معلومات إسلامية

اثقل صلاة على المنافقين وأبرز صفاتهم الدنيوية

اثقل صلاة على المنافقين هو ما سيتم الحديث عنه في السطور التالية من هذا المقال، فالمنافقين يجدون في الصلاة والعبادة والطاعة الثقل والهم، ويقومون إليها ثقالًا كسالى مجبرين على ما يقومون به لئلا يشكّ المسلمون بحقيقة كفرهم وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى، وإنّ موقع أطروحة يهتمّ بالحديث عن الصلوات التي تعدّ الأثقل على قلوب المنافقين.

المنافقين

المنافقون هم الأشخاص الذين اختاروا طريق النفاق والكذب والخداع، هم الذين اشتروا الضلالة بالهدى، وسعيهم في الحياة الدنيا سيكون في الآخرة هباءً، ستضيع أعمالهم وتحبط مهما كثرت، وذلك لأنهم يضمرون الكفر والشرك ويُظهرون الإيمان والإسلام لمن حولهم، والنفاق يعد من أمراض القلوب الخطيرة التي تصل آثارها السيئة والخطيرة إلى المسلمين، فلقد كان ضررهم عظيمًا على المسلمين في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كذلك ظهرت أعراضه الخطيرة في جميع مراحل الدولة الإسلامية والخلافات الإسلامية المختلفة.

وقد أعدّ الله تعالى للمنافقين العذاب الأليم في الآخرة، وذكرهم في القرآن الكريم في العديد من الآيات المباركة، قال الله عزّ وجل في الذكر الحكيم: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}. [1] كما وحذّر سبحانه وتعالى عباده منهم فقال جلّ وعلا: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}. [2] فلا بدّ من الحذر من النفاق والمنافقين وكلّ من يتصف بخصالهم.[3]

شاهد أيضًا: ما هي واجبات الصلاة الثمانية

اثقل صلاة على المنافقين

إنّ أثقل صلاةٍ على المنافقين هي صلاتي العشاء والفجر، فقد ورد الحديث النبويّ الشريف عن الصحابيّ الجليل أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا”.[4]

حيث يبيّن الرسول صلّى الله عليه وسلّم من خلال هذا الحديث المبارك أنّ المنافقين يجدون الصلاة ثقيلةً على قلوبهم، لكنّ أثقل فرضين هما العشاء والفجر، رغم أنّ في هاتين الصلاتين الأجر العظيم والفضل الكبير الذي لو أدركوه لأتوهما ولو كان يحبون حبوًا، فقط من أجل أن ينالوا رضا الله تعالى وينالوا الأجر والفضل المترتب عليهما.[5]

شاهد أيضًا: حكم تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل

من صفات المنافقين التخلف عن صلاة الفجر جماعة

يتخلّف المنافقون عن صلاة الفجر لأنّها تعدّ من أثقل الصلوات عليهم، فيرى المنافقون أنّ الصلاة ثقيلة على قلوبهم يؤدونها رغمًا عنهم بكسلٍ، وهذا الأمر يعدّ من العلامات المميزة والصفات الخاصة بالمنافقين.

فالمسلم الحقيقي هو من يسارع لأداء صلاته في وقتها دون كسلٍ ودون أن يشعر بأنها همٌ يجثو على قلبه، هو الذي ينتظر الصلاة ليقيمها كما أمره الله تعالى وكما علمّه النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وهو الذي يسارع إلى أداء صلاة الفجر والعشاء جماعةً في المسجد لنوال رضا الله تعالى وحفظه وفضله.[5]

درجة حديث أثقل الصلاة على المنافقين

إنّ الحديث النبوي الذي يقول: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا” من الأحاديث الصحيحة والتي ورد ذكرها في صحيحي البخاري ومسلم.

وقد رواه العديد من الصحابة الكرام منهم أبو هريرة رضي الله عنه وصفوان بن المعطل رضي الله عنه، كذلك روي عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه، فهو حديث ثابتٌ وصحيح ولا ضعف فيه مطلقًا، والله أعلم.[6]

هل يُعدّ منافقًا مَن لا يحافظ على الفجر؟

قال ابن باز رحمه الله تعالى أنّ المسلم الذي لا يحافظ على صلاة الفجر فهو يشابه المنافقين، لأنّ عدم المحافظة على صلاة الفجر في وقتها ومع جماعة المسلمين فقد تخصّل بخصلةٍ من خصال المنافقين واتصف بإحدى صفاتهم.

لذلك لا بدّ للمسلم من الحفاظ على صلاة الفجر وأدائها في وقتها والرجال من المسلمين يقومون بها مع جماعة المسلمين في المساجد والبعد عن التقاعس والكسل لأنّ ذلك نفاقٌ عمليّ والعياذ بالله منه.[7]

ما الاجر الذي يناله المحافظ على صلاة الفجر والعشاء؟

يترتب على الحفاظ على صلاتي الفجر والعشاء الكثير من الأجر والفضل العظيم يناله المسلم في الدنيا والآخرة، ومن فوائد الحفاظ على صلاتي الفجر والعشاء ما يأتي: [8]

  • نال المسلم براءةً من نار جهنّم.
  • كما نال براءة من النفاق في الدنيا والآخرة.
  • ونال أجر الصلاتين في وقتهما.
  • كذلك نال حفظ الله تعالى كل اليوم.
  • من صلى العشاء كأنه قام نصف الليل.
  • كما أن من صلى الفجر كأنه قام الليل كله.

شاهد أيضًا: سنن مهجورة في الصلاة

ما هو النفاق في الصلاة؟

النفاق في الصلاة هو التقاعس والتقصير في أداء الصلوات، فكلّ من قصّر في صلاته ولا سيما إن صار يقوم إليها ثقيلًا كسولًا كان منافقًا فيها واتصف بإحدى خصال المنافقين التي حذّر منها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا من أعراض نقص الإيمان وضعفه في قلب المسلم، لذلك لا بدّ له من التنبه لهذا الأمر الخطير وكذلك أن يبادر في أداء صلواته في وقتها دون كسلٍ ولا ملل، وذلك ليبرئه الله تعالى من النفاق ويغفر له ما قصّر ويعفو عنه، والله أعلم.

وفي الختام فقد تحدثنا في هذا المقال عن اثقل صلاة على المنافقين وكذلك عن الصلوات التي يتقاعس فيها المنافقون، كما تم تعريف المنافقين وأجر الحفاظ على صلاتي العشاء والفجر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock