معلومات إسلامية

ما هو اجر الصائم عند الله وهل كل الصائمين ينالون الأجر ذاته؟

ما هو اجر الصائم عند الله وهل كل الصائمين ينالون الأجر ذاته؟ فالصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ولا يكتمل دين المرء إلّا عندما يحقّق الأركان كلّها، وكلّ هذه الأركان لها أجر وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ويختلف هذا الأجر بحسب إخلاص المرء في عبادته، لذلك يهتم موقع أطروحة بالتعرف عن الأجر الذي يناله الصائم جزاء صومه لله عزّ وجلّ.

ما هو اجر الصائم عند الله

كلّ الأعمال والعبادات لها أجر وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، لأنّ الله لا يضيع أجر المحسنين، ولكنّ الصيام له منزلة خاصّة عند الله سبحانه وتعالى، فقد ثبت في الصحيحين في عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن ربّه تبارك وتعالى: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ“.[1] ففي هذا الحديث دليل جليّ وواضح على عظمة أجر الصائم عند الله سبحانه وتعالى، لأنّ كلّ الأعمال والعبادات هي للمرء، أمّا الصيام فهو لله عزّ وجلّ، يجزي الناس به كيف يشاء، والله سبحانه وتعالى هو أكرم من يجزي على عمل، ومن كرمه أنّه لا يضيع أجر المحسنين، والله أعلم.

ما هو اجر الصائم عند الله

شاهد أيضًا: فضائل شهر رمضان pdf

هل كل الصائمين ينالون الاجر ذاته يوم القيامة؟

لا أحد يعلم الأجر والثواب على الأعمال إلّا الله سبحانه وتعالى وحده دون سواه، لأنّه جلّ جلاله يعلم سرائر المخلوقات وبواطن صدورها، ويعلم ما يخفى في صدور الناس وأكثر من ذلك، وقد قال الله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}.[3] فإنّ الآية الكريمة تبيّن أنّ لكلّ شخص نصيبًا من عمله وعبادته لله سبحانه وتعالى، وإخلاصه النيّة لوجه الله ، ويختلف هذا النصيب  باختلاف أعمال الناس ومدى صدقها، والله عزّ وجلّ هو وحده من يعلم أعمال الخلائق ونيّاتهم، ولا تغيب عنه مثقال ذرّة من عملهم، وسيجزيهم على أعمالهم كلّها يوم القيامة، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل تعلم عن رمضان

فضائل صيام شهر رمضان

فرض الله سبحانه وتعالى الصوم في رمضان على عباده، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، وجعل له فضائل عديدة، بعضها ذكر في القرآن الكريم، والبعض الآخر في السنّة النبويّة، فمن فضائل الصيام في رمضان عتق الرقاب من النار، ومغفرة الذنوب التي اقترفها الإنسان في حياته كلّها قبل الصيام، قال رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم: “مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.[4] ومن فضائل شهر رمضان المبارك أنّه تُفتّح فيه أبواب الجنّة، وتُغلق أبواب النار، وتصفّد الشياطين وتسلسل، وقيام ليلة القدر من شهر رمضان خير من قيام ألف شهر، وإذا قامها الإنسان مخلصًا لله سبحانه وتعالى، فإنّ الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: فضائل شهر رمضان أحاديث ، أهم الأحاديث

فوائد الصيام في الإسلام

إنّ للصيام فوائد طبّيّة عديدة، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى وعباده، بأن يقدّم لنا العلاج ويعطينا عليه الأجر والثواب العظيم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اغزوا تغنَموا وصوموا تصحُّوا وسافِروا تستَغنوا“.[6] وقد أكّدت الدراسات الحديثة على حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث تبيّن دور الصيام في علاج الكثير من الأمراض المستعصية، وأبرزها السرطان، فلم يجد الأطبّاء علاجًا صحّيًّا وفعّالًا للسرطان إلى الصيام، كما يلجأ بعض الأطبّاء الأجانب إلى نصح المرضى بالصيام، لعلاج أمراض القلب، والأمراض التنفسيّة كالربو، والتهاب المفاصل والتهاب المرارة، وغيرها من الأمراض العديدة، فسبحان الله الرحيم بعباده.

شاهد أيضًا: كم صام الرسول صلى الله عليه وسلم من رمضان

فوائد الصيام في القرآن

ذكر القرآن الكريم عدّة فوائد للصيام على المسلم، وأبرز هذه الفوائد هي فوائد للروح والقلب من أجل تطهيره، فقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[7] فأوّل فائدة للصيام هي بلوغ تقوى الله تعالى، لأنّ الصيام ينهى الإنسان عن الرفث والفسوق ومخاصمة الناس، ويبعده عن الفحشاء والمنكر، فيتفرّغ المرء لطاعة الله تعالى، ويمتلئ قلبه بتقوى الله، وأمّا ثاني الفوائد، فهي شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه كلّها، لأنّ الإنسان عندما يُحرم من نعمة الطعام والشراب، فإنّه يشعر بقيمتها الكبيرة، ويحمد الله على هذه النعمة، ويدعوه كي يديمها عليه، وغيرها من الفوائد العظيمة التي لا يعلمها إلّا الله..

شاهد أيضًا: ما هي فضائل صيام شهر رمضان

لماذا جعل الله تعالى اجر الصائم لا حدود له

إنّ الأعمال كلّها سبحانه وتعالى، ولكنّه عزّ وجلّ فضّل الصيام على سائر الأعمال، وجعل عليه أجرًا عظيمًا، وقد ذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- عدّة أوجه لسبب اختصاص الله عزّ وجلّ، فأوّلها هو أن الصوم ليس فيه رياء ولا كذب، بل إنّه يكون خالصًا لله سبحانه وتعالى، لأنّ الإنسان عندما يترك طعامه وشرابه وشهوته، فإنّه يفعل ذلك ابتغاء وجه الله، بخلاف الأعمال الأخرى التي قد يخالطها شيء من الرياء، والوجه الثاني أنّ معنى قول الله “وأنا أجزي به” هو أنّ الأعمال الأخرى عدا الصيام ثوابها معلوم من عشرة أضعاف إلى سبعمئة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء، أمّا الصيام فإنّ الله عزّ وجلّ يثيب ويجزي به على غير تقدير، والله أعلم.[8]

وهكذا نصل إلى ختام المقال الذي وضّحنا فيه ما هو اجر الصائم عند الله وهل كل الصائمين ينالون الأجر ذاته؟ وذلك من خلال الأحاديث النبويّة الصحيحة، كما تمّ التعريف بفضائل الصيام وفوائده العديدة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock