حكم النوم على جنابة في رمضان والاستيقاظ عند الفجر للاغتسال
حكم النوم على جنابة في رمضان والاستيقاظ عند الفجر للاغتسال، حيث يعاني البعض من مشكلة عدم توفّر الماء الكافي للاغتسال ورفع الحدث في الوقت المناسب، لذلك يقومون بتأخير هذه العمليّة إلى وقت توفّر المياه، ولذلك يهتم موقع أطروحة ببيان الحُكم الشرعي لتأخير الاغتسال من الجَنابة والنّوم على ذلك الأمر.
حكم النوم على جنابة في رمضان
يجوز النّوم على جَنابة في رَمضان، لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يأتي أهله في الليل وينام، ويستيقظ عند الصبح ويغتسل ويصبح صائمًا، فلا خرج في الرقود على الجَنابة، ولكن من سنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الوضوء أو الاغتسال قبل النّوم، فإذا لم يجد الإنسان ماءً كافيًا للغسل ليلًا، يتوضأ وينام، ويغتسل في الصباح، ولا حرج عليه، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: هل اذا كنت على جنابه يقبل صيامي ويكون صحيحًا أم لا
حكم من جهل جواز تأخير غسل الجنابة إلى بعد الفجر
إنّ هذا الجهل كلّه نتيجة الانشغال بالدنيا ونعيمها الزائل، وعدم اهتمام المرء بأمور دينه وآخرته، ومن واجب المرء أن يتفقّه في دينه، كي لا يقع في الحرام والشبهات، ولا يضع نفسه تحت حرج السؤال، وقد أفتى العلماء انّه يجوز تأخير غسل الجنب إلى ما بعد الصبح، لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- كان يفعل ذلك، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أُرسل رحمة لنا، وهو قدوتنا وأسوتنا، فإذا كان رسول الله يفعل ذلك، فلا حرج علينا نحن عامّة الناس أن نفعله، والله أعلم.
شاهد أيضًا: هل صوت المرأه يجرح الصيام وينقص ثوابه أو يبطله
حكم تأخير غسل الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان
لا حرج في تأخير غسل الجنب إلى ما بعد الفجر، إذا كانت الجنابة والجماع فد حدث قبل الفجر، وذلك ممّا روته أمّ سلمة رضي الله عنها “أنَّ مَرْوَانَ أَرْسَلَهُ إلى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا يَسْأَلُ عَنِ الرَّجُلِ يُصْبِحُ جُنُبًا، أَيَصُومُ؟ فَقالَتْ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِن جِمَاعٍ، لا مِن حُلُمٍ، ثُمَّ لا يُفْطِرُ وَلَا يَقْضِي”. [2] ولكن تأخيرها إلى بعد طلوع الشمس مكروه، لأنّ الإنسان يضيّع بذلك صلاة الفجر، فالأولى الاغتسال قبل طلوع الشمس وأداء الصلاة على وقتها، والله أعلم.
شاهد أيضًا: هل اكل الشفايف يبطل الصيام مثلما يبطله الطعام والشراب
هل يجوز الصيام على جنابة في غير رمضان
إنّ الصيام على الجَنابة في رمضان وفي غير رمضان أمر جائز، إذ أنّ الجنابة لا تبطل الصيام، ولكن الأولى أن يسارع المرء بالاغتسال، من أجل أن يؤدّي الصلوات المكتوبة في أوقاتها، فإذا توفّر الماء الكافي للاغتسال ولم يغتسل المرء فإنّه يأثم، بسبب تضييعه لصلواته، ولكن الجنابة بحدّ ذاتها ليست من مبطلات الصيام، والله أعلم.
هل الجنابة تبطل الصيام بعد الفجر
إذا كانت الجنابة ناجمة عن احتلام سواء أكان قبل الفجر أم بعده فالصيام صحيح، لأنّ الاحتلام والإنزال ليس بيد الإنسان، ولك يكلّف الله نفسًا إلا وسعها، ولكن الجنابة الناجمة عن الجماع بعد الفجر هي التي تبطل الصيام، لأنّ الجماع في نهار الصيام محرّم، ومن فعل ذلك فعليه قضاء هذا النهار ودفع كفّارته، وأمّا إذا كان الجماع قبل الفجر فالصيام صحيح، والله أعلم.
هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر إسلام ويب
إنّ الصيام على الجنابة أمر جائز، ولو لم يغتسل المرء إلّا بعد طلوع الفجر، لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصبح جنبًا ويغتسل بعد الفجر ويصوم، ولكنّ تأخير الغسل حتّى الظهر مكروه كراهة شديدة، إذا يتعيّن على المرء تضييع صلاة الفجر بسبب ذلك، فمن الأولى أن يغتسل المرء بعد الفجر كي لا تفوته صلاة الفجر، فإذا لم يجد الماء فإنّه يتيمم لحين توفّر الماء، والله أعلم.
وهكذا نصل إلى ختام مقال حكم النوم على جنابة في رمضان والاستيقاظ عند الفجر للاغتسال، حيث تمّ توضيح الأحكام الشرعية المتعلّقة بالجَنابة والاغتسال منها في رَمضان، بالإضافة لبيان بعض أحكام الصيام على جنابة وعدم الاغتسال حتّى الظهر.