لماذا يكره إفراد شهر رجب بالصوم
لماذا يكره إفراد شهر رجب بالصوم وفق مذاهب العلماء حيث يجتهد البعض في الصيام حتى يصلوا إلى صيام رجب كاملًا بالرغم من أنه لم يخص القرآن الكريم أي شهر بالصيام سوى شهر رمضان المبارك، ويستدل بعض الدعاة على مجموعة أحاديث ضعيفة في فضل رجب دون الجزم بصحتها ومن باب التطوع يتسابق عباد الرحمن على الطاعات من النوافل دون الالتفات إلى المكروهات ويوضح موقع أطروحة في مقال اليوم حكم إفراد رجب بالصيام وأيضًا إفراد الجمعة فيه وإتمام صيامه كاملًا.
حكم إفراد شهر رجب بالصيام
يكره إفراد شهر رجب بالصيام على سبيل التطوع لأن في ذلك تقليد لما كان يقوم به أهل الجاهلية حيث كانوا يعظمونه من خلال الصيام ونحر الذبائح والإقلاع عن القتل والحروب، ويجوز صوم رجب لقضاء صوم من رمضان أو الكفارة كما يستحب أن يُصام منه الاثنين والخميس وأيام 13، 14، 15 مثل باقي الشهور العربية باستثناء رمضان[1]
شاهد أيضًا: كيفية صلاة اول ليلة من رجب.
لماذا يكره إفراد شهر رجب بالصوم
يكره إفراد شهر رجب بالصوم لأن في ذلك محاكاة للجاهلية حيث كان يُعظم رجب بالصوم وتقديم القرابين للآلهة وتخصيص عتيرة للذبح ولما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة شعائر الكفار ولم يُختص شهر رجب بعبادة معين كالصلاة أو صوم أو الاعتمار وقد ابتدع الكثير من الجهلاء أمور لا علاقة لها بالدين.
مذاهب العلماء في صوم شهر رجب
اختلفت مذاهب العلماء في صوم رجب فمنهم من استحب صومه ومنهم من جعله مكروهًا ومنهم من وضع شروط حتي يٌستحب الصوم فيه وجاءت آراء الفقهاء في ذلك كالتالي:
- اتفق الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنابلة على استحباب صوم شهر رجب وأسندوا الحكم على حديث:”ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ”[2] إلى جانب بعض الأحاديث الضعيفة.
- ذهب الحنابلة أنه يكره إفراد صوم رجب ووجهوا الانتباه إلى ضرورة إفطار يوم فيه حتى لا يكون كاملًا مثل رمضان أو صوم شهر آخر مثله حتى لا يكون هناك إفراد في صيامه ويذهب بذلك عنه الكره[3].
شاهد أيضًا: خطبة يوم الجمعة عن فضل رجب
هل الصوم في شهر رجب له فضل معين؟
الصوم في شهر رجب ليس له فضل معين عن غيره من الشهور ولا يوجد حجة واضحة لاختصاصه بما لم يختص به غير فهو أحد الأشهر الحرم مع محرم وذي القعدة وذي الحجة، وكل الأحاديث التي جاءت في صوم رجب ضعيفة[4]، ولكن لا مانع من صيام رجب عن قضاء صوم من رمضان أو كفارة ودون نية لاختصاصه بفضل دون غيره.
إفراد الجمعة بالصيام في شهر رجب
لا يجوز إفراد الجمعة بالصيام في شهر رجب أو الجمعة منفردة بشكل مطلق في أي شهر ويجب صيام يوم قبله أو بعده فإذا تم تطبيق هذا الشرط على جمعة رجب فيجوز صيامها[5] والحجة في ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:”- يومُ الجمعةِ عيدٌ فلا تَجعلوا يومَ عيدِكم يومَ صيامِكم إلا أنْ تَصوموا قَبلَه أو بَعدَهُ”[6] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:”سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ”[7].
شاهد أيضًا: خطبة عن بدع شهر رجب.
حكم صيام شهر رجب كاملاً
اختلف حكم الفقهاء في صيام شهر رجب كاملًا فمنهم ما لم يجد في ذلك مشكلة ومنهم من رأى أنه مكروهًا فلا يستحب أن يصام كاملًا إلا رمضان ويمكن كسر شروط الاستكراه من خلال الإفطار يومًا أو إتمام صيام شهر آخر خلاف رمضان ورجب حتى لا يختص رجب بذلك فيكون تشبه بجهلاء مضر الذين كانوا يعظمون رجب من خلال صيامه.
وبهذا يأتي ختام مقال لماذا يكره إفراد شهر رجب بالصوم الذي وضح السبب وكيف اختلفت مذاهب العلماء في حكم صيام رجب أو إفراد جمعة منه وكذلك صيامه كاملًا.