فضل شهر شعبان ابن باز
فضل شهر شعبان ابن باز هو ما سيتناوله هذا المقال، فمن المعروف أن شهر شعبان من الأشهر المباركة والعظيمة التي ورد في فضلها العديد من الأدلة الشرعية التي تبين فضلها، وهو شهرٌ يسبق شهر رمضان ويلي شهر رجب، ومن واجب المسلم البحث عن الفضل المتعلق بالمكان والزمان واغتنامه بأدلةٍ شرعية صحيحة، وعبر موقع أطروحة سيتم تسليط الضوء على فضائل شهر شعبان كما وردت عن الشيخ ابن باز وأهم نقاط حول فضل شهـر شعـبان.
فضل شهر شعبان ابن باز
لم يرد عن الشيخ ابن باز أنّه خصص حديثًا أو فتوى يتحدث فيها عن فضل شهر شعبان المبارك، لكن ورد له الكثير من الفتاوى والأقوال في أعمال شعبان، والتي منها ما يأتي:[1]
- قال ابن باز: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلا”.
- قال ابن باز: “أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح ، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف ، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة”.
- قال ابن باز: “من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وتخصيص يومها بالصيام وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه, وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها”.
- قال ابن باز: “الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها, وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم, وليس له أصل في الشرع المطهر, بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم”.
شاهد أيضًا: كيفية قيام ليلة النصف من شعبان
فضل شهر شعبان ابن عثيمين
ورد أيضًا عن الشيخ ابن عثيمين الكثير من الأقوال والأحاديث عن فضل شهر شعبان المبارك، والتي بيّن فيها ضرورة التزام هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته في شعبان وعدم الخوض في البدع والمحدثات من الأعمال بغير وجه حق وبغير دليلٍ شرعي، ومما ورد عن الشيخ ابن عثيمين في شعبان ما يأتي:[1]
- قال ابن عثيمين: “بعض الناس يصنعون أطعمة في يوم النصف يوزعونها على الفقراء ويسمونها عشيات الوالدين. وهذا لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون تخصيص هذا اليوم به من البدع”.
- قال ابن عثيمين: ” قيام ليلة النصف من شعبان له ثلاث مراتب، أن يكون له عادة في قيام الليل فيفعل في ليلة النصف ما يفعله في غيرها من غير أن يخصها بزيادة فهذا أمر لا بأس به، أن يصلي في ليلة النصف من شعبان دون غيرها من الليالي فهذا بدعة، أن يصلى في تلك الليلة صلوات ذات عدد معلوم، يكرر كل عام، فهذه المرتبة أشد ابتداعاً من المرتبة الثانية وأبعد عن السنة”.
- قال ابن عثيمين: “صيام يوم النصف من شعبان بخصوصه ليس بسنة وإذا لم يكن صومه سنة كان بدعة، لأن الصوم عبادة فإذا لم تثبت مشروعيته كان بدعة”.
- قال ابن عثيمين: “الصحيح أن صيام النصف من شعبان أو تخصيصه بقراءة، أو بذكر لا أصل له، فيوم النصف من شعبان كغيره من أيام النصف في الشهور الأخرى”.
شاهد أيضًا: هل شهر شعبان شهر تساقط الأرواح
فضائل شهر شعبان
علّم النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه كل ما فيه مصلحة لهم في الدنيا والآخرة، فأرشدهم لفضل شهر شعبان المبارك وذلك من خلال صيامه الكثير فيه، وقد ورد في الصحيح عنه -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الصحابي الجليل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- حين قال: “يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ“. [2] فشعبان شهرٌ يستحب الإكثار من الصيام فيه، وهو شهرٌ تُرفع أعمال العباد فيه إلى الله والله ورسوله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: هل ترفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان
فضل إحياء شعبان بالعمل الصالح
ورد عن ابن رجب أنه قال: “صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه” لذلك فقد أخبر أهل العلم في فضل العبادة في هذا الشهر وفصلوا فيها تفصيلًا، وهي ما سيتم عرضه فيما يأتي.[4]
شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان
فضل العبادة في وقت الغفلة كشهر شعبان
إن إحياء شعبان بالأعمال الصالحة له الكثير من الفضل والمكانة، ومن ذلك ما يأتي:
- أن ساعة الغفلة أو وقت الغفلة يكون أخفى للعمل وأبعد عن الرياء.
- وإن العمل الصالح في أوقات الغفلة يكون أشق على النفس البشرية، وكلما زادت مشقة العمل كلما زاد فضله وأجره عند الله.
- كان شعبان من أحب الشهور إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “كان أحَبَّ الشُّهورِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَصومَه: شعبانُ، ثمَّ يصِلُه برَمَضانَ“. [5]
أهم الأحداث التي دارت بشهر شعبان
شهد شهر شعبان الكثير من الأحداث العظيمة على مدار التاريخ الإسلامي، فهو كغيره من الأشهر الهجرية تجري فيه المناسبات والأمور التي لا تتكرر، ومما وقع في شهر شعبان ودار الأحداث الآتية:[6]
- في العاشر من شهر شعبان سنة اثنتين للهجرة قبل غزوة بدر فُرض الصيام على المسلمين.
- في الثاني من شعبان في السنة الخامسة للهجرة وقعت غزوة بني المصطلق.
- في شهر شعبان المبارك تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام الكعبة المشرفة.
- في الثالث والعشرين من شعبان سنة 492هـ استولى الصليبيون على بيت المقدس.
- في شهر شعبان ولد عبد الله بن الزبير أول مولود في الإسلام بعد الهجرة.
- في شهر شعبان توفي عثمان بن مظعون رضي الله عنه حبيب النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من توفي بعد الهجرة من المسلمين.
هل السُّنة صومُ شعبان كله أو بعضه ابن باز
أخبر الشيخ ابن باز رحمه الله أن السنة في صوم شهر شعبان أن يصوم الشهر كله أو أكثره إلا قليلًا منه، وذلك لعديد الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في هذه المسألة والتي تبيّن أن النبي -صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر الشهر، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “كانَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: قدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: قدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِن شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِن صِيَامِهِ مِن شَعْبَانَ كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إلَّا قَلِيلًا“. [7] والله ورسوله أعلم.[8]
إلى هنا نصل لختام مقال فضل شهر شعبان ابن باز، والذي تم من خلاله بيان فضائل شهر شعبان المبارك كما وردت عن الشيخ ابن با وابن عثيمين وبيان العديد من المعلومات الشرعية المتعلقة بهذا الشهر الفضيل.