عقوق الوالدين ، وما هي عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة ؟
عقوق الوالدين ، فقد حثّ الإسلام على ضرورة البر بالوالدين والإحسان لهما، ونهى عن عقوقهما أو الإساءة لهما وذلك في كثير من الأوامر الإلهية الواردة في الذكر الحكيم، والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة المتفق عليها، وقد حذّر منها ودعا إلى اجتنابها وعدّها من أكبر المعاصي، لذا يهتم موقع أطروحة بتقديم معلومات عن عقوق الوالدين، وأشكالها، وأسبابها وعقوبة من يعقّ والديه وذلك في سطور هذا المقال.
عقوق الوالدين
إنّ الوالدين من أعظم النعم التي وهبها الله تعالى لعباده، وعلى الأبناء حمد الله على هذه النعمة، فهما بهجة النفوس وابتسامة الثغور، وراحة الابن ومسكنه، وتاج ثمين على رؤوس الأبناء لا يراه إلا من فقده، لذا حثّ الإسلام وجميع الأديان السماوية على طاعتهما بما يرضي الله، والإحسان لهما، والتودّد والبر بهما، فرضاهما من رضا الله تعالى علينا، لكن رغم ذلك يقوم البعض بإساءة التصرف معهما، والإساءة لهما، ورفع الصوت عليهما، وجرح مشاعرهما بالقول أو بالفعل، وعدد من التصرفات التي تظهر عقوقهم.
إقرأ أيضًا: هل صلاة التراويح واجبة
عقوق الوالدين كبيرة من الكبائر
حيث أن عصيان الوالدين، وسوء معاملتهما يتنافى مع جميع الأديان السماوية، ويعتبر من الكبائر التي يعاقب الله عليها صاحبها عقاباً شديداً، فقد عدّها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ شريفٍ له أنها ثاني أعظم الكبائر بعد الشرك بالله، فمن يقترف هذه المعصية فقد أخطأ في حق نفسه وأهله ودينه، كما أنه لا يمتّ للشريعة الإسلامية السمحة بصلة والتي أوصت أبناء البشرية بالوالدين وحثّتهم على برّهم وأخذ رضاهم، واحترامهم وحبهم والتودد لهم فهم أحق الناس بذلك.
أشكال عقوق الوالدين
من خلال التالي سيتم عرض وتوضيح أشكال العقوق:
- رفع الصوت عليهما أو توبيخهما أو التأفف من طلباتهما.
- الإنشغال بالعمل، أو زيارة الأصدقاء بفترة طويلة وإهمال الوالدين.
- تقديم طاعة الزوجة على طاعة الوالدين، ومعاملتهما بسوء أمامها.
- ذكر أخطاء الوالدين أمام الناس، والخجل بهما، أو الإستياء من عاداتهما وتقاليدهما.
- عدم إشراك الوالدين في الحديث والنقاش، أو مقاطعتهما أثناء الحديث بشكل مستمر.
- انتقاد قرارات الوالدين، بحيث يشعر الإبن أنه كبر ولا يحتاج إلى أخذ مشورة والديه.
إقرأ أيضًا: حكم العادة السرية في رمضان بعد الفجر
أسباب عقوق الوالدين
من خلال التالي سيتم توضيح وإدراج أهمّ أسباب العقوق للأبوين:
- عدم التنشئة الصحيحة للأبناء، فإذا لم تكن تربية الوالدين لأبنائهم على حسن المعاملة والقول الحسن والعطف والحب فيما بينهم، أدى ذلك إلى العقوق.
- جهل الفرد بالعواقب والأضرار التي تنتج عن عقوق الوالدين، أو بفضائل برّهما والإحسان إليهما.
- تناقض الوالدين في أفعالهم وأقوالهم، مما يؤدي إلى نفور الأبناء ودعوتهم إلى التناقض بشكل مستمر.
- أن يكون الوالدان بالأساس عاقين لوالديهم، فهذا يؤثر على الأبناء، لأن الجزاء من جنس العمل، ولأن الأبناء يقتدون بوالديهم.
- أسباب خارجية، منها رفاق السوء أو التشتت الأسري، وعدم عيش الأبناء مع والديهم ضمن أسرة واحدة.
عقوبة عقوق الأبوين
إن عقوق الوالدين لها آثارٌ وخيمةٌ يعاقب عليها الإنسان في الدنيا والآخرة وهي كالتالي:
- يستحق كل من عقّ والديه أو لعنهما وسبّهما لعنة الله تعالى.
- تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة.
- عقوق الأبوين سبب في دخول النار وحرمانه دخول الجنة.
- زوال البركة من حياة العاق بوالديه وبحياته، وسبب في قلّة رزقه وعدم استجابة دعائه.
إقرأ أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد اخر
كيف أعرف أني عاق الوالدين؟
إن عقوق الوالدين لها صور كثيرة، والعقوق هو كل سوء أدب مع الوالدين، كرفع الصوت عليهما، وتقدم المشي بينهما، ومناداتهما بأسمائهما المجردة، والوصف الذي لا ينمّ عن احترام وتقدير، والتنكّر لمعروفهما، وحتى أن كلمة “أوف” تعتبر إحدى صور العقوق، لقوله تعالى: {فلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} [1].وإبكائهما، ووضعهما في دار المسنين، وتقطيب الجبين بهما، والتعدي عليهما بالضرب أو عدم الإنفاق عليهما عند كبرهما.
وهكذا نصل إلى ختام مقال عقوق الوالدين، حيث تم التعريف بالعقوق بالأبوين والتنبيه من هذه المعصية، وعرض أهم أسباب العقوق، وأشكالها، عقوبتها.