خطبة الجمعة

خطبة يوم الجمعة عن العمل والحث عليه وذم البطالة جاهزة

خطبة يوم الجمعة عن العمل والحث عليه وذم البطالة جاهزة وبيان وحكمه في ظلّ الشريعة الإسلامية، حيث أنّ العمل والتجارة هو العامل الأهمّ في كسب الرزق ولقمة العيش، وتخالف الأعمال من شخص لآخر بحسب ما يتقنه، لذلك يهتم موقع أطروحة بإدراج خطبة كاملة عن العمل ليوم الجمعة لتوضيح موقف الشريعة الإسلاميّة من العمل.

خطبة يوم الجمعة عن العمل

إنّ العمل هو من الأمور التي تساعد الناس في العيش، وهو من أساسيّات استمرار الحياة، فلا حياة موجودة ولا مجتمعات إذا لم يكن فيها عمل، من أجل ذلك سنقدّم لكم خطبة العمل الكاملة في يوم الجمعة من خلال ما يأتي:

شاهد أيضًا: خطبة يوم الجمعة عن العلم

مقدمة خطبة يوم الجمعة عن العمل

إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، الحمد لله فاطر السماوات والأرض وما بينهما، جاعل الملائكة رسلًا مُنزلين من السماء، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أنّ محمّدًا عبد الله ورسوله، وصفيّه وخليله، اللهمّ صلِّ عليه في الأوّلين، وصلِّ عليه في الآخرين، وصلِّ عليه إلى يوم الدين، أمّا بعد، عباد الله، أوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله عزّ وجلّ والعمل الصالح، فإنّ تقوى الله عزّ وجلّ نور المؤمن في الدنيا، وشفاعة له في الآخرة، والله عزَّ وجلَّ يحبّ المتّقين، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ}.[1] فالتقوى هي من صفات المؤمنين إيمانًا حقيقيًّا، الصابرين المحسنين الصادقين.

شاهد أيضًا: خطبة يوم الجمعة عن الاستغفار

خطبة الجمعة الأولى عن العمل

إخوة الإيمان والعقيدة، إنّ الله عزّ وجلّ قد فرض عليكم  العمل وأمركم به، فقد قال تعالى: {وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ}. [2] ففي هذه الآية الكريمة دليل على مشروعيّة العمل، وينقسم العمل إلى نوعين؛ فأمّا أوّلهما فهو عمل مباح، وهو مبرور عند الله تعالى، ويندرج تحت هذا النوع أعمال الخير والأعمال التطوّعيّة التي تعود بالمنفعة والخير على المجتمع، وهذه هي الأعمال التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بفعلها، فقد قال تعالى: {وَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظلَمونَ نَقيرًا}.[3]  فالله عزّ وجلّ يخبرنا أنّ من يؤمن بالله الإيمان الكامل، ويؤمن بالملائكة والكتب واليوم الآخر، ويصدّق بما جاء به المرسلون.

ومن ثمّ يعمل الأعمال الصالحة، فأولئك الذين قد فازوا في الدنيا، وأولئك هم الذين سيدخلون الجنّة في الآخرة، ولا يُظلمون فيها مثقال ذرّة، جزاءّ بما فعلوه من الصالحات في الدنيا، وصدّقوا على إيمانهم بالأعمال الصالحة، وأمّا النوع الآخر من الأعمال، فهو الأعمال الفاسدة، والتي تنشر البغضاء والعداوة بين الناس، وتولّد بينهم أواصر الحقد والكراهية، فهذه الأعمال قد حرّمها الله عزّ وجلّ علينا، ونهانا عن فعلها، وذلك لأنّ الإسلام يدعو إلى الوحدة والتماسك، وينهى عن كلّ ما يفرّق هذه الوحدة، ويسعى لإفسادها، ومن الأعمال التي كرّمها الله عزّ وجلّ السرقة؛ لأنّها تزرع العداوة بين السارق والمسروق، وتولّد الحقد والبغضاء.

وجعل جلّ جلاله حدًّا للسرقة قطع اليد، لكي يتوب السارق عن فعلته ولا يعود إليها مرّة أخرى، قال تعالى: {وَالسّارِقُ وَالسّارِقَةُ فَاقطَعوا أَيدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ}. [4]، ومن الأعمال المحرّمة في الإسلام الربا؛ لأنّه يؤدّي إلى استغلال أموال الناس، وأكل حقوقهم ظلمًا، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ“. [5] فكلّ من يساهم في الربا وجبت عليه لعنة الله ورسوله، والعياذ بالله عزّ وجلّ، فاحذروا أيّها الإخوة من اقتراف واحد من هذه الأعمال، فهي مهلكة لفاعلها، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين أستغفر الله.

شاهد أيضًا: خطبة يوم الجمعة عن الموت

خطبة الجمعة الثانية عن العمل

الحمد لله فاعبدوه كما أمر، وانتهوا عمّا نهى عنه وزجر، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، اللهمّ صلِّ وسلّم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبع سنّته واهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين، إخوة الإيمان، أيضًا من الأعمال المحرّمة في الإسلام، والتي غفل عنها الكثيرون في وقتنا الحاضر، هي شهادة الزور، وشهادة الكذب، فكثير من الناس في زمننا يتقاضون مبالغ من المال مقابل أن يشهدوا زورًا وكذبًا في قضّية ما، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ“. [6]

فشهادة الزور من أكبر الكبائر عند الله تعالى، أي من أشدّ الأعمال حرمة وأعظمها ذنبًا، وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الشرك بالله، ومن ثمّ عقوق الوالدين، وبعدها أصبح يكرّر شهادة الزور حتّى قال الصحابة أنّه لن يسكت أبدًا، وهذا دليل على عظيم ذنب هذا العمل، والذي قد يودي بصاحبه في جهنّم والعياذ بالله تعالى، فاحذروا أيّها الإخوة، احذروا من هذا العمل القبيح، هذا العمل الذي أصبح الناس يعدّونه مهنة في زمننا هذا، فلتعودوا إلى الله أيّها الناس، فلترجعوا إلى الكتاب والسنة، إنّ كلّ ما نواجه من مصائب وكلّ ما نزل بنا من البلاء سببه بعدنا عن أوامر الله سبحانه وتعالى، ونسياننا وتركنا لهدي نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، لن يزول عنّا الهمّ والغمّ إلّا عندما نرجع إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، وصلّى الله على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

دعاء خطبة يوم الجمعة عن العمل

اللهمّ إنّا قد بسطنا إليك أكفّ الضراعة، متوسّلين إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة، إلّا تدع لنا ذنبًا إلّا غفرته، ولا همًّا إلّا فرّجته، ولا دينًا إلّا قضيته، ولا مريضًا إلّا شفيته، ولا أسيرًا إلّا فككت أسره، ولا مسافرًا إلّا بالسلامة إلى أهله رددته، اللهمّ اجعل أعمالنا خالصةً لوجهك الكريم، ولا تضرب بها وجوهنا يوم القيامة يوم الحسرة والندامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم، اللهمّ اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيّامنا يوم نلقاك وأنت راضٍ عنّا، اللهمّ أكرمنا في قضاء حوائجنا على النحو الذي يرضيك عنّا، لا إله إلّا أنت ربّ العرش العظيم، اللهمّ من أراد بالإسلام والمسلمين خيرًا فخذ بيده إلى كلّ خير، ومن أراد بهم غير ذلك فخذه اللهمّ أخذ عزيز مقتدر، آمين آمين آمين، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

شاهد أيضًا: خطبة يوم الجمعة عن صلاة الفجر

خطبة عن التقصير في العمل قصيرة

الحمد لله ثمّ الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الواحد القهّار، العزيز الغفّار، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو حيّ لا يموت، وأشهد أنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ورسوله وصفيّه وخليله، أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ الجهاد حتّى أتاه اليقين من ربّه، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد، أوصيكم عباد الله ونفسي المخطئة بتقوى الله عزّ وجلّ، وطاعة أوامره وأوامره نبيّه، فإنّ تقوى الله عزّ وجلّ مفتاح لكلّ خير، ومغلاق لكلّ شرّ، وإنّما يتقبّل الله من المتّقين، {يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا}. [7]

إخوة الإيمان والعقيدة، إنّ الإتقان والإحسان في الأعمال هو من الأمور التي يحبّها الله عزّ وجلّ، ويؤجر عليها أكثر ممّا يؤجر على شيء لا إتقان فيه، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ اللَّهَ كتبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتلتُم فأحسِنوا القِتلةَ وإذا ذبحتُم فأحسِنوا الذِّبحةَ وليُحدَّ أحدُكم شفرتَهُ وليُرِح ذبيحتَه“. [8] فالله عزّ وجلّ كتب الإحسان في فعل كلّ شيء، وكتب الإتقان في كلّ الأعمال من أمور الدنيا والآخرة، فحتّى فيما يخصّ الذبح وإراقة الدماء، وهو أكثر الأمور وحشيّة وهمجيّة بحسب الغريزة الإنسانيّة، فإنّ الله عزّ وجلّ قد كتب الإحسان فيه، فلذلك الإحسان والإتقان أمران مستحبّان في الإسلام، وأمّ التقصير في الأعمال والتهاون فيها، فهو أمر مكروه في الإسـلام.

لأنّه ينقص من أجور الأعمال وثوابها عند الله عزّ وجلّ، ويدلّ على عدم إعطاء المرء لهذا العمل قيمته، وإنّما يدلّ على استخفاف المرء بهذا العمل واستهزاءه بحجمه، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ“. [9] فالله عزّ وجلّ يحبّ الإتقان في العمل، وإكماله على أتمّ وجه، وأحسن صورة، ويحبّ الله عزّ وجلّ الإحسان في العبادات والأعمال الدنيويّة وأعمال الآخرة، ويعطي على الإحسان من الأجر والثواب ما لا يعطي على غيره من الأعمال، فقد قال تعالى: {هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ}. [10] فالإحسان في الأعمال وإتقانها له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فاجتهدوا أيّها الإخوة في إتقان أعمالكم، واحرصوا على ألّا تكونوا مقصّرين في أدائها، عسى الله أن يجزيكم بذلك أحسن الجزاء، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم، أستغفر الله.

خطبة يوم الجمعة عن العمل doc

يمكن تحميل خطبة العمل ليوم الجمعة بصيغة ملف doc قابل للطباعة بشكل مباشر “من هنا“، وذلك من أجل التعرف على الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالعمل، والآيات القرآنيّة التي تحدّث فيها الله سبحانه وتعالى عن العمل، وأمر الناس فيها بالمداومة على العمل.

خطبة يوم الجمعة عن العمل pdf

تمّ تجهيز ملف يحتوي على خطبة الجمعة الكاملة عن العمل بصيغة pdf، والذي يمكن تحميله على الهاتف المحمول أو الحاسب الشخصي بشكل مباشر “من هنا“، وذلك من أجل تسهيل الوصول إلى الخطبة، حيث يمكن من خلال هذه الخطبة التعرف عن أحكام العمل في الإسلام.

مقالات ذات صلة

خطبة يوم الجمعة عن الصلاة خطبة يوم الجمعة عن الأمانة
خطبة يوم الجمعة عن بر الوالدين خطبة يوم الجمعة عن الدين
خطبة يوم الجمعة عن الصبر خطبة يوم الجمعة عن الصدق
خطبة يوم الجمعة عن تارك الصلاة خطبة يوم الجمعة عن الرزق

وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقال خطبة يوم الجمعة عن العمل والحث عليه وذم البطالة جاهزة، حيث تمّ كتابة خطبة كاملة عن العمل وخطبة مختصرة عن التقصير فيه، بالإضافة لإدراج الخطبة بصيغة ملف doc وملف pdf.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock