أعلم.[6]

حكم المشاركة في الاحتفالات السنوية

أفتى الفقهاء بأنّه لا يجوز احتفال المسلمين ومشاركتهم في المناسبات والاحتفالات السنويّة، لأنّ هذه الأيّام تتكرّر في كلّ عام حتّى أصبحت أعيادًا، ولا يجوز للمسلمين الاحتفال إلّا بالأعياد التي أحلّها الله عزّ وجلّ لهم، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذه الاحتفالات الوطنيّة إنّما هي من البدع والأمر التي ما أنزل الله بها من سلطان، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يا أبا بكرٍ ! إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا ، وهذا عيدُنا”.[7] والواجب على المسلم أن يلتزم بما جاء في الكتاب والسنّة، لذلك فإنّ خلاصة الحكم أنّه لا يجوز للمسلم المشاركة في الاحتفالات السنويّة المتكرّرة، وغيرها من أعياد غير المسلمين، والله أعلم.[8]

وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا الذي بيّنّا فيه ما حكم الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟ حيث تمّ ذكر آراء الفقهاء حول هذا اليوم وغيره من الأيّام العالميّة، كما تمّ ذكر حكم تكريم الزوجة في هذا اليوم، بالإضافة لبيان مكانة المرأة التي منحها الدين الإسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock