أحكام شرعية

حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز، ما حكم النمص في الإسلام

حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز وهل يجوز تقصير شعر الحاجب بالمقص وما حكم نتف الحاجب وما حكم النمص في الإسلام، هي الأحكام الشرعية التي تبحث عنها كلّ امرأة مسلمة، وقد وضح الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى معظم الأحكام الشرعية الهامة التي تتعلق بشعر الحاجبين وشعر الوجه عند النساء والرجال عمومًا، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الدين الإسلامي قد شرّع الزينة لكن بضوابط وأحكام على كلّ مسلم ومسلمة أن لا يتعداها، ومن خلال موقع أطروحة سيتم بيان معنى النمص وحكمه الشرعي وحكم الأخذ من شعر الحاجبين لأجل الزينة لابن باز.

ما معنى النمص

اختلف أهل العلم في المراد العيني بالنص في الشريعة الإسلامية، ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد لعن النامصة والمتنمصة، فقال بعض أهل العلم أنه نتف شعر الوجه ومنهم من قال أنّه أخذ شعر الوجه بأي وسيلة، نتفًا كان أو حلقًا، وآخرون قالوا أنّ النمص هو أخذ شعر الحاجبين فقط دون باقي شعر الوجه، وقول أنه نتف شعر الحاجبين هو القول الراجح والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حلمت أن زوجي تزوج علي وكنت زعلانة، فما تفسير ابن سيرين وابن شاهين والنابلسي؟

حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز

لم يرد عن الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى فتوى مخصصة لمسألة حلق الحواجب بالموس، إنما وردت عنه الكثير من الفتاوى عن إزالة الحواجب ونتفها وقصها، وقد سُئل عن حكم إزالة الشعر بين الحاجبين فأجاب بقوله:

“لا أعلم مانعاً من ذلك لأنه ليس من الحاجبين وإن تركته احتياطاً فحسن، وأما زواله فلا أعلم فيه بأساً؛ لأنه ليس من الحاجبين اللذين جاء فيهما النهي عن النمص وإن تركته أخذاً بقول من قال: إن النمص يشمل الشعر بجميع الوجه، فهذا من باب الاحتياط، من باب: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإلا فالأصل أنه ليس من الحاجبين وإنما هو جزء بينهما، وقد يسبب شيئاً من التشويه أو الكراهة من الزوج، فالحاصل: أنه لا حرج فيه إن شاء الله وإن ترك على سبيل الاحتياط فأرجو أن ذلك حسن إن شاء الله عملاً بالعموم والله ولي التوفيق”.

شاهد أيضًا: ما حكم الاجهاض في الاسلام ، حكم إسقاط الجنين

حكم الأخذ من شعر الحاجبين لأجل الزينة لابن باز

ورد كذلك للشيخ ابن باز عن حكم إزالة شعر الحاجبين للمرأة للزينة فأجاب بقوله رحمه الله:

“ليس للمرأة أن تأخذ من شعر حاجبيها أو وجهها شيئاً؛ لأن أهل العلم باللغة العربية قالوا: إن النمص الذي لعن الرسول ﷺ صاحبه هو الأخذ من الحاجبين أو من شعر الوجه، ونتف ذلك أو أخذه بالمنماص وهو المنقاش فليس لها أن تأخذ من حاجبيها، وليس لها أن تأخذ من شعر وجهها، بل عليها أن تدع ذلك، وتحذر ما جاء عن النبي ﷺ من اللعن؛ لأن الرسول ﷺ لعن النامصة والمتنمصة، قال العلماء: والنمص: أخذ شعر الوجه أو أخذ شعر الحاجبين، فليس لها أن تفعل ذلك، وعليها أن تتقي الله في ذلك، لكن لو نبت لها لحية، أو شارب، أو شعر خلاف العادة يعني يشينها فلا بأس أن تأخذه وتزيله، أما الشيء العادي الذي ما فيه استنكار هذا يترك، وهكذا الحاجبان لا يتعرض لهما. نعم”. [فتاوى ابن باز]

حكم الأخذ من شعر الحاجبين لأجل الزينة لابن باز

حكم تنظيف الحواجب ابن عثيمين

سُئل الشيخ ابن عثيمين كذلك عن حكم تنظيف الحواجب وإخراج الزائد من الحواجب وليس القص، فأجاب رحمه الله في فتوى أصدرها:

“أخذ الزائد من الحواجب ينقسم إلى قسمين: إما أن يكون منكراً عن طريق النتف فهذا لا يجوز؛ لأنه من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعلته، وإذا كان بطريق القص فقد قال بعض العلماء أنه من النمص أيضاً، فيدخل في اللعنة أيضاً، وقال آخرون: ليس من النمص. فلا يدخل في اللعنة، ولكنه مع هذا لا ينبغي إلا إذا كانت الحواجب كثيرة الشعر بحيث إنها تجعل على العين ظلمة، وقصراً في النظر، فهذا لا بأس أن تزيل ما يخشى منه هذا المحظور”.[فتاوى نور على الدرب]

حكم حلق الحواجب بالموس للرجال

ورد عن أهل العلم أن حلق الحاجب عند الرجال لا يجوز، فهو من النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين أن إزالة الشعر من الحاجب إن كان نتفًا فهو نمص، وهو من كبائر الذنوب، وخص النبي صلى الله عليه وسلم لعن المرأة في الحديث لأنّها هي من تفعله في الغالب تجملًا، أما لو صنعه الرجل فهو ملعونٌ مثلها، ولو أنه لم يكن نتفًا كالحلق أو القص فإن الكثير من أهل العلم من يرون أنه مثل النمص ولا فرق بينهما، والأفضل تركه مطلقًا، وفي فتاوى اللجنة الدائمة ورد ما يأتي: “لا يجوز حلق الحواجب ولا تخفيفها؛ لأن ذلك هو النمص الذي لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- من فعلته، أو طلبت فعله، فالواجب عليك التوبة والاستغفار مما مضى، وأن تحذري ذلك في المستقبل” والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم بيع الكلية للحاجة والفقر، هل يجوز بيع أعضاء من الجسد لسداد الدين

حكم النمص في الشريعة الإسلامية

يحرم النمص في الإسلام تحريمًا شاملًا، وبذلك نص الشافعية والحنابلة واختاره ابن حزم وابن عثيمين وأفتت به اللجنة الدائمة، وقد استدل أهل العلم على ذلك بقوله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}. [سورة النساء: الآية119]

وكذلك ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لعن اللهُ الواشِماتِ والمُوتَشِماتِ، والمتنَمِّصاتِ، والمتفَلِّجاتِ للحُسنِ المغَيِّراتِ خَلْقَ اللهِ، فبلغ ذلك امرأةً مِن بني أسَدٍ يُقالُ لها أمُّ يعقوبَ، فجاءت فقالت: إنَّه بلغني عنك أنَّك لعَنْتَ كيتَ وكيتَ، فقال: وما لي لا ألعَنُ مَن لعنَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَن هو في كتابِ اللهِ، فقالت: لقَد قرأتُ ما بين اللَّوحَينِ، فما وجَدْتُ فيه ما تقولُ، قال: لئِنْ كُنتِ قرأتِيه لقد وجَدْتِيه، أمَا قرأتِ: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا؟ قالت: بلى، قال: فإنَّه قد نهى عنه، قالت: فإنِّي أرى أهلَك يَفعَلونَه، قال: فاذهَبي فانظُري، فذهَبَت فنَظَرت، فلم تَرَ مِن حاجَتِها شيئًا، فقال: لو كانت كذلكِ ما جامَعْتُها”.[رواه البخاري 4886]

حكم النمص للمتزوجة

ورد في المذاهب الفقهية الأربعة ما يدل على أنّه يجوز النمص للمتزوجة ولغير المتزوجة، وجمهور أهل العلم أن الجواز مقيد بالمتزوجة، ومذهبهم في غير المتزوجة بعدم الجواز، وذلك كما جاء في الموسوعة الفقهية: “ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ التَّنَمُّصُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ، وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ فِعْل ذَلِكَ إِذَا اُحْتِيجَ إِلَيْهِ لِعِلاَجٍ أَوْ عَيْبٍ، بِشَرْطِ أَنْ لاَ يَكُونَ فِيهِ تَدْلِيسٌ عَلَى الآْخَرِينَ، قَال الْعَدَوِيُّ: وَالنَّهْيُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمَنْهِيَّةِ عَنِ اسْتِعْمَال مَا هُوَ زِينَةٌ لَهَا، كَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا، وَالْمَفْقُودِ زَوْجُهَا. أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ فَيَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا التَّنَمُّصُ، إِذَا كَانَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ، أَوْ دَلَّتْ قَرِينَةٌ عَلَى ذَلِكَ؛ لأِنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالزِّينَةُ مَطْلُوبَةٌ لِلتَّحْصِينِ، وَالْمَرْأَةُ مَأْمُورَةٌ بِهَا شَرْعًا لِزَوْجِهَا. وَدَلِيلُهُمْ مَا رَوَتْهُ بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ، أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- عَنِ الْحِفَافِ، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ لَك زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنْ تَنْتَزِعِي مُقْلَتَيْك، فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَن مِمَّا هُمَا، فَافْعَلِي. صحيح مسلم بشرح النووي”. والراجح في القول أنّه لا يجوز ذلك مطلقًا سواءً بإذن الزوج أو بغير إذنه والله ورسوله أعلم.[موقع إسلام ويب]

هل النمص من الكبائر

أشار أهل العلم إلى أن النمص من الكبائر المحرمة، فتخفيف شعر الحاجب إن كان بالنتف فهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسم لعن النامصة والمتنمصة، ولعن من فعله، أما لو كان قصًا وحفًا فهذا مكروه ومحرم وآخرون من أهل العلم قالوا من الكبائر فهو من النمص المحرم في الشريعة الإسلامية، فالنمص لا يختص بالنتف كتعريفٍ عام إنما هو إزالة شعر الحاجبين والوجه بأي طريقٍ كانت والله ورسوله أعلم.

حكم إزالة شعر الوجه غير شعر الحاجبين للمرأة

ذكر أهل العلم أنّه يجوز إزالة شعر الجسم كلّه للمرأة عدا شعر الحاجب، فالمرأة يُطلب منها شرعًا أن تتزين لزوجها، ومن التزين أن تأخذ شعر بدنها الزائد، ومنه سائر شعر الوجه الذي يعد شاذًا حتى الشعر الذي بين الحاجبين أفتت اللجنة الدائمة بجواز أخذه وإزالته ولو نتفًا لأنه ليس من أصل الحاجب، وشعر الذقن والشارب أولى من الشعر الذي بين الحاجبين فيجوز للمرأة إزالته والله أعلم.

حكم الأخذ من شعر الحاجب بالمقص

لا يجوز للمرأة أخذ شيء من حاجبها, ولا تعديله بالمقص, ولا بغيره؛ لأن هذا يعد من النمص المحرم الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم من تفعله لنفسها ولغيرها، لكن إن كان شعر الحاجب زائدًا زيادة مؤذية، كأن يسقط على العين فتتأذى به، أو نحو ذلك مما يشوه الخلقة تشويهًا معتبرًا فلا حرج في إزالة ما يؤذي، أو يشين، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم اللهو واللعب يوم العيد والإكثار من التسلية في العيد

هل يجوز تشقير الحواجب

ببيان حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز فإنّ أهل العلم المعاصرين اختلفوا في حكم تشقير الحواجب، فمنعه فريقٌ منهم وأباحه فريقٌ منهم، فاللجنة الدائمة للإفتاء اختارت تحريمه بالمطلق، فهو من تغيير خلق الله سبحانه وتعالى، ولأنه يشابه النمص في مقصوده، وهو تقليد للكفار والمشركين فلا يجوز، وممن الختار تحريمه من المعاصرين الشيخ عبد الله الجبرين، أما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد اختار إباحته وما وقع أهل العلم فيه في خلاف فالأحوط للمسلم تركه درءًا للشبهة.

هل يجوز حلق اللحية بالموس للرجال

ذهب جمهور أهل العلم إلى أن حلق اللحية حرام ونقل الإجماع على ذلك ابن حزم وأبو الحسن المالكي وابن عبد البر، حلق اللحية حرام لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة والصريحة والأخبار ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار فمن ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب” وقد دل الكتاب والسنة والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة ؛ لأن مشابهتهم في الظاهر سبباً لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل وفي نفس الاعتقادات ، فهي تورث محبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه باليهود والنصارى والله ورسوله أعلم.

بهذه الأحكام الشرعية نختتم مقال حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز، والذي تمّ من خلاله بيان رأي الشريعة الإسلامية بحلق الحواجب وقصها ونتفها، وسلط الضوء على معنى النمص وحكمه في الإسلام وأقوال أهل العلم فيه، كما بيّن حكم حلق شعر الوجه للمرأة وحكم حلق اللحية للرجل.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock