خطبة الجمعة

خطبة يوم الجمعة عن الأمانة في التعامل مع الآخرين

خطبة يوم الجمعة عن الأمانة في التعامل مع الآخرين وكيفيّة حفظها، فالإسلام دعا إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، والتزام الصفات النزيهة النبيلة، والأمانة واحدة من أفضل تلك الصفات، لذلك يهتم موقع أطروحة بكتابة خطبة جميلة جدًّا للحث على الحفاظ على الأمانة.

خطبة يوم الجمعة عن الأمانة

الأمانة هي من أهمّ ما يجب على المرء الحفاظ عليه والالتزام به في حياته، لأنّه يدلّ على ميثاقيّة الإنسان وصدق عهده، لذلك تمّ كتابة خطبة جميلة عن الأمانة، وسيتمّ تقديمها من خلال ما يلي:

مقدمة خطبة يوم الجمعة عن الأمانة

الحمد لله ربّ العالمين يا ربّ، يا ربّنا لك الحمد أن هديتنا لنور الإيمان، وأن وفّقتنا وأنعمت علينا بالإسلام، فلك الحمد على نعمك كلّها ما ظهر منها وما بطن، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعّال لما يريد، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، أمّا بعد، عباد الله، اتقوا الله حقّ التقوى، واعلموا أنّ تقوى الله سبحانه تعالى هي ما ينجيكم في الدنيا والآخرة، والذي ينير قبوركم ويؤنسكم فيها، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ}.[1]

خطبة الجمعة الأولى عن الأمانة

إخوة الإيمان والعقيدة، إنّ الإسلام هو دين الأخلاق، ودين العفّة والطهارة والقيم النبيلة، فلا يقبل الإسلام وجود شخص يسرق، أو شخص يكذب أو يقتل أو يفسد في الأرض، ولم يقبل الإسلام خون الأمانة، بل حثّنا على تأدية الأمانة والحقوق لأصحابها، فقد قال الله عزّ وجلّ في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها وَإِذا حَكَمتُم بَينَ النّاسِ أَن تَحكُموا بِالعَدلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَميعًا بَصيرًا}،[2] فالله سبحانه وتعالى يأمر أن نؤدّي الأمانات، وأن نعيد الحقوق لأصحابها، ويأمرنا أن نحكم بالعدل بين الناس، ويختلف أداء الأمانات  مع اختلاف مضمونها، فقد تكون الأمانة مالًا أو شيئًا مملوكًا، وصاحب هذا المال قد استودعه عند شخص ما، فيكون أداء الأمانة عندها بردّ هذا المال لصاحبه، وقد تكون الأمانة سرًّا بين الأصدقاء أو الإخوة، فيكون حفظ السر أداءً للأمانة، ومن الممكن أن يكون المرء مؤتمنًا على منصب معيّن، فإذا أدّى هذا الرجل دوره في منصبه على أكمل وجه، وأعطى عمله حقّه يكون قد أدّى الأمانة، ومن الممكن أن تكون الأمانة دعوة.

فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد اؤتمن على تبليغ رسالة الإسلام، فكان عليه الصلاة والسلام خير من أدّى الأمانة، وخير من بلّغ ودعا إلى الله عزّ وجلّ، وأشدّ أنواع الأمانة وأصعبها حفظًا وأداءً هي أمانة الله عزّ وجلّ، فقد قال الله عزّ وجلّ: {إِنّا عَرَضنَا الأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالأَرضِ وَالجِبالِ فَأَبَينَ أَن يَحمِلنَها وَأَشفَقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإِنسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلومًا جَهولًا}.[3] فالله سبحانه وتعالى قد عرض الدين والعبادة على السماوات والأرض، وائتمنهم على طاعته ودوام عبادته، فرفضت السماوات والأرض حمل هذه الأمانة الثقيلة على عاتقهنّ، مخافة عدم مقدرتهم على تأديتها حقّ الأداء، ولكنّ الإنسان من شدّة جهله وظلمه أخذ هذه الأمانة ظنًّا منه أنّه قادر على أدائها، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على أداء الأمانة الكبرى التي حملناها، وأن يوفّقنا إلى ردّ الحقوق لأصحابها، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين أستغفر الله.

خطبة الجمعة الثانية عن الأمانة

الحمد لله حقّ حمده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ من بعده، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا}. اللهمّ صلِّ على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صلّيت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، إخوة الإيمان والعقيدة، يقول عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري في صحيحه: “أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.[4] فالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم يذكر لنا أربع صفات إذا كانت في الشخص كان منافقًا خالصًا، أي منافقًا كاملًا، وإذا كانت في الشخص صفو واحدة من هذه الصفات كان في قلبه شيء من النفاق إلى أن يترك تلك الصفة.

لذلك فليراجع كلّ واحد منّا نفسه، الصفة الأولى، هي خون الأمانة، فخون الأمانة يدلّ على كذب الشخص ومكره وخداعه للآخرين، أي أن قلبه معتاد  على النفاق والكذب، والخصلة الثانية هي الكذب في الحديث، والكذب والخداع في الأقوال والأفعال، فالذي يكذب على الناس ويخدعهم يهون عليه الكذب على نفسه والانقياد إلى أوامر الشيطان، والخصلة الثالثة هي الغدر بالعهد، والنقض به، فنقض العهد يعدّ خيانة للأمانة أيضًا، لأنّ من يعاهدك يكون واثقًا من صدقك، ومن الأمانة التي عندك، فإذا نقضت عهدك معه تكون قد خنت أمانته، وأمّا الخصلة الرابعة، فهي الفجور عند المخاصمة، لأنّ الفور ليس من صفات المؤمنين، فعندما ترى شخصًا مؤمنًا متخاصمًا مع جاره، تجده يتحلّى بالسكينة والهدوء والوقار، ولا يؤذي جاره لأنّه متخاصم معه، بل ويذكّره بآيات الله عزّ وجلّ، بينما تجد المنافق يصرخ بأعلى صوته ويتلفّظ بالكلام الفاحش، فهذا هو الفجور، فاحذروا أيّها الإخوة أن تكون فيكم إحدى هذه الخصال، واحذروا أن تضيّعوا الأمانات، لأنّ تضييع الأمانات من صفات المنافقين.

دعاء خطبة يوم الجمعة عن الأمانة

اللهمّ أنزل علينا سحائب رحمتك، واجعلنا يا ربّنا من الشاكرين على نعمتك، اللهمّ إنّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى وحسن الختام، وسلامة الدارين والوفاة على الإيمان، اللهمّ اجعلنا حافظين للأمانات، اللهمّ أعنّا على أداء الأمانات إلى أهلها، وأعنّا على حفظ أمانتك التي ائتمنتنا عليها، اللهمّ إنّا قد بسطنا إليك أكفّ الضراعة، متوسّلين إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة، ألّا تدع لنا ذنبًا إلّا غفرته، ولا همًّا إلّا فرّجته، ولا دينًا إلّا قضيته، ولا مريضًا إلّا شفيته، ولا مسجونًا إلّا فككت أسره، ولا غائبًا إلّا بالسلامة إلى أهله رددته، اللهمّ إنّك تعلم ما نخفي وما نعلن، ولا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، اللهمّ إنّنا نبرأ إليك من حولنا وقوّتنا ونلجأ إلى حولك وقوّتك يا ذا القوّة المتين، وصلِّ اللهمّ على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلِّم.

خطبة الجمعة عن حفظ الأمانة مختصرة

الحمد لله ربّ العالمين، اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، واجعل تفرّقنا من بعده تفرّقًا معصومًا، ولا تدع فينا ولا معنا شقيًّا ولا محرومًا، وارحم شقاوتنا أجمعين، وأشهد ألّا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم عبد الله ورسوله، أدّى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ الجهاد، حتّى أتاه اليقين من ربّه، اللهمّ صلِّ وسلّم وزد وبارك عليه إلى يوم الدين، أمّا بعد، أوصيكم ونفسي المذنبة المخطئة بالتزام تقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته، فإنّها من خير ما تعملون في دنياكم لآخرتكم، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ}.[5]

عباد الله، إنّ حفظ الأمانة من الأمور الهامّة التي أكّد عليها رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم والتزم بها قبل أن يأمر بها، فقد كان عليه الصلاة والسلام قبل بعثته يُلقّب بالصادق الأمين، لشدّة حفظه للأمانة، وبعد بعثته كان كفّار قريش المشركون يأتمنونه على أموالهم على الرغم من العداوة التي بينهم، لأنّه كان يؤدّي الأمانة حتّى لو كانت لألدّ أعدائه، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى جزاء من يحفظ الأمانة في القرآن الكريم، فقال تعالى: {وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَ * وَالَّذينَ هُم عَلى صَلَواتِهِم يُحافِظونَ * أُولئِكَ هُمُ الوارِثونَ * الَّذينَ يَرِثونَ الفِردَوسَ هُم فيها خالِدونَ}.[6] فالذين يؤدّون الأمانات، ويحفظون العهود والمواثيق، ويحافظون على أداء الصلاة في وقتها، فأولئك هم ورثة الجنّة، وورثة الفردوس الأعلى في الجنّة، خالدين فيها أبدًا، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنْ كنتُمْ تُحِبُّونَ أنْ يُحِبَّكُمُ اللهُ و رسولُهُ فَحافِظُوا على ثلاثِ خِصالٍ : صِدْقِ الحَدِيثِ ، و أَدَاءِ الأَمانَةِ ، و حُسْنِ الجِوَارِ”.[7]

يذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعض الأعمال التي نكسب حبّ الله سبحانه وتعالى وحبّ نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالمحافظة عليها، فأوّلها الصدق في الحديث مع الناس، كي ننال استحسان الناس وثقتهم، والثاني أداء الأمانات وحفظها، والحفاظ على الوعود والمواثيق، وإعادة الأمانات لأصحابها، والثالث هو حسن جوار الناس، والإحسان في التعامل معهم، فكلّ هذه الأعمال هدفها تقوية الروابط بين الناس، وغرس بذور المحبّة والأخوّة والمودّة في المجتمع، فيصبح المجتمع متماسكًا متعاطفًا، يساعد أبناؤه بعضهم بعضًا، وهذا هو المجتمع الذي يريد منّا الإسلام أن نكون عليه، لأنّه يدعونا إلى التقارب والتآلف والتوادد، فنسأل الله أن يعيننا على أداء الأمانة، وأن يرزقنا حسن الخاتمة، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين أستغفر الله.

خطبة يوم الجمعة عن الأمانة doc

إنّ الأمانة هي أحد القيم النبيلة السامية التي حثّ الإسلام على الالتزام والتحلّي بها، والحفاظ عليها من الضياع، لذلك تمّ تجهيز ملفّ doc قابل للطباعة يحتوي على الخطبة الكاملة في يوم الجمعة عن الأمانة، ويمكن تحميله بشكل مباشر “من هنا“.

خطبة يوم الجمعة عن الأمانة pdf

يمكن الحصول على ملف pdf لخطبة الجمعة الكاملة عن آثار الأمانة وأهمّيّة التحلّي بها وتحميله بشكل مباشر “من هنا“، حيث تبيّن الخطبة بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة الشريفة التي تحثّ على التزام الأمانة.

مقالات ذات صلة

خطبة يوم الجمعة عن الصلاة خطبة يوم الجمعة عن الأمانة
خطبة يوم الجمعة عن بر الوالدين خطبة يوم الجمعة عن الدين
خطبة يوم الجمعة عن الصبر خطبة يوم الجمعة عن الصدق
خطبة يوم الجمعة عن تارك الصلاة خطبة يوم الجمعة عن الرزق

وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقال خطبة يوم الجمعة عن الأمانة، حيث تمّ إيراد خطبة كاملة وجميلة عن ثمار التحلّي بالأمانة مكتوبة وبشكل ملف doc وملف pdf، بالإضافة لكتابة خطبة مختصرة عن أهمّيّة حفظ الأمانة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock