أحكام شرعية

حكم اللهو واللعب يوم العيد والإكثار من التسلية في العيد

حكم اللهو واللعب يوم العيد من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها المسلمون في شتّى بقاع الأرض، وذلك تزامنًا مع اقتراب دخول كلًا من عيدي المسلمين: عيد الفطر وعيد الأضحى، فعلى كل مسلم أن يحذر من الوقوع بالشبهات والحرمات، وأن يستمتع بما أباح الله تعالى له في هذه الأيام، ويهتم موقع أطروحة عبر هذا المقال ببيان الحكم الشرعي للهو واللعب يـوم العيـد كما بينته الشريعة الإسلامية.

اللهو واللعب يوم العيد

إنّ اللهـو واللعـب يوم العيـد من الصور التي تعكس الفرحة في هذا اليوم المبارك، فقد أحلّ لنا الله عز وجل أن نفرح في كل عيد شريطة أن لا يأخذنا فرحنا إلى مهاوي الحرام والوقوع بها، وقد شرع لنا الإسلام الفرح والسرور في هذا اليوم العظيم، لذا يحرص الآباء والناس أجمعين على معرفة الحكم الشرعي للهو واللعب فيه قليله وكثيره، لينهوا أبنائهم أو يدفعوهم إلى المزيد كلٌّ كما يبهج قلبه وروحه.

حكم اللهو واللعب يوم العيد

إنّ حكم اللهو واللعب يوم العيد هو الإباحة شريطة الابتعاد عن خلطه بمعصية الله عز وجل، فقد أكّد الإسلام على ضرورة الفرح واللعب طيلة أيام العيد، وأباح للمسلمين الترفيه عن أنفسهم ما لم يتخلل هذا اللهــو واللعـب أيّ من المحرمات والمحظورات في الشريعة الإسلامية، وقد كان لنا في رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أسوة حسنة، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يفرح مع أزاوجه ويمازحهن، ويلاعب أطفاله في العيد، وقد ورد في الصحيح من الحديث عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ في أَيَّامِ مِنًى، تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسَجًّى بثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُما أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عنْه، وَقالَ: دَعْهُما يا أَبَا بَكْرٍ فإنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ”.

إظهار الفرح في العيد

أوجب الإسلام على كل العباد إظهار الفرح والسرور ف يوم العــيد، فقد شرع الله تعالى العيدين بإتمام فريضتين من أعظم الفرائض على المسلمين، ألا وهي فريضة الصيام وبعدها عيد الفطر، ويكون الفرح بتمام الصوم في شهر رمضان ونيل الثواب العظيم فيه، وكذلك فريضة الحج وإتمام الوقوف بعرفة ويكون الفرح والسرور بما جعله الله تعالى من الأجر العظيم لهذه الوقفة المباركة، وقد استدل أهل العلم على ضرورة إظهار الفرح والسرور على ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يَلعبونَ فيهِما فقالَ: ما هذانِ اليومانِ ؟قالوا: كنَّا نَلعبُ فيهِما في الجاهليَّةِ فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ”.

ما يباح من اللعب في العيد

يباح من اللعب في العيد كلّ ما أراد المسلمون اللعب به ما لم يكن في ذلك معصية الله عز وجل، فقد أجاز الإسلام التمتع بالعيد بكافة الطيبات، واوجب إظهار الفرح والسرور، ولعلّ أبرز الصور للفرح هو اللعب، وخاصةً عند الأطفال، والله ورسوله أعلم.

فضائل العيد في الإسلام

بعد بيان حكم اللهو واللعب يوم العيد قد يتساءل البعض عن الفضائل التي جعلها الله تعالى في هذا اليوم المبارك، وهو ما سيتم تقديمه فيما يأتي:

  • اجتماع المسلمين وإظهار الفرح والسرور: وذلك من خلال ارتداء أفضل الثياب والتطيب وصلة الرحم والدعاء بالخير والبركة لبعضهم البعض.
  • صلة الرحم: وهو أعظم أركان يوم العيد، فقد أوجب الله تعالى في هذا اليوم على المسلمين أجمعين صلة أرحامهم.
  • الشكر على أنعم الله: فلا بدّ للمسلم أن يستشعر ضرورة شكر الله على ما ناله من الجزاء والفرح في الحياة الدنيا، وأن يدعوه أن ينال هذا الفرح في دار الآخرة إن شاء الله تعالى.
  • تأدية فريضة الزكاة: وذلك في عيد الفطر حيث تخرج هذه الزكاة عن كل مسلم للفقراء والمساكين.
  • ذبح الأضاحي: وتوزيعها في عيد الأضحى المبارك على المساكين والفقراء والأهل والأصحاب.

هل اللهو واللعب حرام؟

بينّ موقع إسلام ويب أن الأصل في اللهو أو اللعب الإباحة إلا ما خصه الإسلام بدليل، وقد جاء في سياق هذه الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الدارمي عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيء يلهو به الرجل باطل؛ إلا رمي الرجل بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، فإنهن من الحق . وقد روى الحديث الترمذي وأبو داود وابن حبان وغيرهم ولم نجد الحديث بلفظ الحرام كما ذكر السائل، ولفظ باطل لا يدل على المنع أو التحريم، قال صاحب تحفة الأحوذي: (وكل ما يلهو به الرجل المسلم) أي يشتغل ويلهو به (باطل) لا ثواب له (إلا رميه بقوسه) .. (فإنهن من الحق ) أي ليس من اللهو الباطل، فيترتب عليه الثواب الكامل، قال القاري: وفي معناه كل ما يعين على الحق من العلم والعمل إذا كان من الأمور المباحة، كالمسابقة بالرجل والخيل والإبل، والتمشية للتنزه على قصد تقوية البدن وتطرية الدماغ. انتهى. فالخلاصة أن الأصل في اللهو واللعب الإباحة إلا ما خصه الدليل، وإلا ما اشتمل على حرام من قمار أو موسيقى أو إشغال عن واجب، وما شابه ذلك.

حكم اللهو واللعب يوم العيد مقالٌ فيه تمّ ذكر جملة من الأحكام الشرعية المتعلقة بكل من اللهـو واللعـب في العيدين وخارجهما، كما ذكر المقال بعض الفضائل في والحكم من مشروعية الأعياد للمسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock