كيف تكون حكيما في تصرفاتك ، الفرق بين الحكمة والذكاء والمعرفة
كيف تكون حكيما في تصرفاتك، هو أحد الأسئلة الشائعة التي شغلت محركات البحث في الأيام القليلة الماضية، وذلك لأنّ الحكمة تمنح الإنسان القدرة على اتخاذ القرارات بكل هدوء واتّزان، و بناءً على ذلك يهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال بعرض بعض المعلومات عن الحكمة، وسماتها، وكيفية اكتسابها بالأقوال والأفعال.
مفهوم الحكمة
يمكن أن نعرّف الحكمة بأنّها علم يهدف لمعرفة بواطن الأشياء وحقيقتها من حيث الصواب و احتمال الخطأ، باستخدام العقل كحلّ وسطيّ دون إفراط أو تفريط، كما أنّها نتاج التجارب والخبرات الحياتية بحيث تمكّننا من اختيار الصواب ووضع الأمور في مكانها الصحيح في الوقت الصحيح مع مراعاة تجنّب الاختيارات الخاطئة قدر المستطاع. و جاء في تعريف الحكمة لابن القيّم: (الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي)، كما أنّ النّووي قال: (الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك). من الجدير بالذكر أنّ الحكمة تنقسم إلى نوعين حسب الأصل:
- حكمة فطرية: هي هبة اللّه عزّ وجلّ لعباده دون أن يكون للإنسان أي اجتهاد فيها.
- حكمة مكتسبة: و هي صفة يمتلكها الإنسان نتيجةَ تجاربه وخبراته في الحياة متجنّباً موانع الحكمة، ملتزماً بأسبابها وطريق الوصول إليها، فتنعكس عليه آثارها بالأقوال والأفعال.
شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع الطفل العنيد، نصائح للتعامل مع طفلك العنيد والعصبي
كيف تكون حكيما في تصرفاتك
لحكمة هي سلاحٌ قويّ لمواجهة تحديات الحياة ومشاكلها، وتظهر في حركات الإنسان وسكناته في الأوقات الصعبة، ويتبيّن عندها فيما إذا كان قادراً على اتّخاذ القرارات الصائبة قدر الإمكان أم لا، لذا كان ولا بدّ من بعض الإرشادات التي يساعد الفرد كي يكون حكيماً في تصرفاته:
- المسؤولية: أن يتحمّل الإنسان كامل المسؤولية اتجاه أفعاله وقرارته مهما كانت النتائج، وعدم إلقاء اللّوم على الآخرين أو إيجاد الحجج والمبررات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
- انتقاء الأصدقاء بعناية والتعلّم من تجاربهم: إنّ التعلّم من عادات الآخرين وسلوكهم اليومي وكيفية التعامل مع التحديات هو شيءٌ مهمّ يسهم في اكتساب صفة الحكمة والتحلّي بها، فاختر أصدقاءك بحكمة.
- تكوين الفكر الخاص بنا مع مراعة تقبّل رأي الآخرين: أن يكون الفرد حكيماً يعني أن يكون له زاوية معينة ينظر منها، و رأيّ شخصي يطرحه لحلّ مشكلة أو أمر معين، دون الإفراط في الاستماع للآخرين و فعل ما يُملوه عليه، مع الحرص على الاستفادة من الآراء المفيدة والصائبة التي يقولها الغير.
- الهدوء وعدم التسرّع: من المهم أن يحافظ المرء على اتّزانه وهدوئه أثناء طرح فكرة أو حل مشكلة معينة بعيداً عن التسرّع والاستعجال، بحيث عليه أن يفكّر برويّة بقرارته، ومع الزمن يصبح الإنسان قادراً على طرح و مناقشة أفكاره مع الآخرين بكلّ هدوء واتّزان.
- ضبط النفس والتفكير قبل الكلام: من المهم جدّاً أن يكون الفرد قادرا على كظم الغيظ في اللحظات الصعبة بعيداً عن الغضب، وضبط النفس بعيداً عن الأهواء والملذات الشخصية، ولا بدّ من التفكير جيدا قبل التحدث خوفا من كلمات قد تحرج الآخرين وتؤذيهم.
- مساعدة الآخرين والتواضع: إنّ تقديم يد المساعدة لمن يحتاج إليها، والتواضع للأهل والأصدقاء ولعامة الناس يشعران الفرد بالأمن والأمان وبأنه شخص مرحّب به دائماً بين أهله وحبابه، فيتشجّع وتُنمّى لديه الأفكار التي تنفعهم قدر المستطاع.
كيف أكون فتاة حكيمة؟
كيف أكون فتاة حكيمة؟ هو من أشيع الأسئلة التي تراود ذهن الفتيات، وإليكم بعض الإجابات:
- امتلاك عناصر الحكمة وسماتها: وهي الذكاء والإرادة والعزيمة والمعرفة، فإذا امتلكت الفتاة هذه العناصر مجتمعةً كانت أكثر حكمة من غيرها، فالكمال في امتلاك السمات يعطي كمالاً في الحكمة، والعكس صحيح.
- تطوير الذات: أن تحرص الفتاة على استثمار طاقتها في تنمية نفسها ثقافياً واجتماعياً ومهنياً، لتكون فرداً فاعلاً يُحتذى برأيه بين الأهل والأصدقاء.
- التفكير بشكل جيّد قبل الكلام: وذلك لتجنّب الوقوع فيما ليس لها فيه، أو إحراج الآخرين وإيذائهم.
- الهدوء والاتّزان: وهو الأساس الاتّسام بالحكمة.
- الصدق: إن الفتاة الصادقة في أقوالها وأفعالها الجديرة بثقة أهلها وأصدقائها هي فتاة حكيمة لأنها تمنح شعور الأمان لمن يتعامل معها ولا تثير الشكوك حولها فهي ذات مبادئ عظيمة تمنعها أن تكون غير ذلك.
- النظرة الإيجابية وإظهار الجمال في الموجودات: إن الفتاة الحكيمة قادرة على استخراج الجمال من الأشياء والأشخاص مهما كانوا بسيطين فتُسعدهم وتَسعد بهم، فهي تمتلك طاقة إيجابية تفيض بها عمن حولها.
- التفكير بالمستقبل وامتلاك ذكاء تحليلي: يمكن أن تكون الفتاة حكيمة بعملها في الوقت الحاضر مع التفكير بالمستقبل سواء كان ادّخار مال، تأسيس أسرة، الحصول على مرتبة أو شهادة معينة.
- الرحمة: إن الرحمة تنعكس على الفتاة بالرفق واللين في التعامل مع الآخرين، فتحرص على عدم إحراجهم و إيذائهم بالقول أو الفعل.
شاهد أيضاً: أهمية الذكاء العاطفي للإنسان .. عناصره وكيفية تطويره
الفرق بين الحكمة والذكاء والمعرفة
يخطئ كثير من الناس بين مصطلحات الحكمة والذكاء والمعرفة، لذا سنتناول كلّ منها بشيءٍ من التفصيل:
- الحكمة: هي نتاج ما تعلّمه الإنسان من الأخطاء والتجارب والخبرات الحياتية، وهي صفة تمكّنه من فعل الصواب في المكان و الزمان المناسبين، مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ الخيارات المُتاحة ونتاج تطبيقها على المدى القريب والبعيد، مراعاة الموازنة بين مصالحه ومصالح الآخرين.
- الذكاء: هو ما يتعلّق بالقدرات العقلية من سرعة التعلّم وسرعة البديهة والقدرة على التحليل والاستنتاج وحلّ المشكلات.
- المعرفة: يشير هذا المصطلح إلى تراكم المعلومات المنظّمة والحقائق عن موضوع معيّن، لتساعد على فهم هذا الموضوع واستيعابه، وقد تكون لها نتائج إيجابية أو سلبية.
إنّ توضيح فكرة أنّ الغالبية العُظمى من الأذكياء هم أذكياء بالفطرة ويتمتّعون به منذ الصغر أمرٌ مهمٌّ جدّاً، على عكس الحكمة التي قد تكون في معظمها ناتجة عن ارتكاب الأخطاء والتجارب. و تجدر الإشارة إلى أنّ الذكاء والحكمة غير مرتبطان، فليس كلّ شخص ذكي هو شخص حكيم، ولكن بالمقابل قد نجد أيضاً شخص ذكي وحكيم في آن معاً، وبالتالي يمكن أن نقول أن الحكمة هي صفة تكتسب بعد الوقوع في الخطأ والتعلّم منه، أما الذكاء فهي المعرفة التي تجنّبه الوقوع بالخطأ دون ارتكابه. و من جهةٍ أخرى قلنا أنّ للمعرفة نتائج إيجابية إذا استخدمها الإنسان في أمور الخير، أو نتائج سلبية إذا استخدمت باتّجاهٍ خاطئ، على عكس الحكمة التي هي نتاج تطبيق المعرفة في اتّجاهها الصحيح، فهي لا تنتهي إلّا بنتائج إيجابية لأنها تهدف بالأساس إلى نفع الآخرين وحلّ مشكلاتهم. ولا ننسَ أنّ المعرفة والفهم مُمكنان بدون الحكمة، لكنّ الحكمة لا تُطال بدون المعرفة.
شاهد أيضًا: كيف تخلي زوجك يندم أنه زعلك
طرق تعلّم الحكمة
كيف أبدو حكيماً في عيون الناس، يشغل هذا التساؤل بال كثيرٌ من الشباب هذه الأيام، لذا سوف نسلّط الضوء على طرق اكتساب الحكمة في السطور القليلة التالية:
- إعادة التفكير بالمواقف والاحداث وتحليلها للتعلّم من الأخطاء، وعدم تكرارها في المرّات القادمة.
- الحرص على اكتساب المعرفة من خلال القراءة والتعلّم وجمع المعلومات اللازمة عن الموضوع الذي تريده.
- تعلّم من سلوك الأشخاص المحيطين بك وعاداتهم اليومية، وحلل تصرفاتهم لمعرفة طريقة تفكيرهم وما يُبطِنه كلّ واحد منهم، لذا اختر الأشخاص المحيطين بك بعناية.
- فكّر جيّداً قبل إظهار انفعالاتك وقول كلماتك، وحافظ على الهدوء والاتّزان وكظم الغيظ، فالانفعالات السريعة تنتهي دوماً بما لا يُحمد عقباه.
- توظيف المعارف السابقة والفهم والذكاء بكل هدوء و رويّة في حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات.
- النصيحة الأهم هي أن تعرف متى تتحدث ومتى تُصغي، فلا تتحدّث قبل أن تتأكد أنّه سيصغي الآخرون إليك.
- اجعل لفكرك زاوية خاصة تنظر من خلالها، فلا تحكم على الأشياء بسطحية دون الغوص في أعماقها والنظر إلى جوهرها.
- احرص على ألّا تكون آلة تنفّذ ما يريده الآخرون دون اعتراض أو رأي، مع مراعاة تحقيق التوازن بين مصلحتك ومصالحهم.
سمات الشخص الحكيم
رسم الناس في مخيّلاتهم صورةً للشخص الحكيم بأنّه رجلٌ مسنّ، امتلأ رأسه بالشيب هيبةً و وقاراً، وعلّمته الحياة ما ينبغي أن يتعلّمه من تجاربه حياته وخبراته التي عاشها، لكنّ هذه الصورة هي صورة نظرية زرعتها الأساطير في مخيّلاتنا ونحن بحاجة إلى تصحيح هذه الصورة في أذهاننا، لذا نعرض لكم أبرز صفات الشخص الحكيم وسماته:
- شخص هادئ متّزن.
- متواضع لا يتوانى عن تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها.
- شخص يستمع إلى الآخرين ويتفهّم مشاعرهم.
- قادر على اتّخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح وبالتالي قادر على السيطرة على المشكلات.
- قادر على توجيه تصرّفاته وأفعاله اتّجاه هدف محدد، يحقّق النفع له وللآخرين.
- متفائل بالحياة وذو نظرةٍ إيجابية.
شاهد أيضاً: كيف انسى شخص تعلقت به ، أفضل نصائح للابتعاد عن شخص ونسيانه
أجمل ما قيل عن الحكمة
يبحث الناس دائماً عن أقوال مأثورة عن الحكمة، لذا نقدّم لكم بعضها:
- قال تعالى: {يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ.} (البقرة: 269)
- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسَلَّطَه على هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورجل آتاه الله حِكْمَة، فهو يقضي بها ويُعَلِّمَها.”
- قال ابن القيِّم: ” الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.”
- قال النَّووي: ” الحِكْمَة، عبارة عن العلم المتَّصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النَّفس، وتحقيق الحقِّ، والعمل به، والصدِّ عن اتِّباع الهوى والباطل، والحَكِيم من له ذلك.”
- قال فيثاغورث: ” إنّ الحكمة التي تُتعلّم بعمق لا تنسى أبداً.”
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا كيف تكون حكيما في تصرفاتك، والذي تناولنا فيه بعض المعلومات عن مفهوم الحكمة، وكيفية اكتسابها عموماً وللفتاة خصوصاً، وتحدّثنا عن صفات الشخص الحكيم، وعرضنا أجمل المقولات عن الحكمة.