أحكام شرعية

ما حكم الاجهاض في الاسلام ، حكم إسقاط الجنين

ما حكم الاجهاض في الاسلام ومتى يجوز إجهاض الجنين شرعًا، ومراحل الإجهاض وحكمه، واتجاهات العلماء في حكمة الإجهاض قبل نفخ الروح، وحكم إسقاط الجنين قبل الأربعين، كلها من أحكام الإجهاض الشرعية في الإسلام التي يبحث عنها الكثير من المسلمين وكثير من الناس، وذلك بعد أن قامت دول بتشريع قوانين تحظر الإجهاض ودول شرعت قوانين تنظم الإجهاض وتعده قانونيًا، ومن خلال هذا المقال يهتم موقع أطروحة بتسليط الضوء على كل ما يهم معرفته عن حكم الإجهاض في الإسلام.

عناية الإسلام بالأجنة

حفظ الإسلام الحقوق كلها، فحتى الجنين في بطن أمه حقوق له حقوقه الكاملة، فمن حقّ الجنين أن تُحفظ صحّته، فأباح الإسلام للأم الفطر في رمضان من أجله ومن أجلها، وتم تأخير أيّة عقوبات على الأم الحامل من الزنا من أجل صحة الجنين، وقد حفظ الإسلام حقوق الجنين المادية، سواءً بالمال أو العين، ففي الإرث الجنين يورث، ويجوز التوصية له، وتجوز الهبة له، وجعلت الدية لقتله والله ورسوله أعلم.[1]

ما حكم الاجهاض في الاسلام

ما حكم الاجهاض في الاسلام

إن حكم الإجهاض في الإسلام بعد نفخ الروح في الجنين لا يجوز باتّفاق أهل العلم بلا خلافٍ بينهم، أما قبل نفخ الروح ففي حكمه خلاف، إلا أن جمهور أهل العلم قالوا هو محرّمٌ مطلقًا، وآخرون قالوا يكره أن يتم الإسقاط قبل نفخ الروح، وبعضهم قال يباح ذلك قبل نفخ الروح، وهو ما يكون قبل الأربعين الأولى من عمر الجنين، فبعد الأربعين يومًا لا يجوز بالاتفاق بين أهل العلم ولا خلاف بينهم على ذلك، حيث يعرف الإجهاض أنه إخراج الحمل من الرحم في غير موعده الطبيعي عمدًا بأي وسيلة حتى لا يكمل حياته، أي سلب الحياة من الجنين وقتله، وهذا لا يجوز بعد أن تدب الروح فيه وهو جناية وجريمة على الجنين والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم تربية الحمام وهل مربيها لا تقبل شهادته

متى يجوز إجهاض الجنين شرعا

ذكر أهل العلم أن الإجهاض محرمٌ شرعًا، ولو كان الجنين في طور النطفة على الراجح، وتشتد الحرمة ويعظم الإثم بعد أن يكون الجنين قد تخلق في بطن أمه ونُفخت فيه الروح، فهو قتلٌ للنفس بغير حق، لكن أشار العلماء إلى بعض الحالات التي يجوز فيها إجهاض الجنين شرعا، وتلك حالات جواز إسقاط الجنين، وهي إما أن تكون حياة الأم في خطر محدق باستمرار الحمل، فيباح إسقاط الجنين لإنقاذ الأم من الموت، وفي الحالة الثانية إذا مات الجنين في بطن أمه من غير تدخل خارجي والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى

حكم إجهاض الجنين من الزنا

لم يفصل أهل العلم من السابقين كثيرًا في تمييز نوع الحمل إن كان من نكاحٍ صحيح أو من زنا وسفاح، وذلك لأنّهم يعتبرون أن الحكم واحد، فلو كان إسقاط الجنين الحاصل من نكاح صحيح محرم شرعًا، فالتحريم مضاعف لإجهاض الجنين الحاصل من زنا، لأنه لو تم إباحة إجهاض أجنة الزنا سيتم التشجيع على أن تفشو الفاحشة في المجتمع، والفاحشة والزنا من أخطر الأمراض وأعظم الآثام التي حرّمها الإسلام، فالشريعة الإسلامية تحرم على الحامل من زنا أن تجهض حملها والله ورسوله أعلم.[4]

مراحل الإجهاض وحكمه إسلام ويب

فصّل القائمون على موقع إسلام ويب في الإجهاض وقسموه لمراحل وبيّنوا حكم كل مرحلة، وقد ذكروا أن هذه المسألة مسألة خلافية بين أهل العلم، وقد كانت المراحل التي وضعوها كما يأتي:[5]

  • المرحلة الأولى: بعد أن يمضي مائة وعشرين يومًا كاملًا من الحمل يعد الإجهاض قتلًا للنفس التي حرم الله قتلها، ولا يجوز الإجهاض في هذه المرحلة بالإجماع إلا في حالات جواز الإجهاض كموت الأم في استمرار الحمل أو موت الجنين في بطن أمه طبيعيًا.
  • المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تكون قبل المائة والعشرين يومًا، وبعد تمام الأربعين، والقول الراجح في الإجهاض فيها التحريم لكنه لا يرتقي لمستوى جريمة القتل إلا إنه إثمٌ عظيم.
  • المرحلة الثالثة: قبل الأربعين يومًا، يحرم فيها الإجهاض في القول الراجح إلا لما فيه مصلحة شرعية أو دفع ضرر كبير.

شاهد أيضًا: حكم حلق الحواجب بالموس ابن باز

حكم الإجهاض ابن باز

كان للشيخ ابن باز رحمه الله الكثير من الفتاوى الشرعية في مسألة ما حكم الإجهاض في الاسلام، وقد ذكر في إحدى فتاويه أن الإجهاض فيه مضار كثيرة ولا ينبغي  ولا يجوز ولا يباح، وهو القول الراجح والأصوب من أقوال أهل العلم، وذلك في مرحلة ما قبل التخلق، فلو تخلق ونفخت فيه الروح حرّم الإجهاض وأصبح قتلًا لنفس بغير حق، وهو ضد تكثير النسل الذي أحبه الله للعباد والله ورسوله أعلم.[6]

حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين

اختلف أهل العلم في مسألة إجهاض الجنين قبل الأربعين يومًا، حيث قال فريقٌ من الشافعية ومعهم فريقٌ من الحنفية وقليلٌ من الحنابلة إلى أنّه جائز في بعض الحالات قبل الأربعين ما لم يتخلق منه شيء، أما المالكية فقالوا لا يجوز بالمطلق لا قبل الأربعين يومًا ولا بعدها ووافقهم في ذلك بعض الأحناف والشافعية والحنابلة، فكما ورد عن اللجنة الدائمة أن الأصل في حمل المرأة تحريم إسقاطه في كل مراحله إلا لسبب شرعي وعذر ومبرر معتبر والله ورسوله أعلم.[7]

حكم إجهاض الجنين لاستخدام أعضائه بالزراعة لشخص آخر

شاع في بعض الأوقات استخدام الأجنة المجهضة لزراعة الأعضاء أو إجهاض الأجنة لزرع أعضائها لبشرٍ آخرين، وهذا لا يجوز وحرام شرعًا بما نصّت عليه فتاوى وقرارات مجمع الفقه الإسلامي، فلا يجوز استخدام الأجنة مصدرًا للأعضاء المطلوب زرعها في إنسان آخر، إلا إن تم الإجهاض من غير تدخل خارجي فنزل الجنين لمرض الأم أو ضعف رحمها لكن دون قصدٍ منها لذلك، وإذا مات الجنين بعد إجهاضه وهو غير قابل للإنعاش والحياة أما ما دون ذلك فهو محرم شرعًا.[8]

ضوابط إجهاض الجنين

يمكن تلخيص ضوابط إجهاض الجنين في الإسلام بما قررته هيئة كبار العلماء، بأنه لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي، وفي حدود ضيقة جدًا، ولو كان الحمل في الطور الأول وهي مدة الأربعين يومًا، وكان في إجهاضه مصلحة شرعية أو صد لمفسدة كبيرة وضرر كبير، فيجوز إجهاضه وما دون ذلك فلا يجوز مطلقًا والله ورسوله أعلم.

بهذا نختتم مقال ما حكم الاجهاض في الاسلام، والذي تمّ من خلاله بيان مفهوم الإجهاض وتسليط الضوء على حكمه الشرعي، وبيان حالاته كلّها وتفصيل حكم كلّ حالة من حالات الإجهاض، كما ذكر المقال حالات وضوابط إباحة إجهاض الجنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock