حكم الاغتسال يوم الجمعة في المذاهب الأربعة
حكم الاغتسال يوم الجمعة في المذاهب الأربعة هو ما سيتناوله هذا المقال، فقد اهتمّ الإسلام بالطهارة والنظافة وجعل الطهارةَ شرطاً أساسياً لقبول الكثير من الطاعات والعبادات، فكانت الشرائع والأحكام الإسلامية دليلاً يرشد المسلمون إلى ما يفعلونه لتنظيم الطهارة والاغتسال في الأوقات المختلفة، ومن خلال موقع أطروحة سيتم توضيح ما هو حكم الاغتسال في يوم الجمعة بحسب رأي المذاهب الأربعة والشيخ ابن باز، مع تحديد موعد الاغتسال فيه.
حكم الاغتسال يوم الجمعة في المذاهب الأربعة
بحسب رأي جمهور أهل العلم وباتفاق المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أنّ الاغتسال في يوم الجمعة سنةٌ مستحبة، ولقد استندوا في رأيهم على أدلة وبراهين من السنة الشريفة ومن القرآن الكريم ومنها:[1]
- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُو}،[2] وبحسب ما فسّره أهل العلم أن هذه الآية الكريمة لم تشترط الغسل ولم تتقيّد بنوع واحد من الطهارة فيكفي الوضوء ولا يشترط الغسل.
- وكذلك ما ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “من تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ غُفِرَ لَه ما بينَ الجمعةِ إلى الجمعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ ومن مسَّ الحصى فقد لغا”،[3] ويمكن تفسير هذا الحديث على كفاية الوضوء في صلاة الجمعة، ومن توضّأ دون الغسل فهو غير آثم ولكن الغسل مستحب.
ومع هذه الأدلة يمكن الاستنتاج أن الاغتسال في يوم الجمعة سنة مستحبة وليس بواجب فهو من باب زيادة الطهارة والنظافة.
شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء
حكم غسل يوم الجمعة إسلام ويب
ورد في موقع إسلام ويب تلخيص لرأي الإمام النووي الراحل -رحمه الله- فيما يخص الخلاف الذي نشب بين أهل العلم حول الاغتسال في يوم الجمعة، فبعض أهل العلم من السلف والصحابة وجدوا أن الاغتسال واجب على كل مسلم، والغالبية من جمهور أهل العلم من السلف والخلف وفقهاء الأمصار وجدوا أنه سنة مستحبة وليس بواجب، ولكل فئة منهم رأي مختلف وتفسير مختلف لأدلة وبراهين على ذلك، ولكن الراجح هو ما اتفق عليه أغلب أهل العلم والمذاهب الأربعة وهو أن الاغتسال سنة وغير واجب، ولكن على المسلم أن يحافظ على الاغتسال فيه فقد ورد في فضله وخيره الكثير من الأدلة، والعلم عند الله ورسوله.[4]
حكم غسل يوم الجمعة ابن باز
بحسب ما ورد عن الشيخ ابن باز أنّ الأحوط والأفضل للمسلم أن يغتسل في يوم الجمعة وذلك لاختلاف أهل العلم في رأيهم، فبعضهم من قال أن الاغتسال واجبٌ والأكثرية قالوا أنه سنة مؤكدة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم وليس بواجب، ولقد اختلف أهل العلم في رأيهم بسبب اختلافهم في تفسير الحديث الشريف الآتي: “غُسلُ يومِ الجمعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ”،[5] فمنهم من فسّر كلمة واجب على أن الغسل واجبٌ ومنهم من قال أنها دليل التأكيد والتوكيد والغسل ليس واجب وجوب الفرائض الأخرى، والله ورسوله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة سورة الكهف بعد المغرب يوم الجمعة
الأدلة على غسل يوم الجمعة
فيما يلي مجموعة من الأدلة التي تتعلق بالاغتسال في يوم الجمعة وجوبه أو استحبابه على استحباب الاغتسال في يوم الجمعة دون وجوبه وهذا ما يتفق مع الرأي الراجح لأهل العلم:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن اغْتَسَلَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ”.[7]
- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها زوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت: “كان الناسُ يأتونَ الجمعةَ من منازلِهم ومنَ العَوالي فيأتونَ في العَباءِ ويصيبُهمُ الغبارُ فيخرجُ منهم الريحُ فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إنسانٌ منهم وهو عندي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ : لو أنَّكم تَطهرْتُم ليومِكم هذا”،[8] وقوله: “لو أنَّكم تَطهَّرتم ليومِكم هذا” يدلُّ على أنَّ غُسلَ الجُمُعةِ مستحب ليس بواجبٍ.
شاهد أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة لمن صلى العيد
متى يبدأ وقت غسل الجمعة ومتى ينتهي
يبدأ موعد الاغتسال في يوم الجمعة بدءاً من بزوغ الفجر في يوم الجمعة بحسب ما بيّنه أهل العلم، وأكثر وقت مستحب في ذلك هو الاغتسال قبل الذهاب لصلاة يوم الجمعة، وذلك لأن الاغتسال سنة بحسب الراجح والسنة تكون قبل صلاة الجمعة، أما من اغتسل بعد الصلاة فلم يقم بالفضل المأمور به لأن الفضل مخصوص لمَن أتى الصلاة مغتسلاً أي اغتسل قبلها وليس بعدها.
إلى هنا نصل لختام مقال حكم الاغتسال يوم الجمعة في المذاهب الأربعة، والذي وضّح بشكل مفصّل ما هو حكم الاغتسال بحسب المذاهب الأربعة ورأي الشيخ ابن باز، كما قدّم أدلة على حكم الاغتسال، مع توضيح وقته وموعده في يوم الجمعة.