من هم دهاة العرب الاربعة والقضاة الأربعة
من هم دهاة العرب الاربعة ومن هم قضاة العرب الأربعة ومن هم الدهاة الخمسة، وما هو فن الحيلة والذكاء، فقد اتصف العرب بصفات عظيمة ورائعة في الذكاء والحكمة والدهاء وغير ذلك، في العقل والفكر والجسد، ومن خلال موقع أطروحة سيتم تسليط الضوء على دهاة العرب وتسليط الضوء على حياتهم ولمحة عن تاريخهم.
ما معنى داهية العرب
إن كلمة الداهية لها معانٍ كثيرة في معاجم اللغة، فالداهية هي المصيبة الشديدة، والجمع منها أدهياء، ولما يقال رجلٌ داهية فهو الرجل العاقل الجيد الرأي البصير بالأمور، والداهية هي البلية، والمصيبة والمنكر العظيم، والدهاء يختلف عن الذكاء فالذكاء هو الحدة في القلب وسعة الفهم، أما الدهاء فهو الفكر وجودة الرأي، والداهية هو البصير بالأمور والحيل، والدهاء أعظم من الذكاء فكل داهية ذكي وليس كل ذكي داهية، ويقال داهية العرب أي أشد العرب فطنةً وعقلًا وصواب رأي.[1]
شاهد أيضًا: هل اسلم النجاشي ملك الحبشة قبل وفاته؟
من هم دهاة العرب الاربعة
قيل أن دهاة العرب أربعة، وهم معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه، فمعاوية للحلم والأناة، وعمرو للمعضلات، والمغيرة للمبادهة، وزياد للكبير والصغير، وقيل أيضًا أن الدهاة أربعة، معاوية للروية وعمرو للبديهة والمغيرة للمعضلات والله أعلم.[2]
معاوية بن أبي سفيان
هو أحد دهاة العرب وأكثرهم ذكاءً، وهو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواحد من كتّاب الوحي، وهو سادس خليفةٍ إسلامي، وأول خليفة في بني أميّة، ويعد مؤسس الدولة الأموية في الشام، مولودٌ في مكة المكرمة، وقد أسلم قبل الفتح، وقد قاد الجيوش في فتح الشام في عهد أبي بكر رضي الله عنه وتولى دمشق في عهد عمر رضي الله عنه، ويرجع نسبه إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد توفي في دمشق سنة 60 للهجرة عن عمرٍ بلغ 78 عامًا والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: ما هو الشاهد والمشهود
عمرو بن العاص
واحدٌ من دهاة العرب الأربعة، وهو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، يصل نسبه إبى مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو أبو عبد الله السهمي القرشي الكناني، وهو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد القادة العسكريين البارزين في الإسلام، وكان من قادة فتح الشام وفتح مصر وأول والٍ مسلم على مصر، أسلم في السنة الثامنة للهجرة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، قاد حروب الردة مع أبو بكر وساهم بقيادة خالد بن الوليد في فتح فلسطين، وقد توفي في مصر في السنة 43هـ وله من العمر ثمانٍ وثمانين عامًا، وقد تم وصفه بأنه أدهى العرب.[4]
المغيرة بن شعبة
من دهاة العرب الأربعة المغيرة بن شعبة، وهو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، مولودٌ في الطائف في ثقيف، وقد كان كثير السفر، وكان إسلامه في عام الخندق، وقد كنّي بأبي عيسى وأبي عبد الله، وهو أحد دهاة العرب وأصحاب رأيها، ومن كبار الصحابة الكرام، وقد اتصف بالشجاعة والحكمة والدهاء، وقد قيل فيه: “كان لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما” كانت وفاته في الكوفة عن عمرٍ بلغ سبعين عامًا والله أعلم.[5]
زياد بن أبيه
من دهاة العرب المسلمين زياد بن أبيه، وهو قائدٌ عربي مسلم، وكان علمًا من الأعلام في العهد الراشدي، وأحد الساسة الأمويين، كان اسم أبيه ونسبه مجهولًا، فلم يعرف من أبوه، فقيل أنّه زياد بن عبيد الثقفي، وقيل أنه ابن أبي سفيان شقيق معاوية بن أبي سفيان، وقد كان أحد المساهمين في تقوية وتثبيت الدولة الأموية، كانت ولادته في الطائف لأمٍ اسمها سمية، وهي جارية عند الطبيب الحارث بن كلدة، صار زياد من خطباء العرب وفصحائهم، وقد عمل كاتبًا لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقد تولى فارس وكرمان في عهد علي بن أبي طالب، وقد ولاه معاوية بن أبي سفيان على البصرة وخراسان والكوفة.[6]
من هم الدهاة الخمسه
إن الوارد أيضًا عن بعض أهل العلم أن دهاة العرب خمسة وليسوا أربعةً فقط، فقد قال الزهري: “الدهاة خمسة: معاوية وعمرو والمغيرة، واثنان مع علي وهما قيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن بديل بن ورقاء” وفصّل فيهم الشعبي بقوله: “فأما معاوية بن أبي سفيان فللأناة والحلم، وأما عمرو بن العاص فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة ، وأما زياد فللصغير والكبير، وكان قيس بن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين، وكان أعظمهم كرمًا وفضلاً”.[7]
شاهد أيضًا: ما هو الشذوذ في الإسلام وما هو حكمه
من هو داهية العرب
لم يتفق العرب على داهيةٍ واحدٍ فيهم، فقد اختلف العرب بينهم من الأشد دهاءً بين دهاة العرب الموجودين، فقيل أن عمرو بن العاص يلقب بداهية العرب، وذلك لجودة رأيه وكثرة حيله، وقد كان أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر، وقيل أن داهية العرب هو معاوية بن أبي سفيان، وقيل أن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه أدهى العرب لولا الإسلام، فهو الداهية الذي يتفجر حيلةً ومهارة، وهو الذي قال في حق نفسه: “لولا الإسلام، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب” وذلك لأنه كان حاد الذكاء واسع الحيلة متوقد الذهن.[8]
من هم القضاة العرب الأربعة
مع بيان من هم دهاة العرب الاربعة، فإن ما ورد في قضاة العرب الأربعة ما ذكره الشعبي رحمه الله حيث قال: “القضاة أربعة: أبو بكر وعمر، وبن مسعود، وأبو موسى” فأبو بكر الصديق رضي الله وعمر بن الخطاب وعبد الله مسعود وأبو موسى الأشعري، كلهم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا من أحكم وأعدل القضاة على مر العصور عند العرب وغيرهم.
بهذا نختتم مقال من هم دهاة العرب الاربعة، الذي تم من خلاله التعريف بدهاة العرب، وبيان من هو داهية العرب الأكثر دهاءً، وكذلك تم تسليط الضوء على حياة دهاة العرب، وقد عرف المقال من هم القضاة العرب الأربعة.